بسم الله والصلاة و السلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، نستغفِر الله ونستهديه ونشكره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، أما بعد اليوم نقف على واحدة من أهم المواضيع في الإسلام وواحدة من أهم أركان الإسلام ألا وهى الصلاة عمود الدين وعماده فقال النبي صل الله عليه وسلم فيها ” رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ”، وهى أول ما فرض على المسلمين.

الصلاة تركها يخرج من الملة

الصلاة هى أول ما يسأل عليه العبد يوم الحساب وفي تركها خروج من الملة حيث قال النبي صل الله عليه وسلم ” لعَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ “، كما قال “إنَّ بَينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ “، وقال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وللتأكيد على أهميتها فإن النبي وهو على فراش الموت كا يقول ” الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم”.

الصلاة من مفاتيح الخير

الصلاة صلة بين العبد وربه مناجاة بينهما وهى أول من يقوم به العبد من أعمال في يومه وآخر ما يختم به اليوم حيث يبدأ صلاته بالكبير ويختمها بالتسليم وقد قال فيها رب العزة ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ” ( المؤمنون / آية 1 و2 )، وقال فيها ” وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” ( المؤمنون / من آية 9 إلى آية 11 ).

فيها صلاح للروح والجسد وتطهيرًا للقلب وتكفيرًا للذنوب فقد قال النبي فيها أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا “، كما قال فيها رب العزة ” وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ” ( هود / آية 114 ).

إن الصلاة دواء للمجتمعات تعمل على تنقيتها من الفساد وتربيتها على العفة والفضيلة فقد قال فيها رب العزة “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” ( العنكبوت / آيه 45 ).

الصلاة ذكر لله

قال تعالى ” اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” ويقصد هنا أن ذكر الله في الصلاة أعظم وأكبر.

الرخص في الصلاة

الصلاة من الفروض التي لا تسقط في أي حال مادام العبد عاقل ومكلف فهى واجبة عليه حتى وإن كان في أشد حالات المرض أو في أشد حالات الخوف أو حتى في الحروب، وإنما تتغير هيئة الصلاة باختلاف حال العبد فالصلاة الأصل فيها أن تؤدى وقوفًا أما في حالة المرض الشديد فيمكن أن يؤديها العبد وهو جالس أو على جنبه.

ماذا تفقد بترك الصلاة؟

كثر في الآونة الأخيرة ترك الصلاة سواء تركلها تمامًا وعدم تأدية أي فرض من فروضها أو التقصير في أدائها بأن تؤدي بعض الفروض وتترك البعض أو لا تؤديها على أوقاتها، وفي ذلك نوعًا من الاستخفاف بالصلاة وهى جريمة لا يدرك الكثير مدى عظمها، لذا وجب التنبيه والتوعية بعظم تلك الجريمة التي يرتكبها تارك الصلاة في حق نفسه ودينه ومجتمعه، فواجب على كل مسلم عاقل أن يقيم الصلاة لوقتها، ويسبغ لها وضوءها، ويتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها، حتى ينال ثمرتها وبركتها وقوتها وراحتها.

ترك الصلاة تضييع لواحد من اهم أركان الإسلام.

ترك الصلاة تضييع لدينك فهى عماد الدين وبتركها وأنت جاحد لها فأنت خارج الملة.

ترك الصلاة حرمان من راحة البال وقرة العين فقد قال النبي صل الله عليه وسلم ” وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ”، كما كان ينادي ” يَا بِلالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلاةِ”.

ترك الصلاة يعني انتظارا لعذاب لا قبل لنا به فقد قال رب العزة ” مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ” (المدثر / آية42 و43)، كما قال فيها ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ” (المرسلات / آية 48 و49).

حتى الكسل في الصلاة هو من الأمور المكروهة فيها والتي لها عقابها فيجب أن تكن نشيطًا مقبلًا عليها، فقد قال رب العزة في ذلك ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا” ( النساء / 142 ).

ترك الصلاة يورث ضيق الصدر والشقاء والضنك فقد قال عنها جل وعلى ” فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَـوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيًّا” ( مريم / آية 59 ).

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مستقراً، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، اللهم من أوقع الفتنة بين المسلمين اللهم من أوقع الفتنة بين المسلمين يريد تشتيت جماعتهم، وتفريق شملهم، اللهم اجعل كيده في نحره.