سورة النجم: هي أحد السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وقد قال كل من ابن عباس وقتادة أنها مكية باستثناء قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة ) يقال أنها نزلت في المدينة المنورة ولكن يجمع الكثير أن كل آياتها مكية.
ويبلغ عدد آياتها اثنان وستون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وستون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وَأَرْبَعمِائَة وَخَمْسَة حرف، وترتيبها الثالثة والخمسون في آيات القرآن الكريم، وقد نزلت بعد سورة الإخلاص، وقد قال عنها ابن مسعود: (هي أول سورة أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة).
سبب تسمية سورة النجم بهذا الاسم:
سميت سورة النجم بهذا الاسم لأنه تم ذكر النجم فيها وقد بدأت بالقسم بالنجم وهو شيء عظيم فالله لا يقسم إلا بالأشياء العظيمة، وسميت والنجم كما بدأت الآية الأولى منها، حيث قال ابن مسعود (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقي أحد من القوم إلا سجد فأخذ رجل كفا من حصباء أو تراب فرفعه إلى وجهه، وقال : يكفيني هذا قال عبد الله : فلقد رأيته بعد قتل كافرا) وكان هذا الرجل هو أمية بن خلف، وقال ابن عباس (أن النبي سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون).
كما اطلقوا عليها أيضا (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ) كما قال زيد بن ثابت (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ “والنجم إذا هوى” فلم يسجد ) وكان ذلك في وقت آخر غير الوقت الذي ذكر ابن مسعود وابن عباس روايتهما.
فضل قراءة سورة النجم:
تعد سورة النجم من السور ذات الفضل العظيم، فقد ورد عن على عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال هم سورة النجم (يا علي من قرأها أَعطاه الله بكلّ آية قرأها نورًا وله بكلّ حرف ثلاثُمائة حسنة، ورفع له ثلاثمائة درجة).
سبب نزول سورة النجم:
– من أهم أسباب نزول سورة النجم أن المشركين قالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يألف آيات القرآن الكريم، واتهموه بأنه إما شاعر أو مجنون، فأنزل الله تعالى السورة الكريمة حتى يتثبت لهم، أن القرآن الكريم من عند الله وأنه ينزلها على نبيه عن طريق الوحي.
– وقد نزلت احدى آيات السورة في اليهود، حيث قال ثابت بن الحرث الأنصاري: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير ” هو صدّيق “، فبلغ ذلك النبي فقال : ” كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقى أو سعيد ” فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية ( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِك إلى آخرها) .
– وقد نزلت سورة النجم حتى تؤكد لمشركين أن الله وحده من يعلم الغيب، وانه لا يعلمون شيء عن المستقبل والغيبيات حيث قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى *أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى)، وقال بن عباس والسدي أنها نزلت في عثمان بن عفان حيث أنه كان كثير التصدق، فأخبره أخوه في الرضاعة أنه من كثرة الانفاق في سبيل الله سوف تنتهي كل امواله، فقال له عثمان أنه ينفق الاموال لان له الكثير من الذنوب وحتى يعفو عنه الله، فطلب منه أخه أنه إذا أعطاه ناقته بما تحمله سوف يتحمل عنه ذنوبه واعماله امام الله، فأعطاه عثمان اياها وقلل ما كان يتصدق به فنزلت الآية الكريمة.
وقال مجاهد وابن زيد عن الآية أنها نزلت في الوليد بن المغيرة، حيث كان قد اتبع دين الاسلام فأخذ أصحابه من المشركين يقولون له (لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار؟) فقاللهم أنه يخشى عذاب الله، فأقنعه أحدهم أنه إذا أعطاه جزء من ماله فسوف يتلقى هو العذاب بدلا منه، فعاد إلى شركه من جديد واعطي للرجل بعض من المال ثم منعه عنه فنزلت الآية فيه.