كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حاكما عادلا، و يخشي الله فى رعيته، و كان يطلب من الله دائما أن ينول الشهادة، و كان عمر شيخا كبيرا لا يخرج فى الحرب، و كان يدعو الله قائلاً: “اللهم ارزقني قتلاً في سبيلكَ، ووفاةً في بلد نبيِّكَ”، و عندما سمعته أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب سألته: وأنَّى ذلك؟ فرد عمر قائلا: “إنَّ الله يأتي بأمره أنَّى شاء”.
شخصية عمر بن الخطاب
يعرف الجميع القصة الشهيرة الى أسلم فيها عمر بن الخطاب، حيث سمع من الناس أن أخته و زوجها قد دخلوا فى الإسلام، فذهب إلى بيت أخته ليوبخها و انتهي به الأمر يخرج من منزلها إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم ليقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لكي يعلن إسلامه.
و قد فرح المسلمون فرحا شديدا لإسلام عمر، فقد كان قويا فى قومه و يخشاه رجال قريش، فأصبح المسلمون يصلون فى الكعبة أمام الناس دون خوف بعد اسلام عمر، و هذا بعد أن كان شديد العداء للإسلام ولرسول الله.
كان عمر تقيا ورعا، و يعرف الناس عنه الحزم و الصلابة، ولاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر القضاء فى أثناء خلافته، و كان شديدا فى الحق و عادلا، و بعد أن توفي أبو بكر الصديق،و تولي عمر أمر المسلمين كان يخشي الله فى رعيته، و يخرج ليلا يتفقد أحوالهم.
قصة استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فى يوم استشهاده خرج عمر بن الخطاب إلى مسجد رسول الله بالمدينة المنورة ليؤم المسلمين فى صلاة الفجر، و كان ذلك قرب نهاية شهر ذي الحجة من العام الثالث و العشرين بعد الهجرة النبوية الشريفة، و يقال أن عمر كان لم يستفتح الصلاة بعد حتى دخل عليهم أبو لؤلؤة المجوسي حاملا معه سكينا مسموما، و طعن عمر عدة طعنات، ثم حاول الهرب و كان يطعن كل من يقابلهم فى طريقه للخروج، و يقال انه طعن ثلاثة عشرة رجلا، مات منهم سبعة، و لم يستطع أبو لؤلؤة الهروب من المسجد فطعن نفسه و مات أيضا، و كانت ىخر وصية لعمر أن لا يغالوا فى كفنه.
معلومات لا تعرفها عن قاتل عمر بن الخطاب
كانت المدينة لا يسكنها أي من المجوس، بل لم يكن يسكن بها أحد غير المسلمين علي الإطلاق، و كان أبو لؤلؤة رجلا من بلاد فارس، اسمه فيروز النهاوندي، و يسمي أبا لؤلؤة نسبة إلى ابنته لؤلؤة، و قد أسره المسلمون فى حربهم ضد الروم، و أخده المغيرة بن شعبة مولي له، و احضره غلى المدينة المنورة فى العام الحادي و العشرين بعد الهجرة.
و كان أبو لؤلؤة يجيد الصناعات الحرفية بمهارة شديدة، فأبقي عليه المغيرة فى المدينة بإذن من أمير المؤمنين عمر حتى ينتفع الناس من حرفته، و وافق أمير المؤمنين، و بقي ابو لؤلؤة فى المدينة شرط أن يأخد منه مولاه المغيرة مائة درهم فى الشهر، و كان الغلام يري ان هذا مبلغا كبيرا، فذهب يشكو إلى عمر، و لكن عمر طلب منه أن يحسن إلى مولاه و يدفع له، و كان عمر ينوي أن يحدث المغيرة أن يخفف عن الغلام.
و ذهب الغلام يمشي فى المدينة و يسأل أين عدل عمر هذا ؟ و عندما مر به عمر و سأله إنه يجيد صناعة الرحي التى تدور بالهواء، فأجاب الغلام أنه سيصنع لعمر واحدة يتحاكي الناس عنها، فظن الناس أنه سيصنعها حقا، و لكن عمر فهم أن الغلام يتوعده بالقتل، و لم تمر أيام حتي قتل الغلام عمر و عدة رجال من المسلمين ثم قتل نفسه.