قصة البئر الأول هي قصة فرنسية من الأدب العالمي تحكي عن كيفية اكتشاف عملية حفر البئر ووجود المياه في باطن الأرض من خلال مملكة صغيرة تعرضت للجفاف واحتاجت للبحث عن الماء

المملكة الصغيرة والبحيرة الجافة:
يحكى أنه كان هناك مملكة صغير تحيط بالبحيرة وعندما جاء فصل الصيف كانت الحرارة شديدة جدًا مما جعل البحيرة تجف نتيجة توقف المطر وارتفاع درجة الحرارة ، وبعد انتشار الخبر في جميع المملكة شعر سكانها بالقلق وقرروا أن يذهبوا لرؤية الملك ويطلعوه على الأمر، وأمام الملك وقف حكماء المملكة وجميع من فيها وقال المزارعون: أيها الملك العظيم ماذا نفعل فقد توقف السماء عن المطر منذ فترة طويلة، مما جعل الحقول تجف، وهنا تحدث الصيادون أيضًا وقالوا: لا توجد أسماك يا مولاي كيف يمكننا أن نعيش أو نتكسب قوت يومنا وناشدته النساء: أيها الملك الطيب أنقذنا من هذه الكارثة التي حلت على المملكة وبدأ الأطفال في البكاء من العطش والجوع.

رحلة البحث عن حل للكارثة:
بعد أن استمع الملك لشكوى أهل المملكة أرسل على الفور في طلب قادته الأربعة وعندما حضروا بين يديه طلب من كل واحد منهم أن يتجه في اتجاه بحثًا عن الماء، استجاب القادة الأربعة وانطلقوا بحثًا عن مصدر للمياه فذهب القائد الأول ناحية في اتجاه شروق الشمس بينما ذهب القائد الثاني إلى اتجاه الجنوب نحو الغبار والحرارة وانطلق القائد الثالث في اتجاه غروب الشمس وأخيرًا ذهب القائد الرابع في اتجاه الشمال يتبع النجم القطبي.

ظل القادة الأربعة يبحثون هنا وهناك طوال الليل والنهار في أعلى وأسفل التلال والوديان عن أي مصدر للمياه يمكن أن يعوضهم جفاف البحيرة ولكنهم في النهاية لم يعثروا على أي شيء كان كل ذلك البحث بدون جدوى أو فائدة.

فشل ونجاح:
عاد ثلاثة من القادة إلى الملك وقد أعلنوا فشلهم في الوصول إلى أي حل ما عدا القائد الرابع الذي ذهب في اتجاه الشمال يتبع النجم القطبي عهد على نفسه أن لا يخيب أمل ملكه فيه ظل يبحث ويبحث حتى توصل إلى قرية موجودة في الجبل الجليدي وحينما جلس على سفح الجبل ليستريح من عناء الرحلة مرت أمامه امرأة عجوز وجلست بالقرب منه وسألته من أين جاء، قال لها القائد الشجاع أنا أنتمي إلى مملكة رائعة أصابها الجفاف فلم ينزل عليها المطر ما يزيد عن عام قد جئت أبحث عن الماء فهل تستطيعين مساعدتي في الحصول على مصدر للماء؟ قالت له المرأة اتبعني.

صعدت المرأة إلى أعلى الجبل وخلفها القائد ثم دخلت إلى الكهف وقالت له: نحن لا نمتلك الماء في بلدنا فقد نفد ما لدينا من ماء وأشارت إلى سقف الكهف الذي يتدلى من الثلج وقالت ولكننا نمتلك هذا الجليد خذ منه واذهب به إلى مملكتك ولن تشتكوا العطش أبدًا.

بذرة الماء:
وعلى الفور أخذ القائد الشجاع قطعة كبيرة جدًا من هذا الجليد الذي أشارت به العجوز وحملها في عربته في طريقه للعودة إلى المملكة مرة أخرى ولكنه في طريق العودة أخذ الجليد يذوب شيئًا فشيئًا حتى وصل إلى الملك ولم يتبقى منه سوى قطعة صغيرة جدًا من الجليد، وقد أصابت الدهشة جميع من بالمملكة لأنهم لم يشاهدوا الجليد من قبل حتى أن أحد الوزراء قال عنها للملك: يبدوا أن هذه هي بذرة ماء وعلى الفور أصدر الملك قرارًا بأن تزرع بذرة الماء.

البئر الأول:
جعل المزارعون يسارعون بالحفر حتى يقوموا بزراعة بذرة الماء إلا أن قطعة الجليد لم تستطع مقاومة حرارة الشمس وعلى الفور قام المزارعون بوضع البذرة داخل الحفرة التي اختفت تمامًا داخلها ولم يعد لها أثر، اندهش المزارعون وانتابهم القلق أين ذهبت بذرة الماء فجعلوا يحفرون ويحفرون بحثًا عنها حتى تعبوا من الحفر فناموا وحين جاء الصباح وأشرقت الشمس حضر الملك إلى مكان زراعة بذرة الماء فوجد المزارعون وقد ناموا بجانب الحفرة التي ظلوا يحفرون فيها طوال الليل، وعندما نظر الملك داخل هذه الحفرة صاح فيه اصحوا أيها المزارعون الشجعان لقد نبتت البذرة والحفرة مملؤة بالماء، وهكذا كان هذا هو أول بئر تم حفره وعاد الماء إلى المملكة مرة أخرى.

الوسوم
قصص