تحدث الإسلام عن العديد من القصص لأخذ العبرة و الاتعاظ ، و قد كان من أشهر من عرفهم الدين الإسلامي ، عمار بن ياسر ، ذلك الشاب الذي ضرب به مثلا للصبر هو و عائلته ، حتى أنه قد بشر بالجنة .
من هو عمار بن ياسر
عمار بن ياسر هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قد كان من موالي بني مخزوم ، و قد كان من أوائل الناس اللذين آمنوا برسول الله ، و قاموا باعتناق الدين الإسلامي ، و قيل أنه قد هاجر للعديد من الأماكن ، و منها الحبشة هروبا بدينه ممن أرادوا إرجاعه عنه ، و قد عرف عنهم شجاعته حيث كان مشاركا لرسول الله ، في العديد من الحروب و الغزوات ، فضلا عن أنه قد شارك في بعض الغزوات ، التي دارت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قد كان من أهمها حروب الردة و معركة اليمامة و التي قطعت أذنه فيها ، و قد كان أحد من تولوا حكم الكوفة أيام حكم الخليفة ، و قد قام بعزله بعدها و قد شارك بجانب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، في تلك الحرب التي كان طرف فيها مع معاوية بن أبي سفيان .
نشأة عمار بن ياسر و إسلامه
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي المذحجي ، ولد في مكة المكرمة في العام السادس و الخمسين قبل الهجرة ، و قد كان له أخوين عرفا بمالك و الحارث ، و كانت أمه جاريه تعرف بسمية بنت خياط ، و كان أبوه عبدا و قد تم عتقه بعدها عمل عمار بن ياسر ، كمولى لبني مخزوم و حين عرف الإسلام ، كان عمار بن ياسر من أوائل من اعتنقوه ، و في نفس الوقت اعتنق الدين الإسلامي أبيه و أمه و أخيه ، أما عن أخيه الثاني فقد قتل في الجاهلية .
تعذيب عمار بن ياسر
– كان عمار بن ياسر أحد عبيد مكة و لم يكن له قبيلة يحتمي بها ، لذا فقد كان من المستضعفين و هذا ما شجع من كفر بالاسلام على تعذيبه حتى يتخلى عن دينه الإسلامي ، فقد قال صلى الله عليه وسلم عنه أنه قد كان هو و أمه من أول سبعة أشخاص آمنوا به .
– اختلفت طرق تعذيبه من قبل المشركين هو و أمه و أبيه ، فقد كانوا يصفدوهم في الشمس و يربطون أذرعتهم بالحديد ، و اشتد عليهم التعذيب حتى يتركوا دين الله ، و لم يتردد وقتها على ألسنتهم سوى قول واحد أحد أحد ، و اشتد تعذيبهم حتى لاقت أمه سمية حتفها من شدة التعذيب ، و كانت بذلك أول شهداء الإسلام .
– و من أشهر المقولات التي عرفت عنهم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حين كان يمر بمكان تعذيبهم كان يقول لهم صبرا آل ياسر ، فأن موعدكم الجنة و ذلك لأنه لم يكن يقدر على دفع العذاب عنهم .
– اشتد العذاب على آل ياسر حتى هاجروا إلى الحبشة ، و هذا الأمر قد اختلف عليه المؤرخين ، فالبعض يقول أنهم قد هاجروا إلى الحبشة و البعض يثرب و ظلوا بها حتى قابلوا رسول الله ، و أخبروه بما وقع عليهم من تعذيب ، و أنهم لم يستطيعوا الصمود و أنهم كفروا بعد إيمانهم ليتخلصوا من هذا العذاب الشديد ، و لكن قلبهم مازال يطمئن بالإيمان ، و هنا نزلت الآية الكريمة ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) و قد كانت هذه الآية بشرى لهم على مكانهم بالجنة .