عبدالله البستاني نابغة عصره في اللغة العربية والشعر [1854 – 1930]، تعلم أصول اللغة العربية على يد جهابذة عصره حتى أتقنها وصار يبدع فيها بكلمات شعرية رنانة، اتجه إلى تدريس اللغة العربية وظل طوال حياته يثري مجال اللغة بإبداعات قصصية وروائية تمثيلية، والكثير من ألوان الشعر الذي كان يبدع فيه ويختار من الكلمات ما يأثر الآذان ويسلب العقول وبعد حياة طويلة مليئة بالإبداعات توفى هذا النابغة العلامة في عام 1930
عبدالله البستاني الطالب النابغة:
هو ابن الخوري مخايل نصيف، ولد في عام 1854م، تعلم مبادئ القراءة والكتابة في إحدى مدارس القرية البسيطة والتي من خلالها أظهر تقدم ملحوظ عن أقرانه، فقام والده بإلحاقه بالمدرسة الوطنية في بيروت العاصمة لإكمال تعليمه، وقد كان لهذه المدرسة الفضل الأكبر لنبوغ ابن الخوري حيث استطاع من خلالها تعلم اللغة العربية على يد عالمان من جهابذة هذا العصر وهما الشيخ نصيف اليازجي، والشيخ يوسف الأسير وقد اظهر ابن الخوري تفوقه الشديد بها كما استطاع تعلم اللغة الفرنسية في وقت قصير فقد كان يتحدث الفرنسية بطلاقة ويترجم عنها بمنتهى المهارة، حتى انهى تعليمه بالمدرسة الوطنية في عام 1873 ورحل إلى صيدا للإقامة بها.
عبدالله البستاني مدرس اللغة العربية:
أنهى البستاني تعليمه، واتجه لتدريس اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية وفي عام 1900 أصبح مدرس اللغة العربية الأول بالمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك وظل يعمل بها في تدريس اللغة العربية حتى عام 1914 ونشوب الحرب العالمية الأولى الذي أدى إلى غلق أبواب المدرسة، التحق بعد ذلك بمدرسة الفرير ببيروت ليكمل مسيرته التعليمية في تعليم اللغة التي طالما احبها وأبدع بها، فقد أحكم صناعة الشعر وإلقاء الكلمات الرنانة وقدرته على إنشاء المواضيع التعبيرية الفاتنة، حتى كان يقصده الطلاب من كل مكان للنهل من إبداعاته وعلمه الوفير، وقد درس على يده الكثير من الأعلام في مجال الشعر والأدب مثل الأمير شكيب أرسلان، وبشارة الخوري، والكثير من أعلام هذا الزمان.
الشاعر عبدالله البستاني:
برع البستاني في إلقاء الشعر وسرد وكتابة الروايات التمثيلية الرائعة التي كان يتسابق الطلاب على تمثيلها من شدة تعلقهم بفن هذا الشاعر الفنان ومن أمثلة هذه الروايات التي تحولت إلى مسرحيات مدرسية:
– امرؤ القيس في حرب بني أسد.
– حرب الوردتين.
– بروتوس أيام تركوين الظالم.
– جساس قاتل كليب.
– عمر الحميري أخو حسان.
– يوسف بن يعقوب
– وفاء العرب والشعرية.
تمثال كريستوفر كولومبس:
في عام 1893م أقام معرض شيكاغو مسابقة شعرية على مستوى العالم لكتابة شعر بمناسبة مرور أربعمائة عام على اكتشاف أمريكا، وصاحب الأبيات الفائزة سوف يتم حفر أبياته على قاعدة تمثال كريستوفر كولومبس الموجود بالمعرض، وبالفعل تسارع الشعراء من جميع أنحاء العالم لكتابة أفضل ما عندهم من أبيات شعرية، وعندما حان وقت التحكيم وقع اختيار اللجنة على الأبيات التي نظمها شاعرنا العربي عبد الله البستاني، ويتم حفر أبياته الشعرية على قاعدة التمثال.
تكريم لرحلة عطاء طويلة:
في عام 1928 أقيمت احتفالية كبيرة في نادي مدرسة الحكمة احتفالًا باليوبيل الذهبي لهذا النابغة، وتكريمه على رحلة عطائه الطويلة في مجال الشعر والأدب التي أثراها بمجموعة أعمال أدبية لن ينساها التاريخ وستظل نورًا ونبراسًا لمن يخلفه، وفي عام 1930 انطفئ نور عبد الله البستاني ورحل في صمت لنهي حياة مليئة بالإبداع بنهاية إبداعية هادئة.