معجزة شق صدر النبي صل الله عليه وسلم إحدى المعجزات التي أيد الله تعالى بها رسالته، فقد أظهر المعجزات على يده منذ أن كان في بطن أمه، ليخبر العالم كله بميلاد شخص ذو شأن عظيم، وفيها تعرض الرسول صل الله عليه وسلم وهو في هذا السن الصغير لأحداث مذهلة، من شق صدره وإخراج قلبه، وشق قلبه كل ذلك أمام عينيه، وعندما عاد واخبر أمه بالرضاعة حليمة السعدية ، أشفقت عليه وخافت وفضلت إرجاعه لأمه أمنة بنت وهب التي لم تهتز لحظة منذ سماع ما حدث لابنها، لتيقنها الشديد من شانه العظيم، ولأنها قد رأت في منامها وهي به حامل أن نورًا يخرج منها يضيء أرض الشام كله، صلوات الله وسلامه عليه.
حديث عن معجزة شق صدر النبي
قال أحمد: حدثنا حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن بن عمرو السلمي عن عتبى بن عبد السلمي أنه حدثهم: أن رجلًا سأل رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟، قال: «كانت حاضنتي من بني سعد بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا، فقلت: يا أخي اذهب فاتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال: أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه فاخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه -قال يزيد في حديثه: ائتني بماءٍ ثلج فغسلا به جوفي- ثم قال: ائتني بماءٍ برد فغسلا به قلبي ثم قال: ائتني بالسكينة فذراها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه، فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفًا من امته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر على بعضهم، فقال: لو ان أمته وُزِنَت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقًا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته فأشفقت على أن يكون البس بي، قالت: أعذك بالله. فرحلت بعيرًا فجعلتني، وقال يزيد: فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي وذمتي؟ وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، فقالت: أني رأيت خرج مني نورًا أضاءت منه قصور الشام». [حسن لغيره].
رواية أنس بن مالك عن معجزة شق صدر الرسول:
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صل الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة، فقال: “هذا حظ الشيطان منك” ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: «وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره».