ورد في تفسير الطبري رحمة الله عليه أن عمر ابن الخطاب تقدم لخطبة أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق من أختها عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صل الله عليه وسلم إلا أن أم كلثوم رفضته وعللت رفضها على عدة أسباب. منها أنه خشن العيش، شديد على النساء فما هي صحة هذه القصة؟ ومن هي أم كلثوم التي تزوجها أمير المؤمنين وأنجب منها زيد بن عمر بن الخطاب؟
القصة الضعيفة:
روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه تاريخ الطبري قال:
قال المدائني: وخطب أمَّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه، فقالت لها عائشة: ترغبين عن أمير المؤمنين؟! قالت: نعم، إنه خشن العيش، شديد على النساء، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أكفيكِ . فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: وما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر! قال: نعم، أفرغبت بي عنها؟ أم رغبت بها عني؟
قال: لا واحدة، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها إن خالفتك في شيء، فسطوت بها! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك، قال: فكيف بعائشة وقد كلمتها؟ قال: أنا لك بها، وأدلك على خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
رأي العلماء فيها: إسناد ضعيف منقطع لا يثبت ، المدائني هو علي بن محمد، أبو الحسن المدائني ، وهو صدوق ثقة ، وثقه ابن معين ، وذكره ابن عدي في الكامل وقال: ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب الأخبار، قل ما له من الروايات المسندة.
صحيح الخبر:
وإنما الثابت زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهذا مما جاء في البداية والنهاية لابن كثير، وكتاب سير أعلام النبلاء لمؤلفه شمس الدين الذهبي ولم يرد ذكر رفض أم كلثوم بن أبي بكر لعمر بن الخطاب، ويبدو أن الأمر اختلط عند البعض إلا أن الصحيح هو زوج ابن الخطاب من بنت علي رضي الله عنهما وأرضاهم جميعًا، والله أعلى وأعلم.
قال ابن كثير رحمه الله :
تزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أيام ولايته بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة رضي الله عنها، وأكرمها إكرامًا زائدًا أصدقها أربعين ألف درهم لأجل نسبها من رسول الله صل الله عليه وسلم فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب.