سورة البروج: هي سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتميز مثل باقي السور المكية التي تدعو للإسلام وتعرض بعض قصص الأمم السابقة بما فيها من عبر حتى يستفاد منها المسلمون، وتعرض سورة البروج أساسيات العقيدة الإسلامية لكي يبدأ المسلمين في تعلمها وفهمها، وقد عرضت سورة البروج  قصة أصحاب الأخدود، كما عرضت في نهاية الآية قصة فرعون وقومه الذي كذب الرسل وكذب وجود الله فعاقبه الله أشد العقاب.

–  وهي السورة الخامسة والثمانين من القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها اثنين وعشرين آية، ويبلغ عدد كلماتها مائة وتسع كلمة، وعدد حروفها يبلغ اربعمائة وتسعة وخمسون حرف، وقد أنزلت سورة البروج بعد سورة الشمس، ويأتي ترتيبها الخامسة والثمانين بعد سورة الانشقاق في المصحف الشريف في جزء عم .

سبب تسمية سورة البروج بهذا الاسم:
سميت سورة البروج بهذا الاسم بسبب ذكر كلمة البروج في الآية الأولى حيث قال تعالى: (و السماء ذات البروج)، حيث أقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج نظرا لحسن صنع الله، الذي أحسن خلق السماوات وخلق فيها الكواكب والنجوم، وجعهم يسيرو في السماء بنظام دون أن يستضم أي منهما بالآخر، وذلك بعض من معجزات خلق الله.

أسباب نزول سورة البروج:
– كان من أهم أسباب نزول سورة البروج هي تعليم المسلمين أساسيات دينهم ولكي تمنع تأثرهم بالفتن، ولكي يبث فيهم روح الجهاد والتضحية بالنفس في سبيل الدين وفي سبيل الله، ولكي تثبت عقيدتهم بعدما تعرضوا للأذى والظلم والعذاب على يد كفار قريش، لذلك عرض الله تعالى قصة أصحاب الأخدود كي يتعلم منها المسلمين أن من صبر واحتسب جزائه الجنة وكي يعلموا أن هناك أمم قديمة ذاقوا العذاب والظلم وصبروا عليه، حيث قال تعالى (وشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَليْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ).

– وتحكي قصة أصحاب الأخدود عن مجموعة من المؤمنين القدماء تعرض لهم مجموعة من الطغاة الكافرين، الذي حاولوا أن يجبروهم عن ترك دينهم بكل الطرق والوسائل، ولكن هذه المجموعة المؤمنة صبرت على طغيانهم واحتسبت الاجر عند الله، وتمسكوا بدينهم فاستبد عليهم القوم الكافرون وطغى ظلمهم،  فقاموا بحفر اخدود كبير وهو عبارة عن حفرة كبيرة في الأرض، وأشعلوها فيها النار، وقاموا بإلقاء كل من رفض الخروج عن الإيمان فيها ولكن هؤلاء القوم المؤمنون ثبتوا على دينهم وضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ على هذا الدين، فجزاهم الله دخولهم الجنة وخلودهم فيها فقد ماتوا شهداء الدفع عن العقيدة.

فضل سورة البروج:
– إن لسور البروج لفضل عظيم فقد كان الرسول عليه الصلاة و السلام يقرأها عند صلاة الظهر وصلاة العصر، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ هذه السورة أعطاه الله من الأجر بعدد كل من اجتمع في جمعه، وكل من اجتمع يوم عرفة عشر حسنات، وقراءتها تنجي من المخاوف والشدائد).

– قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (من قرأها كان له أجر عظيم، وأمن من المخاوف والشدائد)، كما قال عليه السلام (ما علّقت على مفطوم إلّا سهّل اللّه فطامه، ومن قرأها على فراشه كان في أمان اللّه إلى أن يصبح).

– وقد أمر عليه السلام بقراءة سورة البروج في المساء حيث قال سعيد بن منصور عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لمعاذ : (اقرأ بهم العشاء بسبح اسم ربك الأعلى ، والليل إذا يغشى ، والسماء ذات البروج‏ ).