ذِكر الله عز وجل أفضل من الدعاء؛ لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بأسمائه وصفاته، والدعاء سؤال العبد ربه حاجته. لهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى، والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته. فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإذا انضاف إلى ذلك إخبار العبد بفقره ومسكنته كان أبلغ في الإجابة وأفضل.

الاذكار المقيدة والمطلقة

تنقسم الأذكار إلى قسمين رئيسيين:

  • الاذكار المقيدة: وهي الأذكار التي ورد فيها تحديد معين في عددها أو زمانها أو مكانها، مثل:
    • أذكار الصباح والمساء: وردت في عدد معين، وهي 33 مرة سبحان الله، و33 مرة الحمد لله، و34 مرة الله أكبر.
    • أذكار النوم: وردت في عدد معين، وهي 33 مرة سبحان الله، و33 مرة الحمد لله، و34 مرة الله أكبر، ثم تقول: "اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت".
    • أذكار الاستيقاظ من النوم: وردت في عدد معين، وهي: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
  • الاذكار المطلقة: وهي الأذكار التي لم يرد فيها تحديد معين في عددها أو زمانها أو مكانها، مثل:
    • أذكار الصلاة: مثل: "سبحان ربي العظيم"، و"سبحان ربي الأعلى"، و"اللهم صل وسلم على نبينا محمد".
    • **أذكار دخول المسجد والخروج منه": مثل: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، و"اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت".
    • **أذكار الطعام والشراب": مثل: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم بارك لنا فيه، واطعمنا خيراً منه".

حكم الاذكار المطلقة

أجمع العلماء على استحباب الإكثار من الأذكار المطلقة، لما لها من الفوائد العظيمة، ومن ذلك:

  • نيل محبة الله ورضاه.
  • دفع البلاء والشرور.
  • الحصول على الرزق والبركة.
  • الفوز بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة..

فضل الأذكار المقيدة

وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الأذكار المقيدة، ومن ذلك:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". (رواه البخاري ومسلم).
  • عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك". (رواه البخاري ومسلم).

كيفية الإكثار من الأذكار

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الإكثار من الأذكار، ومن ذلك:

  • ترديدها في جميع الأوقات والأماكن.
  • الحرص على ترديدها في الأوقات والأحوال التي يكون فيها الأجر مضاعفاً، مثل: وقت السجود، ووقت الدعاء، ووقت الشدائد.
  • الكتابة عليها وتعليقها في أماكن يراها الإنسان باستمرار.
  • جعلها نغمة الهاتف أو المنبه.
  • المشاركة في مجموعات الأذكار على مواقع التواصل الاجتماعي.

ختامًا

الأذكار هي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وبها ينال محبته ورضاه، ويجلب لنفسه السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة