سيدنا عمر ابن الخطاب هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن العشر الذين بشرهم الرسول بدخول الجنة ، أول من لقب بأمير المؤمنين .ولد سيدنا عمر ابن الخطاب في مكة المكرمة عام 590م ، بعد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة عام . وهو من قبيلة قريش . وكان يعتبر نائباً لهم عند العرب . أجاد عمر ابن الخطاب المصارعة وركوب الخيل .
معلومات عن حياة عمر ابن الخطاب قبل إسلامه
كان سيدنا قبل الإسلام يكره المسلمين ، ويعاملهم بشدة وكان يعذبهم ويعتدي عليهم . ولم يكن لدى المسلمون أي أمل في إسلامه بسبب قسوته عليهم .ولكنرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفقد الأمل في إسلامه ،وكان يدعو الله ويقول ” اللهم أعز الإسلام بعمر ، فاستجاب له الله تعالى وأسلم سيدنا عمر.
إسلام عمر بن الخطاب
في يوم قرر عمر ابن الخطاب قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبينما هو في طريقه قابله رجل من مكة يخفي اسلامه ، فساله الى أين فقال له عمر أبن الخطاب أنه ذاهب لقتل سيدنا محمد . فقال له الرجل ولكن إبدأ بأهل بيتك أولا ، فساله سيدا محمد ماذا يقصد ،فقال له الرجل أن أخته وزوجها قد اتبعو دين سيدنا محمد وأسلموا .
بعدها ذهب عمر بن الخطاب إلى منزل أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد رضي الله عنه . وطرق الباب فكانت السيدة فاطمة وزوجها يتعلمون القرآن على يد خباب بن الأرت، ففتح له الباب سعيد ابن زيد . فامسكة عمر بن الخطاب بغضب وقال له هل تركت دينك ؟ فقال له سعيد بن زيد أن الحق في غير دينه (يقصد أن الاسلام هو الحق ) فضربه عمر بن الخطاب . ثم ذهب الى أخته فاطمة وقال لها اراكي تركتِ دينك . فردت عليه أخته وقالت له يا عمر هل رأيك أن الحق في غير دينك ، فضربها ضربة شديدة شقت وجهها ،فوقع منها كتيب فيه القرآن فأراد أن يأخده منها . فرفضت وقالت له أنه مشرك نجس ويجب أن يتوضأ أولاً فذهب عمر وتوضأ وقرأ آيات الله ” طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6 ” .
تأثر سيدنا عمر بآيات الله وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله . وطلب الذهاب إلى سيدنا محمد . فقال له خباب أنه سوف يدله . وذهب معه إلى دار الأرقم ابن الأرقم حيث كان يجلس النبي مع الصحابة . فعندما علم الصحابة أسيدنا عمر على الباب خافوا وطلب حمزة رضي الله عنه من النبي أن يذهب لعمر هو . فقال له الرسول اتركه يأتي .
عندما دخل عمر أمسكه الرسول ، وقال له أما آن الأوان يا ابن الخطاب ، فرد عمر ابن الخطاب وقال له أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فكبر الصحابة وكان إسلام سيدنا عمر نصراً وعزة للإسلام .
بعد إسلام سيددنا عمر تنكر له الكفار وآذوه ، حتى من كانو أقاربه من قريش . يقول عمر رضي الله عنه أنه ذهب بعد إسلامه إلى أهل مكة الذين كانو أشد عداوة للإسلام والمسلمين ليخبرهم بإسلامه . وذهب إلى أبو جهل وأخبره بإسلامه فقال له أبو جهل قبحك الله وقبح ما جئت به .
نتائج إسلام عمر بن الخطاب
شعر الكفار بعد دخول عمر ابن الخطاب أن قوة الإسلام تزاد وتكثر . أما المسلمون ففرحو فرحاً كبيراً وأصبحو أقوياء .
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إن إسلام عمر كان فتحا ، وإن هجرته كانت نصرا ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه “. و عن ابن مسعود رضي الله عنه يقول أيضاً : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة ، حتى أسلم عمر ( بن الخطاب ) ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة “. وأصبح عدد المسلمين بعد إسلام عمر إلى أربعين مسلماً و إحدى عشرة إمرأة.
جهود عمر بعد إسلامه
_عمر ابن الخطاب هو إول من كتب التاريخ في شهر ربيع الأول عام 16
_ أول من جمع القرآن في صحف.
_ أول من أقام سنة قيام شهر رمضان وحث المسلمون على هذا عام 14
_أول من ضرب شارب الخمر ثمانون جلدة.
_ أول من فتح الفتوح في العراق ، وأزربيجان ، وبلاد فارس.
_وكان يحث المسلمين أن يعلموا وأولادهم السباحة والرماية وركوب الخيل.
_ أول من دون الدواوين.
عن ورع عمر ابن الخطاب
بعد إسلام عمر أصبح شديد الورع والخوف من الله ، وكان يتحرى الحلال في أكله وشربه وملابسه وفي كل أمور حياته وكان يبتعد عن كل الشبهات . تعلم عمر إن الخطاب من النبي أن من طاب طعامه كانت دعوته مستجابة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلا رَجُلا وَاحِدًا ، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلا رَجُلا وَاحِدًا ، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ “
من أقوال عمر بن الخطاب
-“إنّ الله إذا أحَبّ عبداً حبّبه إلى خلقِه ، فاعتبر مَنزلتك مِن الله بِمنزلتك من النّاس ،واعلم أن ما لك عند الله مثل ما لله عندك”
-“لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم ، وإعتزل عدوك ، وإحذر صديقك إلا الأمين ،ولا أمين إلا من خشي ربه ، وتخشع عند القبور ، وذل عند الطاعة ، واستعصم عند المعصية ، واستشر الذين يخشون الله” .
– “إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع “..
– “لا تنظروا إلى صيام أحد ولا الى صلاته ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث .. والى أمانته إذا ائتمن ، وورعه إذا أشفى” .
– “إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك . – من كثر ضحكه قلت هيبته …. ومن مزح استخف به …. ومن أكثر من شيء عرف به” .