إن من واجبات المسلم الملحة في الدنيا تجهيز العدة ليوم القيامة، ومن أهم هذه الواجبات الحرص على الأعمال التي تثقل الميزان، قال الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] ، وقال الله تعالى: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ. نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة:6-11] ، وكل عمل قصد المسلم به وجه الله الكريم يساهم في ثقل الميزان وترجيح حسناته لكي يكون من الفائزين بفضل الله العظيم، ولقد ورد في السنة النبوية فضل بعض الأذكار الشرعية التي تثقل ميزان العبد المؤمن يوم القيامة، ولذا يتحتم علينا معرفتها وتعلمها وتعليمها لجموع المسلمين.

أذكار ثقيلة في ميزان الحسنات

إن الأذكار ترفع من شأن العبد عند ربه ، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأذكار التي من شأنها أن تجعل ميزان المسلم ثقيلًا يوم القيامة ، كما أنها قد تكون سببًا في دخوله الجنة ، ومنها ما يلي :

التسبيح بصيغة سبحان الله العظيم وسبحان الله وبحمده ؛ حيث أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال “كلِمتان خفيفتان على اللِّسانِ ، ثَقيلتان في الميزانِ ، حبيبتان إلى الرَّحمنِ : سبحان اللهِ العظيمِ ، سبحان اللهِ وبحمدِه” ، كما ورد عن أم المؤمنين جويرية رضي الله تعالى عنها أنَّ الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد خرج من عندِها بُكرةً حين صلى الصبحَ ، وهي في مسجدِها ؛ ثم رجع بعد أن أَضحَى ، وهي مازالت جالسةٌ ؛ فقال «ما زلتِ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها ؟ ” قالت : نعم ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ ، ثلاثَ مراتٍ ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ : سبحان اللهِ وبحمدِه ، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِ”

حمد الله تعالى يرفع في ميزان الإنسان ، وذلك لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم “الحمدُ للهِ تملأ الميزانَ ، و سبحان اللهِ و الحمدُ للهِ تملآنِ أو تملأ ما بين السماءِ و الأرضِ” ، ومما يُثقل ميزان الإنسان أيضًا عند ربه قول لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ حيث يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم “يَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ” ، وقال أيضًا عليه أفضل الصلاة والسلام “ما على الأرضِ أحدٌ يقول: لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كُفِّرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثلَ زَبَد البحر”

وقد قال الرسول صلّ الله عليه وسلم أيضًا “إذا قال المؤذِّن : الله أكبر الله أكبر ، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر ، ثم قال: أشهدُ أن لا إله إلا الله ، قال: أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسولُ الله ، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله ، ثم قال: حيَّ على الصلاة ، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال: حيَّ على الفلاح ، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال: الله أكبر الله أكبر ، قال: الله أكبر الله أكبر ، ثم قال: لا إله إلا الله ، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة”.

أنواع الذكر

يستطيع الإنسان أن يذكر الله تعالى في أحوال عديدة ؛ حيث يمكنه أن يذكر الله عزّ وجل بلسانه فقط أو قلبه فقط أو بلسانه وقلبه ، ومن الضروري أن يعلم الإنسان أن استحضار القلب مع اللسان من أكمل صور الذكر ؛ حيث أن القلب يزداد رقة وإيمان ، وهناك أنواع للذكر وهي :

الذكر المطلق : وهو القيام بذكر الله تعالى على مدار اليوم دون أن يكون هناك ارتباط بحالة أو وقت أو زمن أو مكان معين

الذكر المقيد : وهو الذي يستلزم حالة معينة أو وقت معين أو مكان محدد ؛ مثل أذكار بعد الصلاة أو أذكار بعد الأذان.