كانت قمة طابا ” المعروف أيضا باسم مؤتمر طابا ” محادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، في الفترة من 21-27 يناير 2001 في طابا ، بسيناء ، وكانت محادثات السلام تهدف إلى تعزيز المفاوضات حول الوضع النهائي ، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . وفقا للبيان الصادر عن المفاوضين في نهاية المحادثات ، وأنها جاءت أقرب إلى التوصل لتسوية نهائية أفضل مما كانت عليه في أي من محادثات السلام السابقة ، وتوقفت المحادثات في 27 كانون الثاني عام 2001 نتيجة الانتخابات الإسرائيلية القادمة .
معلومات عن طابا
عقد مؤتمر القمة في الفترة مابين 21-27 يناير عام 2001 في طابا ، بعد فشل قمة كامب ديفيد في عام 2000 بين رئيس وزراء اسرائيل باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، وذلك على خلفية الانتفاضة الثانية التي بدأت ، وكان التفاوض بين الطرفان بدأ في قاعدة بولينغ الجوية في واشنطن في عهد الرئيس بيل كلينتون من 19 إلى 23 ديسمبر عام 2000 ، والاسرائيليين برئاسة وزير الخارجية شلومو بن عامي ، والفلسطينية بموجب كبير المفاوضين صائب عريقات ، والوزير ياسر عبد ربه ومدير أمن غزة محمد دحلان ، وقدم الرئيس كلينتون مقترحات في مؤتمر القمة بشرم الشيخ ، بوساطة الرئيس المصري حسني مبارك ، وكان من المقرر أن يعقد في 28 ديسمبر كانون الاول . ولكن تأخر الفلسطينيين في قبولهم لكلينتون ، وقرر باراك عدم الذهاب .
أتفاقات البداية الإسرائيلية
في بداية قمة طابا ، أتفقت إسرائيل على ثلاث نقاط رئيسية هي :
ليس من حق اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى داخل دولة إسرائيل .
لا سيادة فلسطينية على جبل الهيكل / الحرم الشريف .
تصبح الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تحتوي علىنحو 80٪ من السكان اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيادة الإسرائيلية .
اتفق الجانبان على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 ، والذي صدر في يونيو 1967 ، بإنه يوجد 4 خطوط مكونة لأساس الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية ، حيث خفضت إسرائيل مطالبها إلى 6٪ مع التعويض عن الأراضي التي من شأنها أن تعوض إلى نحو 3٪ ، في حين اقترح الفلسطينيون الضم الإسرائيلي من حوالي 3٪ إلى جانب التعويض عن الأراضي بنفس المبلغ . وكان الاقتراح الإسرائيلي قد أعطى الفلسطينيين نحو 97٪ من مساحة الضفة الغربية .
الضفة الغربية
قدم كلا الجانبين الخرائط الخاصة بها على الضفة الغربية ، وتعد هذه الخرائط أساس المناقشة على الأراضي والمستوطنات ، وقدم الجانب الإسرائيلي خريطتين ، واشتبكوا مع الجانب الفلسطيني على هذا الأساس ، وقدم الجانب الفلسطيني خرائط توضيحية تفصل رؤيتهم للمصالح الإسرائيلية في الضفة الغربية ، وصرح الجانب الإسرائيلي بأن تقدم مقترحات كلينتون عن ضم الكتل الاستيطانية والمناطق التي لم تحصل إلا على عدد قليل من الفلسطينيين ، وقال إن الجانب الفلسطيني لم يوافق على هذه المعلومات التي شملت الكتل ، ولم تقبل مقترحات لضم الكتل . وذكر الجانب الفلسطيني أن الكتل من شأنها أن تسبب ضررا كبيرا لمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني ، وخاصة للفلسطينيين المقيمين في المناطق التي سعت إسرائيل لضمها
قطاع غزة
تقدم أياً من الجانبين بخرائط على قطاع غزة ، وكان يعني الضمان بأن قطاع غزة سيكون تحت سيادة فلسطينية كاملة ، بينما لا يزال لديها تفاصيل يتعين حلها ، وسيتم اخلاء جميع المستوطنات ، وادعى الجانب الفلسطيني أنه يمكن ترتيب ذلك في 6 أشهر ، وأعد جدولا زمنيا لم يوافق عليه الجانب الإسرائيلي ، واتفق الجانبان على أن يكون هناك ممر آمن يمتد من شمال غزة ” بيت حانون” إلى منطقة الخليل ، وعلي ذلك يجب أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة مرتبطة جغرافيا .
