تالة فهد أبو النجا طالبة سعودية في المرحلة المتوسطة بمدينة الظهران استطاعت في وقت قصير جدًا أن تكتب اسمها بحروف من نور في المسابقة العالمية إنتل آيسيف 2018 ” Intel ISEF-International Science and Engineering Fair ” أو مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة 2018، وتحصد فيها المركز الثالث عن اختراع طريقة جديدة للكتابة ولتحسين التواصل لذوي الإعاقة البصرية.
لغة برايل، كانت تقريبًا في حاجة للتعبير عن نفسها، فاقدة لأي وسيلة للتواصل مع العالم، مما ألهم “تالة” بفكرة المشروع والذي بدأ بهدف لذلك كان من السهل تحققه رغم التحديات التي واجهتها فالهدف هو إيجاد وسيلة تربط صديقتها بالعالم المحيط بها وتستطيع من خلالها التواصل معهم والقراءة والتعبير عن نفسها.
ما هو الاختراع الذي قدمته تالة ؟
وجدت تالة أن الغاية الحقيقة هي القراءة والاطلاع فعملت على مشروع يهدف إلى لغة جديدة تحوي تشكيل الحروف العربية، حتى يتسنى للكفيف أن يقرأ الكلمات بالتشكيل، وهو الأمر الذي يترتب عليه فهم المتلقي لمعاني الكلمات العربية، مما يسهل عليه عملية التواصل مع الآخرين.
فكرة المشروع قامت على استخدام الأشكال الهندسية للدلالة على الأحرف العربية المشتملة على 28 حرفاً، قسمتها إلى 3 مجموعات أساسية، ثم جعلت لكل مجموعة علامات التشكيل بأنماط معينة، وللتأكد من نجاح المشروع قامت بتطبيقه على شريحة من المكفوفين كانت أولهم صديقتها ملهمة ” تالة ” وقد لاقت الفكرة رواج كبير نظرًا لسهولة تطبيقها وتعلمها مما أهلها للترشح للجائزة ثم الفوز.
تالة في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة :
بعد نجاح تالة في تقديم مشروعها للمحيطين بها مع إقامة التجربة على مجموعة من المكفوفين، قررت تقديم المشروع عبر مسابقة عالمية حتى تستطيع أكبر شريحة من المكفوفين الاستفادة من المشروع وبالفعل استطاعت تحقيق انتصار كبير والفوز بالمركز الثالث عالمياً في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، وجائزة خاصة مقدمة من جمعية علم النفس الأميركية، خلال مشاركتها في أيسف 2018.
وقد عبرت تالة عن رؤيتها الخاصة حول المشروع في حوار مع قناة العربية قالت فيه : أن فاقد البصر له طريقته في فهم العالم من حوله، فليس من الضروري أن يستوعب الكلمات أو يفهمها كما نفهمها نحن”، وهو ما يتسق مع طبيعة اختراعها كعمل إبداعي، متعدد الرؤى والقراءات بتشكيل الحروف العربية بحركاتها، وتبسيط الرموز، بحيث تكون مناسبة لإدراكه. كذلك تتيح اللغة الجديدة التفاعل مع هذه الفئة في المجتمع، ما يزيد ثقة المعاقين بأنفسهم ويجعلهم أكثر إنتاجية وإيجابية وأفضل نفسياً واجتماعياً.