كان ياماكان في سالف العصر والأوان كان هناك بستان رائع يعمل به بستاني راعي للمكان وأشجاره الرائعة ومزروعات البستان، فكان البستان يمتلئ بالكثير من الأشجار المثمرة بالإضافة إلى أنه يتوسط البستان نهر عذب يسقي منه الأشجار والمزروعات لتصبح ثمارها طيبة ورائعة، وكان هذا البستان يتميز بأن ثماره أفضل من ثمار باقي البساتين الأخرى، ولذلك صنع له أصحابه سور عالي ليمنع اللصوص والثعالب من الدخول إليه وسرقة الثمار والحيوانات التي كانت تعيش فيه.
بداية قصة البستاني والثعلب
في يوم من الأيام جاء ثعلب مكار وأراد أن يدخل إلى البستان الجميل الذي يمتلئ بالثمار الرائعة والحيوانات التي تعيش فيه، ليأكل من ثماره الطيبة التي هي ألذ من أي ثمار أخرى، ولكن الثعلب كان دائمًا ما يجد صعوبة لأن السور عالي جدًا ولا يستطيع الثعلب أن يتسلقه، وأخذ يدور حول السور في كل يوم ويبحث عن طريقة يدخل بها البستان، وأثناء سيره حول السور رأى فتحة صغيرة تكفيه من الدخول ولكن عن طريق بذل بعض الجهد لأن الحفرة ضيقة جدًا وعليه أن يبذل جهد لكي ينفذ من خلالها إلى داخل البستان.
محاولات الثعلب للدخول إلى البستان
بالفعل بذل الثعلب أقصى جهده للدخول ونجح في النهاية إلى الدخول إلى داخل البستان، وعندما رأى الثمار الرائعة دُهش من المنظر وقرر أن يملأ بطنه من كل شيء في البستان، وذهب في بداية الأمر إلى النهر وشرب من ماءه العذب حتى ارتوى، وقال في نفسه ما أعذب هذا الماء، وبعدها أخذ يجول حول الأشجار وأكل ما تساقط منها من الثمار الناضجة التي تتساقط على الأرض لأن نضجها اكتمل من بينها العنب والتين والتوب والخيار والبطيخ، ولم يترك أي شيء إلا وأكل منه وشرب من النهر، وفجأة سمع الثعلب صوتًا قادمًا من بعيد وهو صوت البستاني وهرب الثعلب سريعًا إلى اتجاه الفتحة لكي يهرب منها.
ولكن لسوء حظ الثعلب فأن بطنه كانت ممتلئة للآخر ولم يستطع النفاذ من الفتحة الصغيرة الضيقة، وكان البستاني يقترب أكثر وأكثر ففكر الثعلب في خطة لكي ينقذ نفسه، فقال أنه سوف يتمدد على الأرض ليظن البستاني أنه قد مات وسوف يقوم بحمله ورميه خارج السور، وبذلك يستطيع أن يخرج من البستان بطريقة بسيطة، وعندما وصل البستاني إلى الثعلب ووجده نائمَا على الأرض قال له لقد نلتَ جزاء سرقتِك ومتّ قبل أن أصلَ إليك، سأذهب وأحضر الأدوات لأحفر الأرض و أدفنك هنا حيث قتلك نهمك.
الثعلب يحاول إنقاذ نفسه
ذهب البستان لكي يحضر الأدوات لحفر الأرض، وخاف الثعلب كثيرًا، وأسرع خلف الشجرة وأخرج من بطنه كل ما أكله إلى أن عاد إلى حجمه الطبيعي قبل أن يأكل، واستطاع بصعوبة وبعد معاناة شديدة أن يخرج من الفتحة الصغيرة التي دخل منها وهرب بعيدًا عن البستان، وعند خروجه من البستان قال في نفسه ” أيّها البستان، ماؤك عذب وثمارك لذيذة، ولكنْ لن أعود إليك إن كنتُ سأخرج منك كما دخلتُ إليك!.
العبرة من قصة البستاني والثعلب
نستفيد من تلك القصة أن السرقة والمكر من أكثر الأمور المكروهة وأن على المرء أن يحصل على ما يريد دون سرقة أو نصب، دون أن يعتمد على الحيلة للحصول على الطعام، لأن الثعلب كاد أن ينهي حياته وأن يعرضها للخطر لولًا أنه استطاع بفضل الله في اللحظة الأخيرة أن يهرب من البستان، وعاش لحظات من المشقة والتعب والخوف واضطر إلى إخراج كل ما سرقه قبل أن يغادر.