الصداقة من أهم الأشياء التي تساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة، وهي حياة معروفة منذ أقدم العصور، لأنها تعتبر من العلاقات الإنسانية التي تأخذ صدى كبير في كافة مجالات الحياة، تبدأ عملية اختيار الاصحاب والأصدقاء منذ الصغر، وتتطور مع التطور في العمر، وترتبط الصداقة بالعديد من المجالات سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو غير ذلك، فهي تعتبر من أهم الأمور التي تساعد على النهوض بالعلاقات الاجتماعية، وحماية الصحة النفسية للأفراد.
آداب التعامل مع الصديق
تتعدد اداب التعامل مع الاصحاب حيث أن هناك عدد من الآداب التي يجب إتباعها في التعامل ومنها :
ـ الموافقة على الاختلافات في وجهات النظر، لأن الأشخاص بالطبع يختلفون في طريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى الأشياء، فمن الأفضل ترك الصديق يعبر عن رأيه بكل صراحة وتقبل هذا الرأي.
ـ تطوير مهارة الاستماع، ذلك لأنها تقوي الصداقة بين الأشخاص، وتبين اهتمام كل طرف بالآخر.
ـ عدم الدخول في المشاكل أو التسبب في حدوثها.
ـ قبول النقد ووجهات النظر للصديق.
ـ الاهتمام بالصديق بشكل منفصل بعيدًا عن باقي الأشخاص الآخرين.
قصة خالد وعلي عن الصداقة
والآن سوف نقدم لكم قصة عن الاخلاق والصداقة واداب التعامل مع الصديق :
كان لخالد عددٌ كبير من الأصدقاء في مدرسته يقضي معهم معظم أوقاته داخل فناء المدرسة، وبالرغم من أنهم لم يكونوا بنفس مستوى خالد الأخلاقي والدراسي إلا أنه كان شديد التواجد والتعلق بهم حتى بعد أن شاعت عنهم المشاكل حول فسادهم الأخلاقي في تعاملهم مع زملائهم ومعلماتهم .
تفوق خالد وكرم أخلاقه جعل هؤلاء يتقربون إليه بكافة أشكال الود بهدف الإستفادة منه في قضاء التكليفات المدرسية وشرح الدروس ومساعدتهم بالغش أثناء الامتحان ، أي بدافع المصلحة فقط.
وذات يوم التقى أحمد بصديقه علي وأثناء جلوسهما سوياً تفاجأ علي بإعطاء أحمد دفتر الواجب الخاص به لأحد هؤلاء الأولاد لينقل منه ما فاته قبل حضور المدرس.
قال علي : ماذا تفعل يا صديقي، هذا خطأ يجب أن يعتمد كلٌ منا على نفسه في حل واجباته، فما تفعله الآن غش قد نهى رسولنا الكريم عنه في قوله ( من غشنا فليس منا).
رد خالد: لا عليك يا علي، أنا أفعل ذلك بغرض المساعدة وتقديم الخدمة فقط.
قال علي: إذا أردت مساعدته فعلاً وتقديم يد العون له، فحاول أن تتركه يعتمد على نفسه ليعرف الصواب من الخطأ، أو قم بالشرح له لا أن تسمح له بأخذ مجهودك.
قال خالد بضيق: هذا ليس من شأنك فلا تتدخل من فضلك.
وبعد عدة أيام تغيب خالد من المدرسة لمدة ثلاثة أيام، وعلم الطلاب أن خالد مريض مرضاً شديداً سيجبره على الرقود بالسرير مدة طويلة
فما كان من علي إلا أن أتفق مع بعض زملائه على زيارة خالد في منزله للإطمئنان عليه، وبالفعل ذهبوا الى هناك حيث توقع علي قبل ذهابه إلى هناك أن يجد أصحاب خالد ممن زاملوه في المدرسة عنده في البيت، لكن في الحقيقه تفاجأ بعدم حضور أياً منهم.
وبعد إطمئنان علي على صحة خالد صديقه قال خالد: أنتم فعلاً أصدقاء مخلصون وتستحقون كل خير.
قال علي: ألم يزرك أحد من أصحابك؟
رد خالد بحزن: لا، لم يحضر أحد منهم ولم يفكر أحدهم في الإطمئنان حتى عن طريق الهاتف.
فتدخل أخو خالد في الحديث قائلاً: لقد قمت بالإتصال بهم لمعرفة ما قاموا بدراسته في تلك الفترة وماهي الواجبات المطلوبه منك حتى تسطيع قضائها ولكن تهربوا مني جميعاً.
قال علي لخالد: لا تقلق يا صديقي سوف أُحضر إليك كافة الدروس وأساعدك في الشرح وحل الواجب، وإبتسم قائلاً : لكن بدون أن تغش مني!
ضحك الجميع، وفرح خالد بصداقته لعلي.
التزم علي بعد ذلك في الذهاب ال منزل خالد ليشرح له ما تم دراسته في المدرسة ويخبره بالتكليفات المطلوبة ويساعده فيما تعذر عليه، حتى لإنه كان يُحضر كتب ودفاتر صديقة المريض خالد الى المدرسة حتى يصححها له المدرسون.
وفي هذه الفترة كانت الاستعدادات على أشدها استقبالًا لاختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول، استطاع خالد بفضل مساعدة زميله علي في التحضير للامتحانات واستيعاب كافة الدروس التي أعاقه مرضه عن حضورها، وفي أول أيام الاختبارات تفاجأ الطلاب بحضور خالد بعد غيابه عن المدرسة طول الفترة الماضيه، استقبله الجميع بالترحيب والتحية، وتجمع حوله أصدقائه القدامى ممن لم يقدموا له يد العون في وقت مرضه وشدته، ألقى عليهم خالد التحيه ثم تركهم وذهب على عكس عادته السابقة.
وبعد انتهاء الاختبارات وظهور النتيجة ذهب خالد إلى علي وقال له: تفوقي في الاختبارات يرجع إلى مجهودك معي، وعلى عكس نجاحي في اختبارات المدرسة فقد رسبت في اختبار اختيار الأصدقاء، فلم أوفق في اختيارهم..أشكرك يا صديقي على مساعدتك لي بالفعل الصديق وقت الضيق وأنت كنت بالنسبة لي في منزلة الأخ، لن أصادق إلا الطيبون أمثالك بعد اليوم، فالصداقة ليست فقط في اللعب والمزاح بل في الشدة والأوقات الصعبه.