يمتلك الإنسان عددا من المشاعر ، وفي الحقيقة بدون هذه المشاعر من المستحيل أن نكون بشر ، فالمشاعر تميزنا عن باقي الحيوانات الموجودة على وجه الأرض ، ويمر الإنسان ببعض المشاعر باستمرار ومن أهمها الحب ، الكره ، الفرح ، الحزن ، الإعجاب ، النفور ، الشهوة الإشمئنزار ، الخوف وغيرهم .

ويعتبر الخوف واحدا من المشاعر المحتومة التي يمر بها الإنسان باستمرار ، فلا مفر من ذلك ، ولكن تختلف أنواع الخوف ودرجاته من شخص لآخر ، فما يخاف منه شخصا ، ليس من الضروري أن يؤثر في شخص آخر ، فعلى سبيل المثال قد تكون تخاف من المرتفعات الشاهقة إلى حد كبير ولا تستطيع الذهاب في رحلة لتسلق الجبال ، بينما لديك صديق لا يبالي ذلك ولا يتأثر عند الذهاب لمثل هذه الأماكن .

لذلك يمكننا القول أن هناك العديد من أنواع الخوف والذي يطلق عليه مصطلح “فوبيا” ، عندما تكون درجته كبيرة ومتطرفة ، ومن المعروف أن الفوبيا تؤثر على حياة الأشخاص وتعيق الإستمتاع بها ، ولكن هناك العديد من طرق العلاج التي يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص للتعامل مع هذه الحالة ، ومن أبرز أنواع الفوبيا “النيكتوفوبيا” أو الخوف من الظلام .

حقائق يجب أن تعرفها عن النيكتوفوبيا أو الخوف من الظلام :

حقيقة 1 : تعرف النيكتوفوبيا بأنها الخوف الغير منطقي من الظلام أو وقت الليل ، وهذا الأمر يعيق حياة الأشخاص بصورة كبيرة .

حقيقة 2 : يعاني عقل الشخص المصاب بالنيكتوفوبيا من وجود صورة مشوهة حول تخيل وتوقع حدوث كوارث ليلا أو في الأماكن المظلمة .

حقيقة 3 : وعلى الرغم من أن أسباب ظهور النيكتوفوبيا عند الأشخاص غير معروفة ، ولكن يؤكد علماء النفس أن هذا الخوف يكون مرتبطا بأحداث أليمة ، والتي تعرض لها هؤلاء الأشخاص في الظلام أو أثناء فترة الليل .

حقيقة 4 : تتمثل أعراض النيكتوفوبيا في عدم القدرة على الذهاب إلى أي مكان ليلا ، عدم القدرة على البقاء بمفرده غي الظلام و البقاء مستيقظا طول الليل ” وهو أمر غير صحي تماما ” ، نوبات الهلع أثناء الليل وغيرهم .

حقيقة 5 : يعتبر النيكتوفوبيا أو الخوف من الظلام مرضا نفسيا يؤثر على كلا من العقل والجسد للمريض ، لذلك يصبح ضروريا تقصي العلاج واستشارة الطبيب .

حقيقة 6 : يمكن علاج النيكتوفوبيا عن طريق العلاج السلوكي المعرفي ، أو يمكن استشارة الطبيب وأخذ الأدوية المضادة للقلق .

حقيقة 7 : يجب عدم إهمال هذه الحالة أبدا ، بل من الضروري بذل كل الجهود المتاحة لعلاجها بقدر الإمكان .

خطوات التغلب على النيكتوفوبيا :

1- معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك : حاول أن تجد السبب الحقيقي وراء الخوف من الظلام فقد تكون تعرضت لموقف بعينه رسخ لديك الشعور السلبي عند التواجد في مكان مظلم ، أو قد تكون سمعت صوتا ما في منزلك وأنت بمفردك ، كما قد ينتج هذا الخوف نتيجة مشاهدة أفلام الرعب ، وعندما يحل الظلام وأنت بمفردك تمر بك نفس التجربة مرة أخرى .

2- إعمال المنطق : عندما تحدد السبب الأساسي الذي يسبب لك هذه الفوبيا ، يمكنك التفكير بالمنطق ، والبحث عن سبل الأمان التي يمكنك استخدامها إذا كانت لديك بعض التوقعات والمخاوف ، فإذا كنت تتوقع مثلا هجوم لص على المنزل فتستطيع إعلاق الأبواب والنوافذ جيدا قبل النوم وهكذا .

3- التفكير في أشياء أخرى : للتغلب على الشعور بالخوف يمكنك خلق أفكار جديدة بدلا من التفكير في الأشياء السلبية ، فعلى سبيل المثال يمكن التفكير في التخطيط لليوم التالي أو الأجازة القادمة ، ويجب مقاومة الأفكار السيئة التي تحيط بك بشتى الطرق ، ومن أبرز هذه الطرق الإستماع إلى القرآن .

4- حاول أن تفكر في مخاوفك بشكل مرح : فيمكنك تحول خوفك من قدوم لصوص أو وحوش إلى صور كرتونية تلهو وترقص معك ، مما يجعلها تبدو بصورة هينة .

5- دعوة صديق أو قريب للنوم في غرفتك : يمكن أن يساعدك أصدقائك في التغلب على مخاوفك ، فوجودك شخص محبب لك في غرفك يمكن أن يشاركك تخيلاتك ولكن عليك بإخباره بكل ما يدور في ذهنك ، حتى يمكنه طمئنتك والتفكير في كيفية تخطي ذلك .

6- حقيقة علمية : يرجع سماع  بعض الحركات ليلا إلى نظرية علمية موضوعها التمدد والإنكماش ، وعلى سبيل المثال تتمدد الأخشاب نهارا ، وتنكمش ليلا وينتج عن هذه العمليات بعض الأصوات .

7- يمكنك إضاءة الغرفة : إذا كنت لا تستطيع النوم في الظلام فيمكنك إضاءة الغرفة حتى تستطيع النعاس دون التفكير في الأشياء السلبية المخيفة بالنسبة لك .

8- الكوابيس : قد تحمل الكوابيس التي تطاردك السبب الحقيقي وراء إزعاجك ، لذلك يمكن سردها لشخص معين لتستنتجا معا هذا السبب وتحاولا التخلص منه .