ورد في القرآن الكريم عدد من الكلمات التي تنطق على شكل حروف مفردة ، و هذه الأحرف حاول الكثير من المفسرين إيجاد تأويل لها و معاني و أسباب لوجودها .

الحروف المفردة في القرآن الكريم
– ورد في العديد من مطالع الصور في القرآن الكريم بعض الكلمات التي يتم نطقها على شكل حروف مفردة ، و قد وردت بعض هذه الأحرف بشكل أحادي ، كذلك وردت على شكل كلمات وصلت إلى خمسة أحرف .

– شملت هذه الأحرف كلمة ( الم ) التي وردت في مطلع سورة البقرة و آل عمران ، و كذلك سورة لقمان و العنكبوت و السجدة و الروم .
– و كان من بين الأحرف ( المص ) التي وردت في سورة الأعراف ، و ( الر ) التي وردت في سورة هود و يونس و إبراهيم و يوسف و الحجر .
– و كلمة ( المر ) التي وردت في سورة الرعد ، و ( كهيعص ) التي وردت في سورة مريم ، و كذلك كلمة ( طه ) في سورة طه ، و كلمة ( طسم ) في سورة الشعراء و سورة القصص .

– و كذلك وردت كلمة ( طس ) في سورة النمل ، و كلمة ( يس ) في سورة يس ، و كذلك كلمة ( حم ) في سورة غافر و الزخرف و فصلت و الدخان و الجاثية و الأحقاف ، و ذكرت ( حم ، عسق ) في سورة الشورى .

– هذا فضلا عن بعض الحروف المفردة ، و التي كان منها حرف ( ص ) في سورة ص ، و حرف ( ق ) في سورة ق ، و حرف ( ن ) في سورة القلم .

تفسير الأحرف المفردة في القرآن الكريم
– حاول الكثيرين تفسير الأحرف التي وردت في مطالع السور ، و ذكروا أنها أحد أوجه الإعجاز العلمي في القرآن ، و كان من بين من حاولوا التفسير القرطبي و ابن كثير و ابن تيمية و الزمخشري .

– قال الزمخشري أن ورود هذه الأحرف بهذه الطريقة في مطالع السور ، يعتبر مبالغة في التحدي للعرب عند نزول القرآن الكريم ، حيث نزل القرآن الكريم باللغة العربية التي ينطقونها ، و لكنهم لم يستطيعوا سرد آية واحدة من آياته الكريمة ، هذا فضلا عن أنه كان يرى أن هذه الأحرف هي إحدى أوجه الإنتصار للقرآن الكريم ، و الدليل على ذلك أن أغلب الآيات التي سردت بعد هذه الأحرف كانت تحمل الحديث عن عظمة القرآن الكريم ، و كان من بينها الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) سورة البقرة .

– هذا فضلا عن أن القرآن الكريم قد حمل العديد من الكلمات الموجهة لمشككي القرآن ، و كان من بين هذه الآيات أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 13 ) سورة هود .

– قد ذهب عدد من المفسرين إلى أن هذه الأحرف من بين بعض الأمور التي استأثر الله بها و بعلمها و لا يعلمها أحد سواه ، و الدليل على ذلك عدم ورود أي تفاسير عن هذه الأحرف عن لسان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .

طه و يس
– تعامل الكثير من المسلمين مع هذه الأحرف على كونها أسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و بشكل خاص لأن الآيات التي وردت بعد هذه الأحرف حملت حديثا مباشرا من الله لنبيه الكريم ، فقد قال تعالى  طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) سورة طه ، و قوله تعالى يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) سورة يس ، في حين أن هذه الآيات لا يمكن أن تنطق إلا بنفس الصورة التي اسلفنا في ذكرها على هيئة أحرف .

– لم يثبت أي رواية عن رسول الله تذكر أنه له علاقة باسم يس أو طه ، فهي ليست إلا حروف ذكرت في القرآن ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله ” لي خمسة أسماء أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب ” .