يعتبر موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” من أشهر مواقع التواصل في العالم وأكثرها شعبية ، حيث تمكن الموقع من استقطاب العديد من المستخدمين في أنحاء العالم ، وقد شهد الكثير من التطورات خلال الأعوام الأخيرة وأصبح من أهم الوسائل التي أحدثت تغيرات قلبت الموازين وأثرت بشكل كبير على متابعينه ومستخدمينه ، وتعد المملكة العربية السعودية من أوائل البلدان التي يستخدم مواطنيها موقع تويتر حيث يعتبر الموقع الأول في السعودية الأكثر استخداما من قبل المواطنين .

لا شك أن لكل ثورة تكنولوجية إيجابيات وسلبيات ، ويعتبر موقع تويتر سلاح ذو حدين أظهر العديد من الإيجابيات في مجتمعاتنا والتي أدت إلى علاج بعض المشكلات التي تعاني منها البلدان ، كما أنه ساعد بشكل أو بآخر بتسليط الضوء على الفساد الاجتماعي والسياسي الذي يحيط بنا ، والذي ظل لسنوات طويلة يتفشى في مجتمعاتنا ولكنه كان طي الكتمان إلى أن ظهرت مواقع التواصل وبالأخص موقع تويتر الذي ساهم في تصحيح مسار العديد من السلبيات في مجتمعاتنا .

أما الجانب المغاير للصورة الإيجابية لموقع تويتر أو أي موقع تواصل آخر ، فهي تكمن في الاستخدام السيء لهذه المواقع ، فنجد العديد من الحسابات الوهمية لأناس غامضون يدشنون حسابات بأسماء مستعارة تخفي كنيتهم وأصولهم الحقيقية ، ويستغلونها في أبشع صور لما يحققه هذا الموقع من شعبية كبيرة وبالأخص بين الشباب ، فيقومون بنشر التغريدات المحرضة والمسيئة للدين والأوطان على حد سواء ، ويدعون إلى نشر الفتنة والتغرير بالشباب للانضمام إلى منظمات إرهابية تتاجر بالشباب باسم الدين الذي هو بريء تماما من أفعالهم الإرهابية .

وتعاني المملكة العربية السعودية من هذه الحسابات الوهمية بشكل كبير ، والتي اجتذبت العديد من الشباب لينضموا إلى تلك الأنظمة الإرهابية ، إلا أن قيادتنا الرشيدة والحازمة ، دائما ما تقف لهم بالمرصاد ، وتمكن من إغلاق العديد من الحسابات الوهمية التي يعود أصحابها لأشخاص يتبعون إحدى المنظمات الإرهابية المحرضة على الفتنة والضلالة ، كما تمكنت أيضا من الإمساك بهم ومعاقبتهم بأشد العقوبات ليكونوا عبرة لمن لم يعتبر .

في مقالنا ، سنسلط الضوء على قصة أحد هذه الحسابات الوهمية والمحرضة على العنف والإرهاب ، وهي تعود إلى امرأة سعودية كانت تنشر الفتنة والضلالة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حسابها الوهمي الذي يدعى ” المهاجرة ” ، فلنتعرف على تفاصيل قصتها والتهم الموجهة لها والحكم عليها .

من هي ” المهاجرة ” :
المهاجرة ، حساب يعود إلى شابة سعودية بالعقد الثاني من العمر ، تحمل شهادة الثانوية العامة ، اعتنقت المنهج التكفيري المخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومخالف لأحكام الكتاب والسنة ، حيث كانت تتولى المهام الإعلامية التي تساعد التنظيمات الإرهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد استخدمت كنية ” المهاجرة ” لتخفي هويتها بسبب مطاردة والدها لها ، وقد دشن لها هذا الحساب شقيقها المطلوب أمنيا والمتواجد حاليا في اليمن .

التهم الموجهة لها :
كانت ” المهاجرة ” تنشر العديد من التغريدات التي تبين انضمامها لتنظيم داعش وتأييدها له ، وتمجيدها لتنظيم القاعدة ، كما أنها كانت تنشر تغريدات تكفر بها نظام الأسرة الحاكمة وتصفهم بالطواغيت ، وأعلنت من خلال إحدى تغريداتها نقضها للبيعة لولي أمر البلاد لتعلن عن مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة ” أيمن الظواهري ” ، وتمجيدها لزعيم داعش أبو بكر البغدادي .

كما كانت تحرض الشباب على النزول إلى ميدان القتال في أماكن الصراع التابعة للتنظيمات الإرهابية ، من خلال تغريداتها ، وتنشر مقاطع صوتية ومرئية تابعة لمؤسسات خاصة بتنظيم القاعدة الإرهابي ، وتؤيد بشدة أسامة بن لادن ، وتنشر له تصريحات يحث بها على القتال والخروج عن الحاكم .

ولم تكتف عند هذا الحد ، حيث نشرت تغريدات تحرض بها النشطاء على قتل وزير الداخلية ، وتضع صور لبعض المقاتلين في تنظيم داعش لتشجع الشباب على الانضمام لهؤلاء المقاتلين ، واستشهدت بشقيقها الذي ذهب لليمن للقتال ضد وطنه ، وكانت تبارك بمقتل أي من الإرهابيين خلال حروبهم مع قوات ألأمن .

وبالإضافة إلى هذا ، فقد ثبت أنها كانت تتواصل مع أحد المطلوبين أمنيا يدعى ” عبدالمجيد الشهري ” الذي كان في اليمن والمدرج اسمه ضمن قائمة الـ47 التي صدرت من قبل وزارة الداخلية سنة 1432 ، حيث كان يطمئنها على المطلوبة ” أروى البغدادي ” ويبلغها بأنها وصلت إلى اليمن وانضمت إلى تنظيم القاعدة .

كما كانت تحرض من خلال تغريداتها على تنظيم المظاهرات والاعتصامات في البلاد ضد الحكومة وللمطالبة بالإفراج عن الموقوفين ضمن قضايا أمنية ، وكانت أيضا تتطاول بأسوأ الألفاظ والعبارات البذيئة والدعاء على ولاة الأمر بالموت ، بالإضافة إلى نشرها معلومات كاذبة ومغالطات تسيء للنظام الحاكم لتشويه سمعة البلاد والأجهزة الحكومية فيها وتتهم بأبشع التهم .

حكم المحكمة :
أصدرت المحكمة الجزائية على المتهمة السعودية ، حكما ابتدائيا بالسجن ست سنوات من بداية اعتقالها الذي كان بتاريخ 27/7/1435 هـ ومنعها من السفر خارج المملكة لمدة ست سنوات ، وطالب المدعي العام من المحكمة الجزائية بأن يتم معاقبة المتهمة بعقوبة تعزيزية شديدة والحكم عليها بالحد الأعلى من عقوبة السجن والغرامة المالية وفقا للمادة السادسة التي وردت في قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية ، لتكون عبرة لمن لم يعتبر .