نرى الأشياء في صورة معتدلة. ولكن في الحقيقة تكوّن العدسة صورة مصغرة مقلوبة على البقعة الحساسة من الشبكية؛ وتترجم تلك الصورة بألوانها في الشبكية إلى إشارات كهروكيميائية تنتقل عن طريق عصب العين إلى الدماغ لمعاملتها. ترى كل عين من العينين صورة للشيء ويقوم الدماغ بدمج الصورتين فنرى صورة مجسمة للشيء.

تتم رؤية الألوان بواسطة نوع معين من الخلايا الحساسة لألوان الضوء، تلك هي خلية مخروطية: نوع من تلك الخلايا المخروطية يرى اللون الأحمر، ونوع يرى اللون الأزرق ونوع ثالث يرى اللون الأخضر. هذا يكفي العين أن تميز جميع الألوان التي نراها للأشياء.

دراسة نتجت عن بعثات في السقوط الحر المداري
وجدت دراسة ، تم نشرها في مجلة جاما لطب العيون ، تم إجرائها على 15 رائد فضاء كانوا في بعثات في السقوط الحر المداري لمدة ستة أشهر تقريبا أن الأنسجة في ظهور عيونهم ، تكون مشوهة و متورمة في الأسابيع الأولى بعد عودتهم من الأرض ، و يمكن أن يساعد هذا التغيير على تفسير السبب في أن ما يقرب من نصف المسافرين على المدى الطويل إلى الفضاء ، يحدث لديهم مشاكل كبيرة في الرؤية .

و هذه ليست أول دراسة تثبت أن السفر الفضائي يغير شكل العين ، حيث أظهرت ورقة نشرت عام 2011 في مجلة طب العيون أن هناك تغييرات على التشريح الداخلي لعيون رواد الفضاء ، و لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تظهر هذا التورم مباشرة ، و تظهر التغييرات الضارة التي ظهرت على العصب البصري .

بعثات ناسا نحو الفضاء
يُعتبر هذا الأمر بمثابة صفقة لناسا ، لأنها سوف تعمل على إخراج بعثات طويلة الأجل في الفضاء السحيق ، لأنها بحاجة إلى فهم كيف تؤثر هذه البعثات على صحة رواد الفضاء ، و كان العديد من رواد الفضاء ال15 الذين شملتهم الدراسة قد تعرضوا لأضرار سابقة في العين ، و من المحتمل أن تكون من بعثات سابقة ، قبل الرحلات إلى الفضاء الموثقة في هذه الدراسة .

ولكن صور فتحات غشاء بروك ، والثغرات في الجزء الخلفي من العين التي يسافر منها العصب البصري  ، قد أظهرت تلك الأنسجة تتحرك أعمق في العين بعد بعثات طويلة الأجل ، مع وجود تورم كبير بعد عودة رواد الفضاء إلى الأرض.

نتائج الباحثين حول هذه الظاهرة
ليس من الواضح بالضبط لماذا يحدث هذا ، و لكن الباحثين لديهم عدة تخمينات بخصوص هذا الأمر ، و التخمين الأول أنه ربما يحدث تورم العين بسبب أن الضغط الداخلي في العين يزيد ، عندما يتواجد رواد الفضاء في الفضاء ، ومع مرور الوقت ، فإن الأنسجة المحيطة تعتاد على هذا الضغط الجديد ، و عند العودة إلى كوكب الأرض ، فإن هذا الضغط يستنزف بسرعة بعيدا ، و بالطبع فإن هذا التغيير السريع يمكن أن يزعج و يشوه الأنسجة الداخلية للعين .

و لا يمتلك الباحثون حلا لهذه المشكلة، ومن الواضح أن ناسا أيضاً لاتملك القدرة على حلها. ولكن بخصوص مسألة برنامج رحلات الفضاء البشرية يجب أن يتم التفكير  بعناية حول كيفية التخلص من هذه المشكلة التي تسبب الكثير من الأذى للرواد.