حديث الشفاعة أحد الأحاديث الصحيحة التي جاءت في البخاري، ويروي لنا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم عن أحد الخصائص والفضائل التي خصه بها رب العزة عن غيره من بني آدم وهي الشفاعة، وكيف أن بني آدم يذهبون لكل نبي فيقول لست لها حتى يقول رسول الله أنا لها صل الله عليه وعلى آله وسلم.
حديث الشفاعة:
قال الإمام البخاري حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال: حدثنا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم قال:
«إذا كان يوم القيامة ماج الناس في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد صل الله عليه وسلم، فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتى أمتي، فيقال: انطلق فاخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتى، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتى أمتي فيقول: انطلق فاخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردلٍ من إيمان فأخرجه من النار من النار من النار فأنطلق فأفعل«
فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثنا بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا، فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة؟ فقال: هيه: فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه فقلنا؟ لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا فقلنا: يا أبا سعيد فحدثناه فضحك وقال: خُلِق الإنسان عجولا، ما ذكرته إلا وأنا أريد أحدثكم: حدثني كما حدثكم به قال:
«ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك ثم أخر له ساجدًا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله» [حديث صحيح].
ما يستفاد من الحديث:
– حرص السابقون على السؤال في أمور دينهم والأخذ من أكثر من مصدر للتأكد من صحة ما ينقل لهم.
– خص الله رسوله وحبيبه محمد صل الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء والبشر بالشفاعة.
– رحمة الله بعباده وإخراج كل من قال لا إله إلا الله من النار.
– حرص النبي صل الله عليه وسلم على إخراج أكبر قدر من أمته من المسلمين من النار.