يوم البعث والحشر من اعظم الأيام وذلك من هول هذا اليوم وعظمة الله عز وجل ، حيث يتم حشر وعرض كافة المخلوقات من بني أدم وجن وكائنات حية أخرى للعرض على الله عز وجل ومعرفة مصيرهم أما دخول الجنة أو النار حتى الملائكة يتم عرضها أيضا على الله عز وجل.

مفهوم البعث والعقاب

يعد البعث والعقاب من المعتقدات عند جميع الأديان السماوية ، فكل إنسان يعرف جيدا أنه سوف يتم بعثه إلى الحياة مرة أخرى ليتم محاسبته على كل ما قام به في الدنيا ، وهذا يجعل الإنسان المؤمن يزداد تقرب إلى الله حتى يتم تعديل سلوكياتك وتصبح أكثر نضج ووعي ، ويعتبر البعث مرتبط بالحساب فلا يتم البعث إلى تم بعده الحساب لمعرفة أن كنت سوف تدخل الجنة أو سوف تدخل النار.

أهمية يوم الحشر

يعتبر يوم الحشر هو يوم لتحقيق العدالة الربانية حتى يتم محاسبة كل ظالم ومناصرة المظلوم ، ففي هذا اليوم يحصل كل شخص على حقه من الأخر ، فهذا اليوم من هوله دائما ندعي في هذه الدنيا أن ينجينا الله من هول وطول هذا اليوم وعظمته ، وبعد هذا الحشر العظيم نتجه جميعا إلى الصراط المستقيم الذي يفرق بين المؤمن والكافر وبين من سوف يدخلون الجنة وبين من يدخلون النار.

الإيمان بالبعث والحساب

– على الإنسان أن يتذكر دائما أنه عندما يقوم بأعمال صالحة ويبتعد عن كافة الأعمال التي تؤدي به إلى نار جنهم ويبتعد تماما عن نعيم الجنة.

– المؤمن لخوفه من عذاب يوم الحساب تجده في الحياة الدنيا يتعامل مع الناس بمنتهى الأخلاق الحميدة والتقرب إلى الله ، وعندما يقوم الكثيرون بهذا فسوف يقلل من الجرائم في هذه الدنيا وتصبح المجتمعات أكثر هدوء وخوف من عقاب الله يوم القيامة.

– يعتبر يوم البعث والحساب من أكثر الأيام الذي ينتظرها المظلومين حتى ينصرهم الله على من ظلمهم ،  ويأخذون حقوقهم ، كما أنهم يضع الله على قلوبهم السكينة في الدنيا حتى هذا اليوم لينصرهم الله ، وهذا يزيد من إيمانهم بالله عز وجل.

– في هذا اليوم يعرف الإنسان كل الأسئلة التي قد تدور في عقله ومدى قدرة الله وعدله العظيم في الدنيا والأخرة.

– قبل هذا اليوم طوال حياة الإنسان في هذه الدنيا يضع الله في قلوب المؤمنين الصبر والإيمان ، أيضا فهم ينتظرون هذا اليوم لنصرتهم على الكافرين ، كما أن الله عز وجل يصبر الأشخاص الذين فقدوا أعز أحبابهم فهم يعرفون جيدا أن كل هذه الدنيا ما هي إلا وقت وسوف ينتهي لنجتمع مع من نحبهم.

أين أرض المحشر

قد قالوا بعض العلماء أن أرض المحشر سوف يكون في بلاد الشام وهذا بناء على ما قاله لنا رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (هاهنا تحشرون ،  هاهنا تحشرون ،  هاهنا تحشرون – ثلاثاً – ركباناً ،  ومشاة ،  وعلى وجوهكم) قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام فقال: إلى هاهنا تحشرون).

حال بني أدم يوم الحشر

– في هذا اليوم يتم تجميع كل المخلوقات التي في الأرض والسماء لكي يعرضوا على الله عز وجل ، ويكون الناس كما ولدتهم أماتهم عراة كما خلقهم الله ومن عظمة هذا اليوم لا يرى أحد غيره لأنه مشغول بذاته وخوفه من الله عز وجل ، وأيضا كل شخص يتم بعثه على ما توفى عليه فمن مات على إيمان بعثه الله على إيمانه ، أما من مات على كفر بعثه الله على كفره ، ومن مات وهو أثناء تلبية نداء الله في الحج أو العمرة بعث وهو ملبيا أيضا لهذا النداء.

– ويعتبر هناك 3 اشكال لحال الناس في هذا اليوم ، حيث أن هناك من يحشر وهو يمشي على قدميه وهناك من يحشر هو راكبا ، ومنهم من يحشر وهو يعاني من العطش الشديد وتعتبر هذه الحالات للكفار العاصيين لله عز وجل ، أما حال المؤمنين فسوف يحشرون وهم يركبون الأبل وهذا تعظيما لهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ.

صِنفًا مُشاةً ،  وصِنفاً رُكباناً ،  وصِنفاً على وجوهِهم. قيل: يا رسولَ اللهِ ،  وكيف يمشون على وجوهِهم؟ قال: إنَّ الَّذي أمشاهم على أقدامِهم قادرٌ على أن يُمشيَهم على وجوهِهم ،  أما إنَّهم يتَّقون بوجوهِهم كلَّ حدَبٍ وشوْكٍ).

أحداث يوم الحشر

– في هذا اليوم يتم جمع كل المخلوقات التي خلقها الله عزو جل من أنس أو جن أو كائنات حية أخرى ، وبعد حساب كل شخص على أعماله يأتي بعد ذلك شفاعة نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بعد ذلك تتطاير الصحف ويتم استلام أهل الجنة كتابهم بيمينهم ويستلم أهل النار كتابهم بشمالهم ، ويتم بعد ذلك قراءة الأعمال ومعرفة الصالح منها والخطأ من خلال وضعهم على ميزان العدل ليعرف كل شخص أن كانت أعماله الصالحة الأكثر أم أعماله السيئة ، ثم يتم بعدها السير على الصراط المستقيم يسقط من على الصراط كل عاصي ومشرك بالله ويكمل السير على الصراط من آمن بالله واليوم الآخر ليصل إلى الجنة.