تعتبر مهمة تربية الأبناء من المهام الصعبة التي تحتاج بذل مجهود كبير، سواء من الأم أو الأب لتحقيق التربية الإيجابية، وحتى يتمتع الأبناء بشخصية متعلمة وملتزمة، من خلال غرس السلوكيات الحسنة بهم، وتشجيعهم والشعور بالفخر بالإنجازات التي يحققونها، فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا، ويجب علينا الاعتناء بهم.
تربية الأبناء في الإسلام
– التربية غريزة من الغرائز التي وضعها الله عز وجل في نفوس البشر، حيث يقوم الجميع باختلاف جنسياتهم وأعراقهم وديانتهم بتربية أبنائهم
– تربية الأبناء في الإسلام لها ضوابط شرعية، وتشتمل على أسس الثواب والعقاب، بالإضافة إلى التعليم لأن التربية الإسلامية لها هدف خاص، وهو تنشئة الأبناء بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
خصائص تربية الأبناء في الإسلام
دور المربي
يعد المربي أساس عملية التربية، فهو يعلم الأبناء العادات والتقاليد، وكلما كانت العلاقة قوية بين الأب وأبنائه، زاد شعور الأبناء بالثقة في النفس وزادت قدرتهم على اتخاذ القرارات المناسبة في أوقات المحن، كما أن الأبناء لن يستقيموا إلا باستقامة الأب، لأن الأب المستقيم يربي أبناءه على القيم الإسلامية، ويعلمهم الابتعاد عن المعاصي والرذائل.
الثواب والعقاب
– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يثني على أصحابه باستعمال كلمات بسيطة وغير متكلفة ولهذا يجب على الوالدين الاهتمام بهذا الجانب لدى أطفالهم، ويقوموا بتحفيزهم عند قيامهم بعمل الأشياء الصحيحة والصالحة
– يجب عدم الأثناء علي جميع الأبناء بنفس الطريقة، فكل طفل يختلف عن غيره من الأطفال بما يشجعه ويفرحه فيحب اختيار ثواب مختلف لكل طفل
– يجب تطبيق العقاب بحرص وإدراك كبير، سواء كان نوع العقاب مادي أو معنوي، فلا ينبغي ضرب الأبناء قبل بلوغ العشرة أعوام.
– تعليم العقيدة منذ الصغر
– أول ما يلقن للأبناء هو كلمة التوحيد لذلك من أهم خصائص تربية الأبناء في الإسلام، تعليم المنهج الديني الصحيح الذي ينشأ عليه الأبناء، ويعلمهم الالتزام بآدابه مثل طريقة تناول الطعام والشراب، والعمل على تنمية حب النظافة والإيمان والوفاء والصدق في نفوس الأبناء، فيصبح الخير موجود في نفوسهم،
تعليم الأبناء الصلاة
الصلاة هي عمود الدين، والركن الأساسي من أركانه، فيجب أن تزرع محبة الله في نفوس الأبناء وتعليمهم الخوف من الله في السر والعلن، ولهذا يجب تحبيب الأبناء في الصلاة، وحثهم عليها، مثل أخذهم للمسجد عند موعد الصلاة، أو رواية القصص الدينية لهم عن الصحابة وكيف حافظوا على صلاتهم.
الأخلاقيات في التعامل
تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة والعمل على غرس العقائد المنهجية المتعلقة بكيفية التعامل مع الأصحاب والرفقاء لأنها من أسس التربية الإسلامية، والحرص على تعليمهم حسن التصرف والألفاظ الحسنة.
طرق تربية الأبناء في الإسلام
التربية ليست مجرد أوامر يتم فرضها على الأبناء ويجب الالتزام بها، ولا هي مجرد تأمين الملبس والمشرب والمأكل وتوفير باقي الاحتياجات إنما هي عمل متكامل وطرق متنوعة يمكن أن يسلكها الآباء في تربية أبنائهما حتى يكونوا صالحين منضبطين بضوابط الإسلام
– القدوة الحسنة
تعتبر القدوة من أهم الطرق التي تقوم بجذب الأبناء لفعل السلوك الجيد، لأنهم منذ طفولتهم يتأثرون بما يفعله آباؤهم أمامهم، ويقلدونهم في كل شيء، فإذا قام الأب والأم بأمر أبناءهما طوال اليوم بفعل شيء هما لا يطبقانه فلن يستجيبوا لهما لذلك يجب أن يحرص الوالدين على أن تكون أفعالهم وأخلاقهم منضبطة بضوابط الإسلام حتى يلتقط الأبناء هذه الأفعال بالشكل السليم.
– التعويد
أن يعود الوالدان أبنائهما على السلوك المطلوب منذ الصغر، كتعويدهم على الصلاة ، ففي البداية يجعلون الأبناء يصلون معهما، ويقوموا بتذكيرهم مع كل صلاة بوقتها، وهذا التدريب سيعودهم على أداء الصلاة في أوقاتها.
– المراقبة
يجب أن يعلم الوالدان ماذا يفعل أبناؤهما، وأين يذهبون ومن يصادقون، وكيف يمضون يومهم، حتى يقوموا بتوجيههم جيدا، ولا بد أن تكون هذه المراقبة في منتهى السرية دون أن يشعروا حتي لا يظنوا أنهم محاصرون أو غير جديرين بالثقة من والديهم.
– زرع الوازع الديني
يجب زرع فكرة مراقبة الله لنا في نفوس الأبناء حتى يكونوا على يقظة دائمة ويعرفوا أنهم سيتعرضون لغضب الله إن اخطئوا فلا يحتاجوا لمن يراقبهم.
– القراءة
يجب جلب كتب مفيدة للأبناء وتشجيعهم على قراءتها، كالسيرة النبوية الشريفة، وقصص الأنبياء،و القرآن، وبعض الكتب النافعة حتى يغرسوا القيم الإسلامية في نفوسهم، وحتى تنمي عقولهم وأفكارهم وتملأ فراغهم.
– الموعظة الحسنة
يجب أن تكون الموعظة باستخدام أسلوب لطيف، فيذكرونهم بالله عز وجل والفوز الذي سينالونه عندما يتبعوا أوامره، ويذكرونهم بالجنة والنار، وبالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وأنهم خير قدوة لنا.