سيدنا موسى عليه السلام كليم الله، هو رسول الله عز وجل إلى بني إسرائيل، أنزل عليه التوراة، وأيده بالكثير من المعجزات التي أرجفت قلوب مَن حوله، وجعلتهم ينسلُّون من تحت عباءة طاغيتهم المتألِّه، الذي طالما آذاهم نساءً وأطفالًا ورجالًا وشيوخًا.

وردت قصة وفاة سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم، في سورة البقرة، الآيات 248-251.

تقول الآيات:

وَلَمَّا جَاءَ مَوْعِدُ مُوسَى لِلرَّبِّ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ.

قَالَ لَا تَخَفْ إِنَّكَ لَنْ تُقْتَلَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنْجِيْنَ.

وَاذْكُرْ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ أَقِمِ الدِّينَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.

وَلَا تَخَفْ مَا يَقُولُونَ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا.

ففي هذه الآيات، يخبرنا الله تعالى أن سيدنا موسى عليه السلام جاء إلى جبل طور سيناء ليكلم الله تعالى، فأمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يذهب إلى قرية الأقباط، ويقتل رجلًا قتل أحد بني إسرائيل. ففعل موسى عليه السلام ذلك، وقتل الرجل.

وبعد ذلك، خاف موسى عليه السلام أن يقتل بنو إسرائيله، فذهب إلى الله تعالى ليطلب منه النجاة. فأخبره الله تعالى ألا يخشى، وأنه لن يُقتل.

ثم أخبر الله تعالى موسى عليه السلام أن يذكره بما حدث معه في الماضي، عندما أوحى الله تعالى إليه أن يقيم الدين، وألا يتبع أهواء الذين لا يعلمون.

وأمر الله تعالى موسى عليه السلام ألا يخشى ما يقوله بنو إسرائيل، وأن يتوكل على الله تعالى، وأن يكفي الله تعالى المؤمنين بالله تعالى.

وفاة سيدنا موسى عليه السلام

بعد أن تحدث الله تعالى مع موسى عليه السلام، طلب موسى عليه السلام من الله تعالى أن يريه وجهه. فأخبره الله تعالى أنه لن يرى وجهه، ولكن سيرى نوره.

ثم صعد موسى عليه السلام إلى جبل طور سيناء، وكلم الله تعالى لمدة أربعين ليلة.

وبعد ذلك، نزل موسى عليه السلام من الجبل، وأخذ معه ألواح الشريعة.

وعاش موسى عليه السلام بعد ذلك لفترة طويلة، حتى بلغ من العمر 120 عامًا.

وفي نهاية حياته، أوصى موسى عليه السلام أخاه هارون عليه السلام أن يكون خليفة له.

ثم مات موسى عليه السلام، ودفن في مكان مجهول.

الحكمة من قصة وفاة سيدنا موسى عليه السلام

تتضمن قصة وفاة سيدنا موسى عليه السلام العديد من الدروس والعبر، ومن أهمها:

  • أهمية الإيمان بالله تعالى، والتوكل عليه في كل الأحوال.
  • أن الله تعالى لا يترك عباده المؤمنين، ويرعاهم ويحميهم.
  • أن الموت حق على كل إنسان، ولا مفر منه.