الدراسات البحثية دائمًا ما تعتمد على عدد كبير من المناهج والأساليب العلمية والدراسية سواء فيما يخص جمع العينات أو تحديد درجة الصدق الداخلي والخارجي والتحكم أيضًا في العينة موضع البحث ، ومن أهم هذه المناهج كل من المنهج التجريبي وكذلك المنهج شبه التجريبي وغيرهم من المناهج الدراسية الأخرى الهامة .
مثال على المنهج التجريبي
المنهج التجريبي هو عبارة عن منهج يتضمن دراسة تأثير أحد المتغيرات على متغير آخر ، وهذه الطريقة تعتمد بشكل أساسي على التحكم الكمي وكذلك عزل المتغيرات التي قد تؤثر على نتيجة الدراسة دون قصد من الباحث ، وقد تم تعريف المنهج التجريبي أيضًا على أنه عبارة عن تغيير عمدي يتم ضبطه وفق مجموعة من الشروط المُحددة في بعض الأحداث والقضايا ومراقبة أي تغيير وتفسير أي تغير يطرأ على هذا الحدث .
مثل قياس معدل الأداء الوظيفي لكل موظف في إحدى مؤسسات العمل ، ويكون المتغير الأول هو الموظف والثاني هو الأداء في العمل .
مثال على المنهج شبه التجريبي
أما المنهج شبه التقليدي فهو الذي يقوم بشكل أساسي على دراسة بعض الظواهر الاجتماعية والإنسانية كما هي دون أي تغيير ، وهو أيضًا عبارة عن منهج يدرس العلاقة بين متغير ومتغير اخر كما هما في الواقع دون إحداث أي تغيير عليهما ودون التحكم في تلك المتغيرات .
ومن الأمثلة على ذلك دراسة الفروق بين بعض الأشخاص في عينة البحث الذين يُعانون من انخفاض مستوى الذكاء ومعدل انتشار التخلف العقلي فيما بينهم ، حيث أن مثل هذه الحالات لا يمكن إجراء تغيير عليها لنقل أحد الأشخاص من مرحلة التخلف إلى الذكاء المتوسط مثلًا وهكذا ، وبالتالي فهو لا يخضع إلى تحكم الباحث في المتغير .
الفرق بين المنهج التجريبي والمنهج شبه التجريبي
هناك بعض الفروق التي تميز المنهج التجريبي عن المنهج شبه التجريبي ، مثل :
الضبط والتحكم
المنهج التجريبي يتميز بالقدرة على إحداث تحكم في متغير واحد مستقل على الأقل عند رغبة الباحث في معرفة أثر هذا التغير على متغير اخر ، بحيث يكون أي تغيير حادث ناتجًا عن دخول متغير مستقل بالدراسة ، وهو لا يتأثر بأي عوامل أو متغيرات أخرى لأن يقع تحت تحكم الباحث ، أما ذلك فهو لا يتوفر في المنهج شبه التجريبي ، حيث أنه في المنهج شبه التجريبي يُمكن للباحث أن يعرف مستوى الذكاء لدى مجموعة من الأطفال وتحديد معدلات الذكاء من التخلف إلى الذكاء المتوسط إلى الذكاء العالي ، والذكاء هنا يعتبر متغير تابع وهكذا .
عشوائية البحث
وهناك فرق أيضًا فيما يخص عشوائية البحث ، في المنهج التجريبي يتم الاعتماد على عينات عشوائية في المفردات الخاصة بالبحث والتجربة قبل تقسيمها على بعض المجموعات ، ويتم به توزيع المفردات الخاصة بالعينة بطريقة عشوائية بين كل من المجموعات التجريبية والمجموعة الضابطة ، بينما في المنهج شبه التجريبي لا يشترط أن تكون العينات عشوائية .
درجة الصدق الداخلي والخارجي
كما يوجد أيضًا فرق في درجة الصدق الخاصة بالدراسة ، والصدق في الأبحاث هنا المقصود به درجة تحقيق الأهداف المقصودة منه ، حيث يُطلق على التجربة أنها صادقة عندما تنجح في قياس المطلوب قياسه أيضًا جراء هذه التجربة .
ويهتم المنهج التجريبي بدرجة الصدق الداخلي ، أما المنهج شبه التجريبي ؛ فهو يعتمد بشكل أكبر على الصدق الخارجي والذي يعني قدرة الباحث على تعميم نتائج البحث التي قد توصل إليها على بعض المواقف المماثلة الأخرى .