هناك الكثير من الصفات والأخلاق التي أرشدنا الخالق عز وجل إلى ضرورة التحلي بها وأعد لأصحابها عظيم الثواب ، ومن ناحية أخرى هناك بعض الصفات أيضًا التي حذر الله تعالى منها ووجهنا إلى ضرورة الابتعاد عنها لما لها من مردود سلبي على الفرد والأسرة والمجتمع ، فما هي هذه الصفات ؟ ولماذا حذر الله تعالى منها ؟ وما هي عواقبها ؟ هذا ما سوف نتطرق إليه عبر السطور التالية .

صفات يجب الحذر منها

دائمًا ما يرشدنا ديننا الإسلامي الحنيف إلى كل ما هو خير ونماء للبشرية ، ولأنه يوجد بعض الصفات التي تؤدي إلى هلاك الفرد وفساد المجتمع فقد أرشدنا إلى ضرورة الابتعاد عنها ، مثل :

صفة النفاق

يُعد النفاق من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتحلى بها أي شخص ، وقد أدى النفاق على مر العصور إلى العديد من الكوارث البشرية والهزائم المُدوية ، وهو من الصفات المرفوضة على كافة المستويات سواء عند التعامل مع البشر أو في إخلاص العبادة لله عز وجل ، ومن الأحاديث النبوية التي جاءت عن النفاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : ” آية المُنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ” ، وهذا الحديث يوضح لنا بالتفصيل سلوك الشخص المنافق في تعامله الآخرين .

كما قد وردت بعض الآيات التي تحدثت عقاب المنافقين في قوله تعالى : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } الآية 138 سورة النساء .

صفة الكذب

وقد وردت كذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت على مساوئ صفة الكذب وأرشدت إلى ضرورة التحلي بالصدق والابتعاد بشكل كامل عن الكذب، وقد قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : ” عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ” مُتفق عليه .

صفة الغش

ومن أسوأ الصفات أيضًا صفة الغش ؛ حيث أن الغش في أي مجال من مجالات الحياة له عواقب وخيمة ؛ وعلى سبيل المثال : فإن الغش في الامتحانات يؤدي إلى وصول طلبة وطالبات غير مُستحقين إلى مراكز ووظائف ليسوا أهلًا لها ، والغش في الميزان يؤدي إلى انتشار الطمع والحقد ، والغش في المباني يؤدي إلى إقامة منشآت ضعيفة قد تودي بحياة من يقطنها ، وهكذا ، مما يؤكد لنا ضرورة الابتعاد عن صفة الغش تمامًا .

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في تحريم الغش قول الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه : ” من غشنا فليس منا ” أخرجه مسلم في صحيحه.

صفة الرياء

يُذكر أن صفة الرياء لا تضر سوى صاحبها ؛ حيث أن الكثير من الأشخاص يقومون بالعبادات وتقديم الصدقات وإسداء المعروف وتنفيذ العديد من الأعمال الصالحة وبذل المجهود ليس إرضاءًا لله عز وجل ؛ بل من أجل الحصول على كلمات الثناء والشكر من الآخرين ، وبالتالي يُحرم الشخص المرائي من الأجر والثواب لأن عمله لم يكن خالصًا لوجه الله تعالى وبالتالي فقد تم وصف الرياء بأنه أحد صور الشرك بالله.

وهؤلاء الأشخاص قد أعد الله لهم عذابًا أليما ، وقد ورد في القرآن تخويف وإنذار لمن يراؤون في صلاتهم في قوله جل وعلا : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } سورة الماعون الآيات [4 – 7] .

صفة الحسد

على كل شخص أن يكون راضيًا تمام الرضا عما قسمه الله سبحانه وتعالى له من نِعم وأن لا يكون حاقدًا على الآخرين أو حاسدًا لهم بأن يتمنى زوال ما لديهم من نِعم لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انتشار الضغينة والكره في المجتمع .

وجديرًا بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أحل ” الغبطة ” وهي تُعني تَمَنِى ما لدى الآخرين مع عدم الرغبة في زوال تلك النعم منهم .

صفة النميمة

والمقصود بالنميمة هي نقل الحديث من شخص لآخر من أجل تخريب العلاقات وإفساد ما بينهما ، وهي من الصفات المُحرمة التي حذر الله تعالى منها لأنها تؤدي إلى إفساد القلوب والتفرقة بين الأهل والأصدقاء والقطيعة بين الناس وقد يترتب عليها أيضًا قطع صلة الرحم ، غير أنها ذات تأثير بالغ الخطورة على الشخص النمام لقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : ” لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ ” رواه البخاري ومسلم .

صفة الخيانة

وتُعد صفة الخيانة أيضًا من الصفات الذميمة التي تترك أضرار بالغة سواء على الفرد أو المجتمع لأنها تؤدي إلى غضب الله عز وجل وهي أحد صور النفاق ، وتؤدي إلى انتشار الغلول وتفكك أواصر المحبة ، وفساد المجتمع بشكل عام.

وقد ورد في القرآن الكريم بعض الآيات التي أشارت خطورة الخيانة مثل قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } سورة الحج الآية 38 .