يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من المواد الكيميائية و الهرمونات ، و لكل نوع من هذه المواد ما يختص به و يؤثر عليه ، و زيادة أو نقصان هذه العناصر يؤثر على صحة الجسم .
السيروتونين
السيروتونين هو مادة كيميائية في الدماغ تساعد على نقل الرسائل عبر النظام العصبي ، و يقوم الناقل العصبي هذا بالعديد من الوظائف ، بما في ذلك تنظيم المزاج و الشهية و دورة النوم و الاستيقاظ ، هذا إلى جانب أن استهلاك بعض الأطعمة يساعد على تحفيز إنتاج السيروتونين في الدماغ ، و كذلك ممارسة الرياضة.
السيروتونين و الاكتئاب
يقع حوالي 75 في المائة من هذه المادة الكيميائية في خلايا الأمعاء ، حيث تعمل هذه المادة على تنظيم الحركات المعوية ، و يتم تصنيع البقية في عصبونات الدماغ ، كما ان هناك عدد من العوامل التي تؤثر على معدلات السيروتونين ، و التي ترتبط بشكل مباشر بتغيرات المزاج ، و ترتبط المستويات المرتفعة بالمزاج المرتفع ، بينما ترتبط المستويات المنخفضة بالاكتئاب ، و على الرغم من أن العديد من النواقل العصبية تعمل في ضبط التأثير على المزاج ، إلا أن السيروتونين هو واحد من أهمها ، و تتأثر مستوياته بالعوامل الخارجية ، مثل ضوء الشمس و النظام الغذائي و كذلك ممارسة الرياضة.
تأثير التمرينات الرياضية على السيروتونين
وفقا للمعهد الوطني للصحة و الفحص السريري ، في المملكة المتحدة ، فإن التمارين الرياضية تزيد من وظيفة السيروتونين في الدماغ لدى البشر ، و قد كشفت دراسة نشرت في Neuropsychopharmacology أن هناك نوعان من الآليات ، التي يزيد فيها النشاط البدني للسيروتونين في الدماغ ، و هذا يزيد النشاط الحركي من المعدل و السرعة التي يتم فيها إطلاق السيروتونين داخل الدماغ ، مما يؤدي إلى زيادة في كل من إطلاقه و عملية توليفه ، و على صعيد أخر يزيد التمرين المنتظم من مستوى التريبتوفان في الدماغ ، و هو حمض أميني يستخدم لتصنيع السيروتونين ، و هذه الآلية الدقيقة ليست مفهومة بشكل واضح ، و من الواضح أن التمارين الرياضية تحسن المزاج من خلال زيادة مستويات السيروتونين في المخ.
توصيات التمرين
– تعتبر تمارين اليوجا و البيلاتيس و تمارين الوزن ، و كذلك تمارين للقوة والمرونة و إدارة الإجهاد ، من أهم التمرنات الرياضية التي تعزز من انتاج السيروتونين ، و مع ذلك يبدو أن التمارين الرياضية ، بما في ذلك المشي و الجري و ركوب الدراجات و السباحة ، تعتبر من الرياضات الأكثر فعالية في زيادة تخليق السيروتونين في الدماغ ، كما أن لها تأثير المواد الكيميائية العصبية “الجيدة” ، و التي تعمل على إطلاق الهرمون أثناء التمرين ، كما أنها تساعد على الارتقاء بالمزاج أثناء و بعد التمرين .
– أما عن الكميات المثلى من التمارين اللازمة لتعزيز تخليق السيروتونين في المخ ، هي ممارسة الرياضة لثلاث ساعات أسبوعيا ، و التي تتمثل في 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع ، و كذلك يمكن تقسيم ثلاثين دقيقة من الجلسات طوال اليوم بثلاث زيادات لمدة 10 دقائق ، و هذه الفترة من ممارسة التمارين تعمل على الارتقاء بالحالة النفسية و التخلص من القلق و الاكتئاب ، و ذلك نتيجة لارتفاع هرمون السيروتونين بشكل طبيعي .