قزحية العين هي الجزء المسؤول عن تحديد لون العين ، و تختلف من شخص لآخر ، و يكون في مركزها حدقة العين ، و يتحدد لونها وفقًا للعديد من العوامل من أهمها العوامل الوراثية ، و تحتوي قزحية العين على عضلة دائرية وحركة هذه العضلة تنظم سعة الحدقة ، و بالتالي يتم التحكم في كمية الضوء بحيث تصبح الرؤية واضحة ، و لكن عند بعض الأشخاص تختفي قزحية العين نهائيا و هذا ما يسبب بعض الأضرار الصحية.
أسباب غياب قزحية العين:
يصاب البعض منذ الولادة أو في سنوات لاحقة بغياب للقزحية بشكل كامل أو جزئي ، و بعد قيام الباحثين بإجراء العديد من الدراسات حول هذا الأمر تم التوصل إلى العديد من الأسباب التي تؤدي لتلك الظاهرة ، و ذلك إما لإصابة الشخص باتساع الحدقة الدائم ، أو قد يحدث للشخص و هو في رحم أمه ، و ذلك من خلال إصابته بطفرة جين PAX6 الذي يقع على الذراع القصير للصبغي رقم 11(11p13) في الحمض النووي DNA ، و هو الجين الأول المسؤول عن تشكيل القزحية ، و أيضا عند تعرض العين لأي إصابة هذا يسبب ضرر للعين و قد يجعلها تفقد قزحيتها.
و من المحتمل أيضا أن يكون سبب الإصابة بغياب القزحية عائد لإصابة الشخص بمتلازمة WAGR ، أو ما يعرف بورم ويلمز Wilms Tumor ، و هي متلازمة من أهم أعراضها غياب القزحية ، و إصابة العين بالماء الأبيض ، و أورام في الكلية ، هذا بالإضافة إلى ظهور بعض الاضطرابات العقلية ، و التي تعود بالأصل لغياب الموقع الجيني 11p13 بكامله بما في ذلك الجين PAX6 ، و قد تصاب كلتا العينين بغياب القزحية ، و قد لا يكون غيابًا للقزحية فقط بل اضطرابًا في البقعة الصفراء و نقص في نسيج العصب البصري.
مخاطر غياب قزحية العين:
أولًا الحول: و هو اضطراب في زاوية النظر لدى العينين بحيث تتجه كل عين في اتجاه مختلف ، و ليس بالضرورة أن يكون اتجاهًا معاكسًا ، مما يؤدي إلى ضعف تركيز لدى المصاب و في حال اقتراب جسم من العينين ، فإن المصاب يفقد التركيز بسبب الحركة غير المتوازنة للعينين معًا.
ثانيًا الساد Cataract (الماء الأبيض): و هو اضطراب في عدسة العين يصيبها بالضبابية و الإعتام ، ما يفقدها شفافيتها ، و يسبب ضعفاً في البصر دون ألم و ذلك بسبب غياب الأعصاب المسؤولة عن الألم من العدسة ، و في هذه الحالة يعاني المريض من حساسية شديدة تجاه الضوء.
ثالثًا الجلوكوما Glaucoma (الماء الأزرق/ الماء الأسود): هو تلف في أنسجة العصب البصري ينتج عن ارتفاع ضغط العين ، و يعتبر المرض الرئيسي المسبب للعمى ، حيث أن تجاهل المرض قد يؤدي إلى تفاقم التلف ليصبح تلفًا كليا للعصب البصري و يسبب بذلك العمى.
رابعًا الغمش Amblyopia: هو ضعف في الرؤية دون وجود سبب عضوي ، و هذا المرض لا يمكن علاجه بواسطة العدسات ، و عادة ما يصيب فقط 1-5% من الناس.
علاج غياب قزحية العين:
يتم اكتشاف غياب قزحية العين من خلال الفحوصات السريرية ، و في أغلب الأحيان يكون العلاج المثالي لها هي العدسات الملونة ، لمحاولة الحد من كمية للضوء التي تدخل إلى العين ، و قد يكون العلاج تعديل انحراف الرؤية في حال إصابة الشخص بالانحراف أو الحول.