القدس
قبل الطرفان من حيث المبدأ على اقتراح كلينتون وهو وجود سيادة فلسطينية على الأحياء العربية والسيادة الإسرائيلية على الأحياء اليهودية في القدس ، وفضل كلا الجانبين فكرة المدينة المفتوحة ، مع قبول الجانب الإسرائيلي أن القدس ستكون عاصمة الدولتين : أورشليم عاصمة إسرائيل و القدس عاصمة دولة فلسطين ، وقبل الطرفان مبدأ الرقابة على الأماكن المقدسة لكل منهما جانب ، وسيتم الاعتراف بسيادة إسرائيل على حائط المبكى ، حيث انه لا يزال هناك خلاف بشأن ترسيم المنطقة التي بها حائط المبكى ، وخاصة لتصل إلى ما يشار إليه في أفكار كلينتون باعتبارها مكان مقدس لدى الديانة اليهودية التي هي جزء منها ، واتفق الجانبان على أن مسألة الحرم الشريف / وجبل الهيكل لم تحل .
اللاجئين
تم تبادل الأوراق الغير رسمية التي تعتبر أساسا جيد للمحادثات ، واتفق الجانبان على اعتماد المبادئ والمراجع التي يمكن أن تسهل اعتماد الأتفاق ، واقترح كلا الجانبين ، كأساس ، على أن الطرفين يجب أن تتفق للتوصل إلى تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين . وهي المسألة الأكثر صعوبة في حلها ، حيث نزح حوالي 500،000 إلى 780،000 من الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية للاستقلال عام 1948، إما لأنهم فروا من فلسطين أو لأنهم طردوا من قبل الإسرائيليين .
ووفقا لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 ، الذي يؤدي إلى تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 في ديسمبر 1948 ، ذكر أن اللاجئين الراغبين في العودة إلى أراضي إسرائيل على استعداد للعيش في سلام مع جيرانهم ، ويجب أن يكون لهم الحق في القيام بذلك ، وتنفيذ القرار ، وفي السنوات ال 50 التي تلت ذلك ، ازداد عدد السكان اللاجئين إلى نحو 4 ملايين ، والكثير منهم يعيشون في مخيمات في لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية ، في الظروف الأكثر بدائية ، وشكلت الأمم المتحدة وكالة خاصة ، يطلق عليها وكالة الغوث ، للتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين .
حيث أثار الجانب الفلسطيني قضية عودة جميع اللاجئين الى الاراضي الاسرائيلية خلال محادثات كامب ديفيد ، واستمر الإصرار على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194، والتي يمكن أن يطغى على السكان اليهود في إسرائيل ، حيث أن إسرائيل لديها كثافة سكانيه عاليه تبلغ 300 شخص لكل كيلو متر مربع ، بينما قطاع غزة والضفة الغربية ، والمنطقة المرشحة لتصبح دولة فلسطينية لديها كثافة سكانيه أكثر من 500 نسمه في الكيلومتر المربع ، والموارد المائية شحيحة في كلا المجالين ، ولذلك فإن قدرات هذه المناطق على استيعاب عدد كبير من اللاجئين محدودة . بسبب ارتفاع معدل المواليد للاجئين ، إلي ما يقرب من 4٪ سنويا ، فإن الحل التدريجي الذي سمح بعودة عدد محدود فقط في كل عام أدي إلي إطالة مشكلة اللاجئين إلى أجل غير مسمى ، ولكن من الأقتراحات التي وقعت في طابا ، وفقا للوثائق المنشورة ، أصرت على أن الفلسطينيين لهم تعويضات عن ممتلكات اللاجئين المصادرة أو المهجورة ، وكذلك حق كل لاجئ فلسطيني في العودة إلى إسرائيل ، وأصروا أيضا علي أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الأخلاقية الكاملة عن مشكلة اللاجئين ، ولكن أصر الإسرائيليون ، كما فعلوا في الماضي ، على قبول عدد محدود من اللاجئين ، وأشاروا أيضا إلى أن عدد متساوى تقريبا من اليهود فروا أو طردوا من الأراضي العربية في أعقاب حرب الاستقلال عام 1948، وقامت دعاوى ضد الحكومات العربية .
