الكثير من الشباب العربي يشعر بالاكتئاب ، بالرغم من ان سن الشباب هذا هو سن الطاقة وسن تحقيق المستحيل ،ولكن في بلادنا العربية نجد الكثير من الشباب مستسلم فعليا الى الاكتئاب ، وبدلا من ان يطوف الارض شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحثا عن الامل وتحقيق الذات ، نجد انه يكرس وقته للعلاج من الاكتئاب .
اسباب شعور الشباب العربي بالاكتئاب
– تحقيق الاحلام: يرى الكثير من الشباب العربي ان تحقيق الآمال هو شيء مستحيل الحدوث ،نظرا للكثير من مصاعب الحياة ، او الروتينيات التي تفرضها بعض الدول ، ولرغبتهم في تحقيق ما يرغبونه طبقا لما يشاهدوا في دول العالم المتقدم ، يزيد على ذلك ، رغبة الشباب في اثبات الذات وتحقيق الآمال العريضة من النجاح والربح والعمل ووجود الكرير المناسب لهم ، ومع تصادمهم بالوقع في بلادنا العربية تكون المشكلة قد اصابتهم بالفعل فلا يجدوا سوى الاكتئاب ليعيشوا في حالة من اليأس .
– حكومات الاوطان والحرية الضائعة: في ظل القيود الحكومية لأغلب اوطان الوطن العربي ،اصبح عند الشاب العربي يقين انه الا يوجد خروج من النفق المظلم ، كما لو ان الحكومات خلقت من اجل ايقافه وليست من اجل مساعدته ، ربما يكون الطرفين مخطئين في ذلك ، ولكن الخطأ الاكبر يقع على عاتق الشاب في هذه الحالة ، لأنه لابد من مجاراة الحياة والخروج من انفاقها المظلمة ، حتى وان كانت الحلول داخل معظم البلدان العربية محدودة وضعيفة الا ان الجد والعمل لابد وان يأتي من ورائهم الخير لفاعله .
– التعايش في دور الضحية: الشاب العربي من اكثر شباب العالم شعورا بأنه ضحية الزمن ، فترى الكثير من الشباب العربي مؤمن بفكرة انه مظلوم ، وان هناك من ظلمه ، ويتعدد اسباب الظلم والظالمين له ، ويصبح في وجهة نظر نفسه ضحية ، يزيد الامر على ذلك انه يعيش في حالة من الاكتئاب ، وكل هذا بلا مبرر ، ومهما حاول البعض من اخراجه من هذه الحالة حتى لو قام بمساعدته ، ربما يفضل العيش في شخصية المظلوم والضحية ويتقن العيش فيها افضل من تحقيق النجاح والتقدم.
– الثراء وعدم الاهتمام بالابتكار: هناك في بعض البلدان العربية شباب يعيش حياة مطرفة وهذا نظرا للثراء الذي تملكه الاسرة والاباء ، ومن ثم يقوم الشاب بعمل ما يريد واقامة ما يريد ، فتصل به الحالة بأنه لم يعد هناك شيء يجذبه نحو تحقيق الآمال ، وهذا نظرا لتوافر كل شيء حسب ما يريد ، ولكن دون جهد او تحديد نقاط للوصول للهدف المنشود .
كل ما في الامر انه يطلب الطلب ويصير امامه بعض دقائق محدودة دون الشعور بلذة الانتاج للشيء ذاته ، فهذا في حد ذاته ينتج منه حالة اكتئاب للشخص ، خاصة حينما يرى ان هناك من هو اقل منه ماديا وامكانيات ويعيش سعيد لمجرد انه حقق ما اراد وكسب ثقة المجتمع من حوله ، دون ان يكون لديه كافة الامكانيات التي تتوافر لديه هو شخصيا ، ومن يشعر كما لو انه لا يوجد له لزوم في تلك الحياة .
– العاطفة والحب:يتأثر الشاب العربي بالثقافة الرومانسية من حوله ، والتي تتوافر في المسلسلات والافلام ، ومن ثم يعقد النية على الحب وارتباطه بمن يحب بالجنس الاخر له ، ولكن سرعان ما تفشل قصص الحب في تلك الفترة ، بزواج الفتاة من شخص اخر، او لعدم مقدرة الشاب على اتمام حلم الحياة بالزواج ، او لعدم موافقة الاباء بهذه الزيجة لعدم التكافؤ او لعدم توافر سبل الزواج ، ومن ثم تنتج مشكلة الاكتئاب لاحد الطرفين الفتاة او الشاب وهذا نظرا لعدم تحقيق ما اراد من حب جارف ملئ قلبه دون تحقيق له .