السرطان مرض تسببه التغيرات الجينية التي تؤدي إلى نمو الخلايا غير المنضبط وتكوين الورم. السبب الأساسي للسرطانات (غير العائلية) هو تلف الحمض النووي وعدم الاستقرار الجينومي. وهناك أقلية من السرطانات ناتجة عن طفرات جينية وراثية. ترتبط معظم أنواع السرطان بأسباب بيئية أو أنماط الحياة أو السلوك. السرطان ليس معديا بشكل عام في البشر، على الرغم من أنه يمكن أن يكون ناجما عن فيروسات ورمية وبكتيريا سرطانية. يشير المصطلح "بيئي"، كما يستخدمه باحثو السرطان، إلى كل شيء خارج الجسم يتفاعل مع البشر. لا تقتصر البيئة على البيئة الفيزيائية الحيوية (مثل التعرض لعوامل مثل تلوث الهواء أو أشعة الشمس)، بل تشمل أيضًا نمط الحياة والعوامل السلوكية.

الجليفوسات

، هو مبيد حشري شهير يستخدم للقضاء على الحشائش الضارة وينتشر في الأسواق العالمية منذ عام 1970 . يشتهر المبيد بقدرته على قتل الحشائش الضارة بدون المساس بالمحاصيل الزراعية ، لذا يلقى رواجاً كبيراً بين المزارعين . مع الاستخدام المكثف للجليفوسات تولدت لدى الحشائش قدرة على مقاومته مما دفع بالمزارعين لزيادة استهلاكه ، فتصاعدت المخاوف حول تأثيره على الصحة والبيئة .

استخدامات الجليفوسات
ظهر الجليفوسات في السبعينيات بعد أن طورته معامل مونسانتو الأمريكية ، ويستخدم كمبيد حشري عند زراعة ما يزيد عن 800 منتج زراعي ، ويكثر استخدامه أيضاً على الزراعات المعدلة وراثياً . ويعتبر من أكثر مبيدات الآفات والحشائش استخداماً في العالم ، ويستخدم في الزراعة ، تنسيق الحدائق ، مزارع الكروم ، زراعة الغابات ، مزارع نباتات الزينة والزهور على النطاق التجاري وكذلك في الحدائق المنزلية .

سمية الجليفوسات
يستخدم الجليفوسات على هيئة أملاح مضاف إليها بعض المواد الكيميائية المختلفة ، لتعزيز قدرته على انتقاء الحشائش الضارة والقضاء عليها بشكل فعال . ويعتبر الجليفوسات بمفرده هو أكثر تلك المواد سموماً . وحسب الوكالة الأمريكية للحماية البيئية يحتل الجليفوسات المرتبة الثالثة من حيث درجة السمية . ويكون أقل خطورة عند ملامسته الفم أو استنشاقه . وتكمن المشكلة في عدم احتواء عبوات مبيدات الجليفوسات على بطاقات تحذيرية وإرشادات لطريقة تداوله . تنصح الوكالة بعدم تواجد الأشخاص أو الحيوانات لمدة تزيد عن أربع ساعات داخل الحقول المستخدم فيها الجليفوسات ، وتحذر من أن كثرة التعرض له يمكن أن تؤدي لاختزانه في الجسم وإفرازه عن طريق البول والبراز وترسم الكميات الباقية بالجسم والتي قد تكون سبباً محتملاً للإصابة بالسرطان .

الأمراض المحتملة
أشارت الكثير من الدراسات ، إلى ارتباط الجليفوسات بالكثير من الأمراض ومنها:
• أمراض الجهاز الهضمي: مثل اضطرابات الهضم ، الإسهال ، والكلورتسريديا ، ويرجع هذا لأن مادة الجليفوسات تمتص بقوة في التربة وتمنع نمو الجراثيم النافعة مما يؤدي إلى زيادة نمو الفطريات . ويشمل هذا التأثير على الإنسان وعلى الحيوان أيضاً .
• السرطان: يتسبب الجليفوسات في الإصابة بسرطان الدم والجلد والكلى والبنكرياس .
• نقص المعادن: يعمل الجليفوسات على امتصاص المواد المغذية من التربة مثل المنجنيز والكالسيوم ، وما لها من أهمية في عملية التمثيل الغذائي وبناء الجسم .
• الأجنة: يؤدي تناول الخضروات والفواكه التي تحتوي على تركيزات عالية من الجليفوسات إلى تشوه الأجنة ، حتى وإن كان تناوله قد تم قبل الحمل .

تحذيرات عالمية
منذ عام 2009 ، أُجريت الكثير من الدراسات حول مادة الجليفوسات ، بدأتها الولايات المتحدة ، وفرنسا والسويد وكندا . توصلت هذه الدراسات إلى خطورة الجليفوسات وارتباطه بشكل وثيق بسرطان الدم والجلد والكلى والبنكرياس . وفي مارس 2015 ، أدرجت منظمة الصحة العالمية خمس أنواع مبيدات زراعية ضمن قائمة المبيدات المسببة للسرطان بشكل رئيس ، وعلى قائمتها كان الجليفوسات .