الأمن
طلب الجانب الإسرائيلي أن يكون لديهم 3 محطات للإنذار المبكر على الأراضي الفلسطينية .
وللحفاظ على الجانب الإسرائيلي أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وفقا لمقترحات كلينتون ، وقد وافق الجانب الفلسطيني على قبول قيود فى استحواذها على الأسلحة ، ويمكن تعريفها بأنها دولة ذات أسلحة محدودة .
واتفق الجانبان على الاعتراف بأن دولة فلسطين ذات سيادة على الجانب الإسرائيلي من airspace The. لقبول واحترام جميع حقوق الطيران المدني الفلسطيني وفقا للوائح الدولية ، ولكن سعى نظام موحد المراقبة الجوية في إطار تجاوز سيطرة إسرائيل ، بالإضافة إلى ذلك ، طلبت إسرائيل السماح لها باستخدام المجال الجوي الفلسطيني للعمليات العسكرية والتدريب .
ووافق الجانب الإسرائيلي على الانسحاب من الضفة الغربية على مدى 36 شهرا مع 36 شهرا إضافية لوادي الأردن بالتعاون مع القوة الدولية ، ولكن رفض الجانب الفلسطيني عملية الانسحاب لمدة 36 شهرا تعبيراً عن القلق حيث أن عملية الانسحاب من الضفة الغربية عملية طويلة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وطلب الجانب الإسرائيلي صيانة وتشغيل خمسة مواقع في حالات الطوارئ في الأراضي الفلسطينية ، ويحتمل أن تكون ” في وادي نهر الأردن ” مع الرد الفلسطيني والسماح لأقصى موقعين للطوارئ المشروطة على المهلة الزمنية للتفكيك ، ورفض الجانب الفلسطيني الموافقة على نشر القوات المسلحة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خلال حالات الطوارئ ، ولكن كان على استعداد للنظر في سبل القوات الدولية التي يمكن استخدامها لهذه الصفة ، ولا سيما في سياق جهود التعاون الأمني الإقليمي .
وكانت كلا الجانبين على استعداد لتسخير نفسها لتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب .
وكان الجانب الفلسطيني على ثقة بأن السيادة الفلسطينية على الحدود والمعابر الدولية سيكون معترف بها في الاتفاق .
المواقف المذكورة في مصادر أخرى :
أرادت إسرائيل الحفاظ على السيطرة العسكرية فى الأراضي الفلسطينية والمجال الجوي في حالات الطوارئ ، ليس هذا بسبب تهديد محتمل في المستقبل من فلسطين ، ولكن بسبب التهديدات المحتملة الأخرى من الشرق ، وأرادت أن يقبل الفلسطينيون القوات الدولية فقط .
والفلسطينيون لا يمكن أن تقبل ضم اسرائيل لجمعات زئيف ومعاليه أدوميم في منطقة القدس . وأرادت إسرائيل التوسع المستقبلي للمستوطنات في الضفة الغربية ، على عكس الفلسطينيين وأن اسرائيل لا تعتبر القدس الشرقية جزء من الضفة الغربية لأن السكان الإسرائيليين أستوطنوها .
