مرحلة نمو الجسم والعقل

دخول الطفل للمدرسة يعد نقطة تحول في سلوكياته الغذائية حيث تغيب المتابعة الأسرية والحميمية المنزلية، وهنا تكمن قيمة المسؤولية التربوية للمدرسة في غرس السلوكيات الغذائية الحميدة خاصة وأن هذه الفترة هامة للغاية حيث تمثل نمو الجسم والعقل والتي يتعلم ويكتسب فيها الطفل المعلومات والعادات وأسلوب تنظيم ثقافته الغذائية.

 أهمية مرحلة دخول الطفل للمدرسة

• هذه المرحلة قد تحدد فيما إذا كان هذا الطفل بديناً أم لا ، حيث يتم فيها ازدياد عدد وحجم الخلايا الدهنية وهي العامل الرئيسي المسبب للسمنة.
• هذه المرحلة يبدأ فيها تسوس الأسنان لافراط الطلاب باستهلاك الحلوى، إضافة إلى خطورة هذه الحلوى من حيث تشبعها بالمنكهات والألوان الصناعية التي قد تكون مسرطنة أحيانا، ناهيك عن إحساس الطالب بالشبع حيث أنها مصدر كبير للطاقة وبالتالي لايتناول وجبة الغداء في المنزل .

• يمر الأطفال في هذا السن بفترة النمو السريع ويمتازون بالنشاط والحركة، لذا لابد من توفير غذاء صحي متوازن يحوي جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو أجسادهم وتوليد الطاقة اللازمة لقيامهم بالأنشطة المختلفة. والتغذية الصحية السليمة لهذه الفئة العمرية يجب أن ترتكز على ثلاثة محاور : أهمية وجبة الإفطار، أن يكون الغذاء متوازنا، الإبتعاد عن الأغذية خاوية القيمة الغذائية ومرتفعة السعرات الحرارية.

ماهو الغذاء المتوازن

ترجع أهمية وجبة الإفطار إلى كونها تأتي بعد فترة صيام طويلة تستمر حوالي ثمان أو عشر ساعات، وبالتالي عدم تناولها يزيد من تعرض الطفل أثناء فترة الصباح إلى انخفاض في مستوى جلوكوز الدم، مما يؤدي إلى انخفاض حيوية الطفل ونشاطه وضعف استيعابه لدروسه. والدور المؤثر والفاعل لوجبة الإفطار في مساعدة الأطفال على أفضل آداء صفي، تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في جامعة ايوا – كلية الطب بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد اكتشف الباحثون أن الاطفال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار يواجهون مشكلة في التركيز ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه والاستيعاب لشرح المعلم ، وقد تم ربط هذه المعضلات السلوكية بانخفاض مستوى السكر في الدم وهذه النتائج وغيرها، ساعدت في التأكيد على النظرية أو الفرضية التي تقول أن الأطفال الذين يذهبون الى المدرسة وهم جياع لا يمكنهم أن ينجزوا بصورة جيدة. لهذا لابد من غرس عادة تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة ، ومتابعة المدرسة لذلك كجزء من واجبها التربوي.

ثالثا الإبتعاد عن تناول المشروبات الغازية وأغذية الطاقة الخاوية
تعتبر المشروبات الغازية وتشيبس البطاطا من ضمن الأغذية عالية السعرات الحرارية والمنخفضة في قيمتها الغذائية كما أن تناولها بدون تنظيم وبصفة مستمرة له دور رئيس في انتشار السمنة بين فئة طلاب المدارس على وجه الخصوص. وتكمن خطورة هذه المنتجات في أنها تسبب الشعور بالإمتلاء والشبع، وبالتالي تحرم الطلاب من تناول وجباتهم الرئيسية والإستفادة من العناصر الغذائية الضرورية لنموهم فالمشروبات الغازية مثلا تحل محل العصير والحليب كما أنها تساهم في إصابتهم بلين العظام نظرا لأنها تحتوي على )حامض الفوسفوريك( والذي يؤدي إلى انخفاض نسبة الكالسيوم بالجسم والضروري لنمو ومتانة العظام. أما شيبس البطاطا فيحتوي على كمية عالية من الدهون بالإضافة إلى مادة )اكرايلاميد( المعروفة بأنها قد تسبب السرطان ولهذا حذر العديد من علماء التغذية من خطورة الإفراط فى شرب المياه الغازية، وخاصة بالنسبة للأطفال حيث أظهرت الإحصاءات أن كل فرد في السن المدرسي ) 12- 18 سنة ( يشرب سنويًا 868 علبة من المشروبات الغازية ، وهذه الكمية تحوي سعرات حرارية تمثل 40 % من احتياجات الفرد اليومية وهي كمية كافية لانتشار السمنة بين هذه الفئة إضافة إلى أن الإفراط فى المشروبات الغازية يحرم الأطفال، والمراهقين من احتياجاتهم من الفيتامينات والمعادن وخاصة الكالسيوم، مما يؤدى إلى ضعف وتدمير للعظام ، ويساعد على سهولة كسرها ، كما يهدد بانتشار الإصابة بمسامية العظام مع التقدم فى السن، والتي لوحظ انتشارها بين الجيل الذى نشأ في فترة انتشارها في مجتمعنا، وندرة هذا المرض لدى المسنين الذين لم يعاصروا انتشارها في شبابهم.