إنَّ أولى الخطوات لحل مشكلة الفقر هي زيادة الوعي حول مفهوم الفقر من خلال مشاهدة أو قراءة الأخبار والإطلاع على الأحداث التي تجري في العالم لمواكبة أحداث الفقر، كما يُمكن الإتصال بأحد المنظمات غير الربحية المحلية والملاجىء للإطلاع على الأوضاع والمستجدات التي تطرأ على مشكلة الفقر، ومعرفة الجهود التي تُبذل لمساعدة الفقراء في مختلف الأماكن في العالم، بالإضافة إلى توعية الآخرين وتثقيفهم بالطرق المناسبة التي يُمكن من خلالها رفع المستوى المعيشي للفقراء ومساعدتهم.

أداب التعامل مع الفقراء

1- ضرورة أن يتم مصاحبة الفقراء والمساكين والجلوس معهم، حيث يجب على جميع أبناء المجتمع الإحسان لهم ولايعتبروهم أشخاص مهمشة، بل يجب أن يتلقوا منا جميع الإحترام والتقدير، والدليل على ذلك قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم” أحبوا الفقراء وجالسوهم”.

2- عدم السخرية بهم، فقد تصير في يوم من الأيام مثله وتشعر بما يحس به، والدليل على ذلك قول الله تعالى في كتابه العزيز” فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر”.

3- ضرورة مساعدة الفقراء والمساكين وكذلك المحتاجين كلما أمكن وذلك سواء من خلال مساعدتهم بالمال أو حث الأشخاص الأخرى على مساعدتهم وتناول جميع المشاكل التي يعانوا منها، والدليل على ذلك أن سيدنا محمد كان يسير مع الفقراء والمساكين ويستمع دائمًا لجميع مشاكلهم ويسعى لحلها وقضاء جميع حوائجهم.

4- ضرورة الرفق بهم، فالرسول محمد دائمًا ما كان يوصى الأشخاص الأقوياء بالضعفاء، والدليل على ذلك أيضًا قول الرسول لسيدنا عمر بن الخطاب ” يا عمر، إنك رجل قوي، فلا تُؤذِ الضعيف”، وكان سيدنا محمد يبحث عن الضعفاء ويقوم بضمهم له ويقربهم منه، وهذا يدل على رحمته الواسعة، كما كان يشارك جميع الضعفاء في المناسبات الخاصة بهم وبالتالي فهو خير سند وعون لهم.

5- دعوة الفقراء والمساكين لتناول الطعام معهم ومشاركتهم في الولائم المختلفة، ولقد قال سيدنا محمد في ذلك “شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء.

6- عدم إحساسهم بالدونية أي أن الأغنياء يمنون عليهم بما يقدموهم إليهم من مساعدات، فلقد أكد الدين الإسلامي على أن قول معروف يعتبر خير من أي صدقة يلحقها أذي.

طرق مساعدة الفقراء والمساكين

هناك الكثير من الطرق التي يمكن بها تقديم المساعدة للفقراء والمساكين ومن هذه الطرق:

1- الزكاة حيث يمكن تقديم المساعدة للفقراء والمساكين عن طريق الزكاة، والتي يقصد بها تقديم جزء من الماء لهم ويتم إنفاق هذا الجزء على الأشخاص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ومن أهمهم الفقراء والمساكين الذين ليس لديهم أى طعام أو مال أو دخل.

2- تنمية الوعي لجميع أفراد المجتمع كلهم حول مفهوم الفقر وذلك عن طريق الإطلاع على جميع الأخبار والأحداث التي توجد في دول العالم المختلفة من أجل مواكبة أحداث الفقر كلها، بالإضافة لإمكانية التواصل بشكل مستمر مع المنظمات الغير ربحية المحلية وكذلك الملاجيء المختلفة من أجل معرفة جميع الأوضاع وأخر التطورات التي تدور حول مشكلة الفقر، والتعرف في الوقت نفسه أيضًا على كافة الجهود التي يتم بذلها بغرض مساعدة الفقراء والمساكين في جميع دول العالم المختلفة، وتوعية كافة أفراد المجتمع بالطرق المختلفة والمناسبة من أجل رفع المستوى المعيشي لجميع الفقراء والسعي لتقديم كافة أشكال المساعدة لهم.

3- الإهتمام بتوفير فرص عمل لهؤلاء الفقراء والمساكين، وذلك بغرض رفع المستوى المعيشي لديهم، والسعي لتجديد جميع المساكن القديمة وتوفيرها لهم، والإهتمام بالتواصل مع جميع وسائل الإعلام المختلفة من أجل مساعدة الفقراء من خلال التواصل المستمر معهم عن طريق إرسال رسائل عديدة للجرائد ومحطات الراديو، أو القيام بكتابة الرسائل الإلكترونية لمحطات الأخبار من أجل مناقشة قضاياهم والسعي للتوصل لحلول للمشاكل التي تواجهم.

4- مساعدة الفقراء والمساكين على الزواج وذلك عن طريق توفير المسكن المناسب لهم، والسعي أيضًا لتوفير جميع احتياجات الأثاث اللازمة لهم ويعتبر ذلك واحد من أهم طرق مساعدة الفقراء والمساكين، ويتم ذلك عن طريق الجميعات الخيرية المختلفة، ولذلك فيصبح من الضرورة أن يتم إنشاء الكثير من الجمعيات الخيرية بالمجتمع والتي تهتم بتوفير جميع متطلباتهم اليومية وكافة إحتياجاتهم أيضًا، ومن الملاحظ أيضًا أن هذه الجمعيات تقدم دور هام في خدمة الفقراء وتوفير الكسوة اللازمة لهم، والطعام الذي يحتاجونه.

5- الإهتمام بتوفير موائد الرحمن بشهر رمضان الكريم والتي يكون الهدف منها توفير أفضل أنواع الطعام والعصائر بهذا الشهر الكريم وإطعام الفقراء والمساكين به، وذلك بغرض التقرب لله عز وجل ونيل ثواب هذا الشهر العظيم، كما يجب أن يتم تقديم لهم زكاة عيد الفطر وذلك بغرض إدخال السرور والبهجة عليهم في مثل هذه المناسبة العظيمة، مع ضرورة توفير ملابس جديدة للأطفال الفقراء، والحرص على رسم الإبتسامة عند تقديم الملابس لهم.