شرع الله -تعالى- عدّة أحكام في الشّريعة الإسلاميّة وجعل في النّفس البشريّة محفّزات لتدفعها إلى عبادة الله -تعالى- وطاعته، فبعض النّاس يخاف من نزول العذاب المذكور في القرآن الكريم فيه؛ ممّا يدفع ويحفّز إلى الطّاعة والالتزام بأوامر الله تعالى، وبعض النّاس يميلون بفطرتهم إلى التّرغيب وانتظار الأجر والعاقبة الحَسَنة فيقومون بأوامر الله -تعالى- رغبةً في المنقلب الحَسن، وكانت إحدى طرق ترغيب النّاس بالطّاعات والعبادات ذِكْر الجنّة ووصفها وصفاً دقيقاً؛ ليتشجّع الناس ويُقبلون على أوامر الله -تعالى- وينتظرونها بلهفةٍ ورغبةٍ، ويلتزمون بما يوصلهم إلى الجنّة ويجتنبون ما يُبعدهم عنها، وفي المقال الآتي بيان أوصاف الجنّة وذكر بعض الأحاديث النبويّة والآيات القرآنية التي وصفت الجنّة وأهلها.

كيف وصف الرسول ﷺ الجنة

فقد مدح الرسول صلّ الله عليه وسلم تعالى أهل الجنة وقال أنهم يدخلون الجنة ووصفها فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَة وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ”، وقال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ”.سورة محمد

خيول الجنة

تكون الخيول هي وسيلة التنقل لدى سكان الجنة، وخيول الجنة هي مخلوقة من الياقوت الأحمر وفيها روح، ويجر هذه الخيول الولدان المخلدون، وتحمل كل أربعة خيول مرتبة في الجنة، ويوجد أسفل هذه المرتبة سرير مصنوع من الياقوت ومغطى بقبة ذهبية، يرتاح بداخلها سكان الجنة أثناء تنقلهم.

شجر الجنة

يوجد في الجنة أشجار إذا ما اشتهيت وأنت تجلس تحتها أي نوع من ملذات الدنيا أنزلت لك ما اشتهيت على الفور، ويوجد فيها أشجار تتكون جذوعها وأوراقها من الذهب والياقوت وعندما تمر بها الرياح تصدر أصواتًا لم تسمع الأذن أجمل منه، أما شجرة سدر المنتهى فهي تحتوي ثمرتها على 72 لون وطعم مختلف لا تتشابه أبدًا، مع الكثير من النعم التي جعلها الله في جنته ليجزي عباده خير ما فعلوا في الحياة الدنيا.

الجنة ليس فيه ليل ونهار، ولكنها نور دائم أبدًا، وقال ابن تيمية أن  الجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، وتُعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش، وريح الجنة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة أربعين عامًا، وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام تصنع ثياب أهل الجنة وسيد ريحان الجنة الحناء وسيقان أشجار الجنة من ذهب.

أبواب الجنة

أبواب الجنة ثماناية يدخل منها المؤمنون كما تدخل الملائكة، باب من الأبواب يسمى الريان، وهو خاص بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، وهناك باب خاص بالمكثرين من الصلاة وباب للمتصدقين وباب للمجاهدين.

وأخبر الرسول صلّ الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، ومن يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها يشاء، ويوجد باب خصه الله سبحانه وتعالى لمن لا حساب عليهم وهو باب الجنة الأيمن، وتفتح أبواب الجنة جميعها في رمضان، وقد ورد عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة إلا الموت .

وقال تعالى في سورة البقرة {والذّين آمنوا وعملوا الصّالحات أُولئك أصحابُ الجّنّة} الجنة لها أنهار وعيون وقصور ونور وريح، وأنهار الجنة كما حدثنا عنها الرسول الكريم حين قال أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصله نهران ظاهران وهما النيل والفرات.

ونهران باطنان هما نهران في الجنة، ومن بين أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء واللبن والخمر والعسل المصفى وأما عيون الجنة فعين الكافور، وعين التسنيم، وهناك عين تسمى السلسبيل.