نهاية المفاوضات
البيان الرسمي
انتهت قمة طابا رسميا بالبيان المشترك ، والذي تضمن بعض النقاط التالية :
قامت وفود اسرائيلية وفلسطينية … بمحادثات عميقة وعملية بهدف التوصل إلى اتفاق دائم ومستقر بين الطرفين … وبالنظر إلى الظروف وضيق الوقت ، ثبت أنه من المستحيل التوصل الى أتفاقات حول جميع القضايا ، على الرغم من جوهرية التقدم الذي تم تحقيقه في كل القضايا التي تمت مناقشتها … ويعلن الجانبان أنها لم تكن أبدا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق ، وبالتالي فمن إيمانهم المشترك بأن الثغرات المتبقية يمكن حصرها عند استئناف المفاوضات بعد الانتخابات الإسرائيلية .
وأخذ الجانبين على عاتقها العودة إلى الحياة الطبيعية وإنشاء الوضع الأمني على أرض الواقع من خلال مراقبة التزاماتهما المتبادلة في روح مذكرة شرم الشيخ .
وناقشت فرق التفاوض أربعة محاور رئيسية هي : اللاجئين والأمن والحدود والقدس ، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم الذي من شأنه أن يضع حدا للصراع بينها وبين تحقيق السلام لكل الناس حيث ختمت محادثات طابا مرحلة واسعة في مفاوضات الوضع الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين لشعورهم بأنها نجحت في إعادة بناء الثقة بين الجانبين … وعبر الجانبان عن امتنانهم للرئيس حسني مبارك … كما يعربون عن شكرهم للاتحاد الأوروبي .
أسباب المأزق
وغالبا ما تنسب انهيار الظروف السياسية التي تمثلها الانتخابات الإسرائيلية والتحول في القيادة في الولايات المتحدة : لنفاذ الزمن السياسي ، ولم يتمكنوا من إبرام اتفاق مع كلينتون الآن بعد أستبعاده من منصبه ، وباراك واقفا لاعادة انتخابه في أسبوعين ، واضاف ” اننا حققنا تقدما كبيرا ، ونحن أقرب من أي وقت مضى إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي ” وقال شلومو بن عامي ، المفاوض الاسرائيلي ، وصائب عريقات ، كبير المفاوضين الفلسطينيين ،” قلبي يتآلم لأنني أعرف أننا كنا قريبين جدا ، ونحن بحاجة إلي ستة اسابيع اخرى لاستكمال صياغة الأتفاق”
نفي حكومة شارون من المحادثات :
وفي الشهر التالي ، هزم الليكود ارييل شارون المرشح للحزب ، مقابل ايهود باراك في الانتخابات الإسرائيلية ، وانتخب رئيسا للوزراء الإسرائيلي على الحكومة في 6 فبراير عام 2001 .
وقرر شارون بعد الانتخابات مباشرة وقبل تغيير الحكومة عدم استئناف المحادثات على مستوى عال ، و صدر بيان في 8 فبراير 2001 من وزارة الخارجية الإسرائيلية :
أوضح فيه رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مساء اليوم أن الأفكار التي وردت في سياق المفاوضات التي أجريت مع رئيس السلطة الفلسطينية ، بما في ذلك تلك التي أثيرت في قمة كامب ديفيد والرئيس كلينتون في أواخر حياته في منصبه ، ليست ملزمة على الحكومة الجديدة التي ستتشكل في اسرائيل ، وفي رسالة الى الرئيس جورج بوش ، صرح رئيس الوزراء باراك أن حكومته قد فعلت أقصى درجة ممكنة لوضع حد للنزاع الإسرائيلي –الفلسطيني ، ولكن هذه الجهود لم تثمر ، وذلك أساسا بسبب عدم وجود استعداد كاف للمساومة من جانب القيادة الفلسطينية ، وقبل إرسال الرسالة ، تحدث باراك مع الرئيس السابق بيل كلينتون ، و أتفقوا على أن الأفكار المطروحة في الأشهر الماضية ليست ملزمة على الحكومة الجديدة في إسرائيل ، ويعتزم رئيس الوزراء باراك أن ينقل هذا الموقف أيضا إلى رؤساء الاتحاد الأوروبي والرئيس عرفات .