يقدم كثيرون على تجربة الكثير من الحميات الغذائية وأنظمة التخسيس لإنقاص الوزن الزائد والتي تنجح في أحيان كثيرة وتفشل في تجارب أكثر ، والتي قد تناسب البعض ولكنه يكتسب ما فقده من كيلوجرامات بعد أيام قليلة وبسرعة ، مما يجعل مرضى السمنة واصحاب الوزن الزائد يحلمون بنظام تخسيس ناجح فعال وهو قد تحققه حمية الجينات والتي سمعنا عنها مؤخرا في كثير من صفحات الانترنت والمواقع الصحية ، والذي يحمل بشرى لحل مشاكل السمنة والتي تعتمد على تحليل الحمض النووي DNA لإنقاص الوزن الزائد الذي فشلت خسارته مع الأنظمة التقليدية والذي يأمل تنفيذه بحلول عام 2020 .

تعتمد حمية الجينات أو حمية DNA على تحليل الجينات المرتبطة بالمنسة ومكونات الجسم ، حيث وجد بعد اجراء بعض الأبحاث على بعض الأسر والتوائم وجود دلائل على أن تركيب الجينات في كل شخص قد تؤدي دورا كبيرا في تحديد استجابة وزن الجسم للخسارة أو الزيادة ، جاء هذا الاكتشاف بعد عدة سنوات من التجارب والأبحاث في مجال الجينات وعلم الوراثة ، والتي عملت على ارتباط الحمض النووي مع طبيعة الشيفرة الوراثية (الجينية) مع فقدان الوزن .

يرجح مولي براي برفيسور المسؤول عن هذا البحث والمتخصص في علم الوراثة والتغذية بجامعة تكساس في اوستن ، أنه خلال الخمس سنوات القادمة سيتجه علماء التغذية ومتخصصو التخسيس لاستخدام البيانات الجينية للشخص ، وربطها بالسلوكيات الخاصة بهم لتطوير الحميات وتعديلها للمساعدة في فقدان اوزانهم .

هذا مع التأكيد أن حمية الجينات DNA مثلها وأي حمية تخسيس أخرى لا تعمل علة خسارة الوزن دون ممارسة النشاط البدني والرياضة ، لكنها تؤتي بالحلول الفعاله لتحسين العادات الغذائية ونوعية الطعام الذي يتناولونه مما يساعد في فقدان الوزن الزائد في فترة قصيرة .

حمية الجينات (حمية DNA) : وهي حمية تعتمد على تحليل الشيفرة الوراثية والحمض النووي للفرد وذلك بأخذ عينة مسحة من اللعاب ، للعمل على تحديد ما ينسبه من كميات وأنواع الطعام التي يتناولها ، بالإضافة لنوع النشاط البدني الذي يحتاجه والتي تختلف من شخص لآخر تبعا لنتائج تحليل الشفرة الوراثية الخاصة به ، وهو ما قد يساهم في خسارة وزنه في فترة زمنية قصيرة .

حمية الجينات (الحمض النووي) التي يتم تحديدها طبقا لنتائج الخارطة الجينية لكل شخص تناسب جميع الأعمار ، والحالات الصحية المختلفة ، إذ أنها تكن محددة للشخص الذي اجرى تحليل المسحة الجينية بما يتناسب مع صفاته الوراثية مما يعني أنها لا يمكن تجربتها من قبل أشخاص آخرين مثلما يحدث في الحميات التقليدية وأنظمة التخسيس المعتادة ، وطبقا لنتائج الدراسة التي تمت بجامعة ستانفورد والتي اظهرت أن نتائج اتباع حمية الجينات ذات أثر مضاعف مقارنة بأي نظام تخسيس آخر ، هذا إلى جانب أن اختبار فحص الجينات أحدث ثورة طبية وصحية للوقاية من مخاطر كثير من الأمراض المزمنة مثل امكانية تحديد مدى قابلية الشخص للإصابة بهذه الأمراض مثل مرض السكري ، وضغط الدم .

لكن من الجيد أن نتفهم المعنى الصحيح لحمية الجينات والتي يمكنها تحديد الشيفرة أو التركيبة الجينية الخاصة بالشخص وعلاقتها بالنظام الغذائي الذي يعيشه مما يعني ضرورة تعلم النمط الصحيح وتغيير العادات الغذائية لهذا الشخص بما يتناسب مع صفاته الجينية وبشكل دائم بمعنى أن يصبح هذا النظام الغذائي هو النمط الحياتي لهذا الشخص حتى يقفد الوزن الزائد ولا يستعيده مرة أخرى ، أي أنه ليس بنظام سحري مؤقت يمكن اتباعه لفترة محدودة ، إذ ان الجينات الوراثية الخاصة بكل شخص لا تتغير لكن لابد من تغيير السلوكيات بما يتناسب مع هذه الصفات .

يحتاج تحليل الشيفرة الوراثية (الجينات) الخاصة بهذه الحمية لمعامل خاصة قد لا تكون متوفرة في الوقت الحالي في بلدنا العربية ولكن مع تقدم الأبحاث في هذا الصدد نأمل بتوفرها في القريب العاجل مما يوفر تكلفة ارسال عينات اللعاب للخارج ، إذ تحتاج الحمية لفحص 112 جين في عينة اللعاب ، والتي تقسم طبقا لوظيفة كلا منها ، مثال ذلك وجود 10 جينات لحرق السعرات الحرارية ، 8 جينات لاكشف العلاقة بين تلك الجينات والرغبة في تناول الطعام ، 9 جينات هي المسؤولة عن الحمية والتي تعمل على تقليل السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم .

ذكر أحد المشاركين في هذه الدراسة أن هذه الحمية يمكنها تحديد الأجزاء الأكثر عرضة للسمنة في الجسم ، والتي يمكن أن تعمل على توزيع الطعام بطريقة متوازنة في الجسم والتي تعد من الأهداف الهامة لهذه الحمية ، مع العلم أن هذه الاختبارات يتم اجراءها مرة واحدة في العمر ، إذ أن الجينات الوراثية الخاصة بكل شخص لا تتغير منذ ولادته ، مع العلم أن نجاح نتائج هذه الحمية وخسارة الشخص للوزن لا ترتبط بأخطاء في نتائج تحليل الجينات بل ترجع لعدم اتباع الشخص لهذه الحمية بطريقة صحيحة .