اليوم نحن سوف نتحدث عن رجل يصعب وصفه لعدة مواهبه و عظمته حيث أنه أديب و شاعر و مترجم و مثقف كبير ، عشق من صغره القراءة و الكتابة و الشعر هو سليمان البستاني من هذا الرجل ما هي قصته تابع معنا للتقرب منه و التعرف على رحلة نجاحه .
تاريخ الميلاد : ولد سليمان البستاني في اليوم الأول من شهر مايو لعام (1819)
محل الميلاد : ولد في بلدة دير القمر بلبنان
الدراسة : بدأ دراسته في المدرسة الوطنية في بيروت و درس بها اللغة الفرنسية و العربية و الإنجليزية و السريانية لمدة ثماني سنوات و خلال هذه السنوات شاهد له الجميع بالاجتهاد و الذكاء و التفوق لذلك عندما أنهى سنوات دراسته طلب منه أن يعمل كمعلم في نفس المدرسة ، و خلال عمله بالدراسة أهتم بكتابة المقالات حيث كان يكتب مقالات في المجلات و الصحف مثل “الجنان” و”الجنة” و”الجنينة
عمل البستاني بالتجارة: كان سليمان البستاني يعشق و السفر و التنقل و لذلك سافر إلى العراق و عمل كمعلم في العديد من مدنها و لكنه كان لا يحب السفر فقط أنما أيضاً يحب العمل بعدة أشياء لذلك عمل بتجارة التمر في بغداد و تم تعينه كعضو في محكمتها التجارية و تولي أيضاً إدارة شركة المراكب العثمانية السائرة بين بغداد والبصرة ، و سافر أيضاً إلى اسطنبول والهند وإيران. و خلال هذه الفترة قام بزيارة معرض شيكاغو بالولايات المتحدة .
مشاركة البستاني في تأليف دائرة المعارف : عاد مرة أخرى لبيروت و هناك “، شارك في تأليف دائرة المعارف و هي عبارة عن قاموس عام لكل فن ومطلب و أول محاولة حديثة في اللغة العربية لإخراج دائرة معارف كبرى كان قد بدأها والده المعلم العظيم بطرس البستاني حيث صدر منها في حياته ست أجزاء و بعد وفاته حاول أكملها سليمان و شقيقه سليم و قاموا بإصدار خمس أجزاء منها و تم إصدار المجلد الأول منها في عام ( 1956) ، ثم تم تعينه كمترجم في قنصلية الولايات المتحدة ببيروت ، و خلال هذه الفترة كان سليمان البستاني استطاع أن يتقن أكثر من عشر لغات ، و لم تتوقف قدراته عند هذا الحد أنما أيضاً هو كان لديه علم كبير في الرياضيات والكيمياء و وعلم المعادن والاجتماع والتاريخ .
ترجمته إلى الإلياذة : في عام (1887 ) سافر إلى القاهرة بمصر و هناك كان يحرص على زيارة مجلة المقتطف و هي مجلة شامية-مصرية أنشأت في الشام عام 1876 من قبل يعقوب صروف و قد نشأت علاقة صداقة بين صروف و البستاني و في مجلة المقتطف تطلع البستاني على “الإلياذة ” و هي ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة و التي تعد مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس في هذا الوقت كان سليمان مغرم بالشعر القصصي ، لذلك فكر في ترجمتها و شجعه على هذا الأمر يعقوب صروف و بالفعل ترجمها إلى عدة لغات مثل ” الإنجليزية والفرنسية والإيطالية” ثم قام بتعريبها شعرا ، و في عام (1904) تم إصدارها من خلال مطابع الهلال بالقاهرة و كانت ترجمتها أكثر من رائعة حيث أصبحت علامة فارقة في الأدب العربي الحديث لذلك أقيم له حفل تكريم في فندق “شيرد” لم تنتهي رحلة سليمان في مصر عند هذا الحد حيث أنه ظل بمصر أربع سنوات عمل خلال هذه السنوات بالمعارف والآداب و أيضاً الزراعة و البورصة ، ثم بدأ في تأليف كتاب “عبرة وذكرى ” الذي يعبر عن لدولة العثمانية قبل الدستور وبعده» عن الآمال التي علقها دعاة الحرية والدستور على هذا الانقلاب الدستوري في العام 1908 و كان يتناول الكتاب التصورات والآمال لدى الجيل الذي شارك في صنع الانقلاب ، و فما بعد تولى رئاسة جمعية” الكتاب وانتخب عضوا في مجلس “الجامعة المصرية” .
وفاته : في أخر أيام حياة سليمان البستاني تدهورت حالته الصحية كثيراً لذلك سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن يتلقى العلاج و هناك رحل عنا في عام (1925) في نيويورك ثم بعد ذلك تم نقل جثمانه من أجل أن يدفن مسقط رأسه .