يهل شهر رمضان وتزداد معه نفحات المغفرة والبركات، فجميع المسلمين ينتظرونه حتى يتسارعوا لعمل الخيرات ويسعون لكسب رضاء الله، فشهر رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، لذلك يحاول كل مسلم تجنب أي عمل يغضب الله عز وجل، ويتوسل إليه بالدعاء من بداية الشهر إلى نهايته لأن الله يقبل الدعاء في هذه الأيام المباركة، ولا يختلف دعاء العشر الأوائل عن باقي الشهر فجميع الأيام لها أجر عظيم ويجب استغلالها على الوجه الأمثل في التقرب من الله وابتغاء مرضاته.
فضل العشر الأوائل من رمضان
- الليالي الأولى من شهر رمضان المبارك تكون ذات مذاق خاص لأنها تجيئ بعد اشتياق وانتظار طويل، وفضل هذه الأيام لا يختلف عن باقي أيام الشهر، لأن العبادة ليست قاصرة على أيام بعينها في الشهر، ففضل الله ونعمته شاملة الشهر بأكمله، وهذه الأيام مُحببة عند الله تعالى حيث يُنزل فيهل رحمته على عباده ويضاعف لهم الأجر والثواب.
- إذا أقبل شهر رمضان المعظم أُغلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة فقد قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ” رواه البخاري ومسلم.
- بحلول شهر رمضان تزداد النعم وتتنزل فيه رحمة الله على المسلمين المشتاقين لهذا الشهر الكريم، فيكون الأجر والثواب مضاعفاً لهم، ويكون الدعاء مستجاب حيث أن دعاء العشر الأوائل لا يقل عظمة عن باقي أيام رمضان، لذا يقضون هذه الأيام في العبادة والتقرب إلى الله ويسعون لطاعته والحصول على رضاه طمعاً في مغفرته.
- شهر رمضان هو شهر تهذيب النفس، والسمو بالأخلاق، وفيه تكون الرحمة والعتق من النار، ودخول الجنة، ويزداد البر والإحسان فيزيد الله لهم الأجر والثواب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ”.
دعاء العشر الأوائل من رمضان
- اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين، وقيامي فيه قيام القائمين، ونبهني فيه عن نومة الغافلين، وأعف عني يا عافيًا عن المجرمين، اللهم قربني فيه إلى مرضاتك، وجنبني فيه من سخطك ونقمتك، ووفقني فيه لقراءة آياتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم أعني فيه على صيامه وقيامه، وجنبني فيه من آثامه وهفواته، وارزقني فيه ذكرك بدوامه، بتوفيقك يا هادي المضلين، اللهم ارزقني فيه رحمة الأيتام، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصحبة الكرام، برحمتك يا ملجأ الأملين.
- اللهم أجعل لي فيه نصيباً من رحمتك الواسعة، وأهدني فيه لبراهينك الساطعة، وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة، بمحبتك يا أمل المشتاقين.
- اللهم نبهني فيه لبركات أسحاره، ونور قلبي بضياء أنواره، وخذ بكل أعضائي إلى إتباع أثاره بنورك يا منور قلوب العارفين.
- اللهم وفر فيه حظي من بركاته، وسهل سبيلي إلى خيراته، ولا تحرمني قبول حسناته يا هادياً إلى الحق المبين.
- اللهم أجعلني فيه من الناظرين، واجعلني فيه من عبادك الصالحين، واجعلني فيه من أوليائك المقربين، برأفتك يا أرحم الراحمين.
- اللهمَّ آلف بين قلوبِنا، وأصلِح ذاتَ بيننا، واهدِنا سُبل السلام، ونجِنا من الظلماتِ إلى النور، وجنّبنا الفواحِش، وبارِك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتُب علينا إنك أنتَ التواب الرحيم.
- اللهم أفتح لي فيه أبواب الجنان، وأغلق عني فيه أبواب النيران، ووفقني فيه لتلاوة القرآن يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين.
- اللهم أجعل لي فيه من مرضاتك دليلاً، ولا تجعل فيه للشيطان عليًّ سبيلاً، وأجعل الجنة لي منزلاً ومقيلاً، يا قاضي حوائج الطالبين.
- اللهم أفتح لي فيه من أبواب فضلك، وأنزل عليَّ فيه بركاتك، ووفقني فيه لموجبات مرضاتك، يا مجيب دعوة المضطرين.
- اللهم اغسلني فيه من الذنوب، وطهرني فيه من العيوب، وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب، يا مقيل عثرات المذنبين.
- اللهم أهدني فيه لصالح الأعمال، وأقض لي فيه الحوائج والآمال يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال، يا عالماً بما في صدور العالمين.