هي ماري كوري و هي أول امرأة في التاريخ تحصل على جائزة نوبل، كما أنها أيضا أول امرأة في أوروبا تحصل على جائزة البحث العلمي، و تعتبر أيضا هي أول امرأة تحصل على منصب أستاذة ومحاضرة جامعية، و هذا حدث في جامعة السوربون أفضل جامعات فرنسا و الموجودة في باريس، حيث أنها تم اكتشافها في مجال الإشعاع و لها تم انتساب هذا المصطلح، و إلى الآن مازالت ماري كوري تعتبر أشهر العلماء الإناث في العالم، و حصلت على جائزتين واحدة في الفيزياء و الأخرى في الكيمياء.

السيرة الذاتية
اسمها الحقيقي التي ولدت به ماريا سالومي سكلودوفسكا، و ولدت في السابع من نوفمبر عام 1867  و هي كانت الابنة الصغيرة لخمسة أخوة ، و نشأت في وارسو و هو القسم الروسي في بولندا، و والدها فلاديسلاف سكلودوفسكا كان يعمل معلما لمادة الفيزياء و الرياضيات في المدرسة الثانوية، أما والدتها بروني سلفانا بوجوسكا سكلودوفسكا فكانت تعمل في إدارة مدرسة داخلية خاصة بالفتيات، و توفيت أمها و كانت ماريا لا تزال في سن صغير بسبب إصابتها بمرض الدرن،  و عائلتها خسرت كل أملاكها بعد أن انغمست في الثورة الوطنية البولندية، مما أدى إلى تعرضها هي و أخواتها إلى صعوبات كبيرة على المستوى المادي.

بداية مشوارها العلمي
كان مصدر إلهام ماري كوري متخذ من الفيزيائي هنري بيكريل، و هذا هو الذي شجعها إلى عمل بحث في إشعاعات اليورانيوم، و هنري بيكريل كان قد اكتشف أن أملاح اليورانيوم تخرج منها إشعاعات، و هذه الإشعاعات تشبه في الخواص الأشعة السينية و هذا الإشعاع يتم إنتاجه بشكل تلقائي، من دون الحاجة إلى مصدر للطاقة لتحفيز النشاط الإشعاعي، فقامت ماري بتركيز دراستها على مصادر هذه الإشعاعات الغامضة التي تأتي من اليورانيوم، و في خلال شهرين اكتشفت ماري اكتشاف عظيم وهو ان هذه الاشعاعات لا تأتي نتيجة تفاعل الجزيئات، و لكنها تأتي من الذرة نفسها و كانت هذه هي الخطوة الأولى في الطريق القائل بأن الذرات غير قابلة للانقسام.

بعد ذلك تابعت ماري أبحاثها في عزل العنصرين البولونيوم والراديوم و هم في حالته النقية، كما قامت بالبحث عن أي استخدامات طبية صالحة لعنصر الراديوم، و تم منحها جائزة نوبل الثانية و هذه المرة في الكيمياء، و لم يتم مرور شهر إلا و قد أصيبت ماري بالاكتئاب والاضطرابات في وظائف الكلية، فتم اعتزالها الحياة العامة لتعود إلى أبحاثها و مختبراتها بعد مرور أربعة عشر شهر، و أثناء الحرب العالمية الأولى قامت الحكومة الفرنسية بطلب من مواطنيها بالتبرع بمقتنياتها الذهبية، و ذلك من أجل الدعم المادي للمجهود الحربي فقامت ماري بالتبرع بكل الميداليات التي حصلت عليها، و كان من ضمنهم جائزتين نوبل لكن الحكومة الفرنسية رفضت هاتين الجائزتين وإعادتهم إليها مرة أخرى.

و كانت ماري هي صاحبة إقامة مراكز إشعاعية ميدانية قريبة من خطوط المواجهة لمساعدة جرحى المعارك، و هي أيضا قامت بإدارة مائتين منشأة دائمة خاصة بالأشعة السينية الموجودة في بلجيكا و فرنسا، و تلقي العلاج عدد كبير من الجرحى في وحدات الأشعة التي قامت بتجهيزها بحوالي مليون جندي، و في عام 1905 مات بيير في حادث و ترك لماري بنتين و مختبره، و بعدها بستة أعوام حصلت ماري على جائزة نوبل في الكيمياء، بسبب اكتشافها الأكتينيوم ودراساتها المسهبة الراديوم والبولونيوم.، و في بداية الحرب العالمية الأولى قامت ماري بتجهيز المستشفيات بعدد كبير من أجهزة أشعة اكس، فهذه الأجهزة تقوم بتحديد أماكن الشظايا الموجودة في الجسم.

وفاتها
أصيبت ماري بمرض السرطان و هذا حدث نتيجة لأعراض الإشعاعات، التي قامت بدراساتها و مساعدة كثير من الناس بها، فماتت به في عام 1934 و دفعت حياتها نتيجة هذه الدراسة، و كانت ماري في حياتها تفتح آفاق جديدة في العلم، كما قامت في نفس الوقت بتأسيس أكاديمية للمرأة و ركيزة علمية، و إلى الآن تعتبر الأوراق التي قامت ماري بكتابتها مازالت في غاية الخطورة، لأنها مليئة بكمية كبيرة من الإشعاعات و تحفظ في صناديق خاصة مبطنة بالرصاص من الداخل، و من يريد الاطلاع عليها يجب عليه ارتداء ملابس خاصة واقية من الإشعاعات.