فن الخطابة من فنون الأدب، التي تقوم على الحكمة والموعظة، كذلك تقوم على ارشاد الآخرين، وكذلك هي من الفنون التي لا يتقنها الجميع، حيث يجب ان يكون له القدرة على اقناع المسمعين للخطبة، وذلك لان الهدف الرئيسي للخطبة هو التأثير على الاخرين وذلك بدعوتهم للطريق المستقيم والحق المبين وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.
صفات الخطيب
هناك بعض الصفات التي يجب ان يتصف بها الخطيب أثناء القائه الخطبة وهي:
ـ يجب ان يتمتع الخطيب بثقافة واسعة، فيجبان يطلع على علوم القران الكريم، والحديث الشريف، ويجب ان يكون الحديث مطابق لهذه العلوم لان أي تناقض يلاحظه المستمع.
ـ ان يطابق حديثه افعاله، ويجب ان يكون صادقا في تطبيقه للشريعة الاسلامية، وذلك قبل ان يعطي النصح للناس.
ـ يجب ان يكون عنده علم كافي باللغة، حتى لا يقع في الاخطاء اللغوية والنحوية، وكذلك يكون عنده احاطة بكثير من الكلمات والمعاني حتى يتمكن من صياغة الجمل بشكل صحيح.
ـ ان يكون عنده ثقة في نفسه ويكون عنده القدرة على القاء الخطبة امام الناس دون قلق او ضعف.
ـ ان يكون عنده امانة علمية عند تقديم المعلومات ويكون من مصدرها الصحيح.
ـ ان تكون الخطبة متضمنة لهدف سامي لإيصالها للجمهور.
ـ يجب ان يتعلم الكلام قبل ان يلقيه على الناس فرارا من السخرية التي ممكن ان تطفئ الحماس بداخل الخطيب.
ـ ان يكون عنده حسن الهندام حتى يجب احترامه.
ـ ان يقوم باستخدام لغة الجسد فلا يكون ثابتا جامدا، حيث ان لغفة الجسد تشمل حركات اليدين وتعبيرات الوجه وكذلك العيون.
ـ ان لا ينظر لشخص بعينه حتى لا يشعر هذا الشخص بانه خارج اطار الجلسة، والغير يشعر ان الخطبة موجه له، لذلك يجب يقوم الخطيب بتوزيع نظراته على الجميع.
ـ ان يتميز بالصوت الجهوري الذي يصل للجميع، مع امكانية تغيير ايقاع هذا الصوت بما يتناسب مع الموضوع، على سبيل المثال ان يخفض صوته عندما يتحدث عن كلام حزين، على النقيض ان يرفع صوته عند الحديث عن أمر الجهاد.
إعداد مرحلة ما قبل الخطبة
حيث انه يجب اتباع بعض من الامور للقيام بها قبل إعداد الخطبة وهي:
ـ ان تكون الغاية من الخطبة هي ابتغاء وجه الله تعالى.
ـ يجب ان يتم تعريف المستمعين بالخطيب قبل ان يقوم بإلقاء الخطبة، وان يعرف توجهاتهم وميولهم، وكذلك مدى حاجتهم للخطبة، وما هي الاستفادة التي يجنوها من الخطبة.
ـ يجب ان يحدد موضوع الخطبة، ويفضل ان يكون موضوع واحدا مع اختيار عنوان جذاب.
ـ ان يكون هناك تخطيط وعناصر، حيث انه يجب ان يصف المعلومات ويتم ترتيبها تحت عناوين اساسية وفرعية .
ـ يجب على الخطيب ان يحفظ الخطبة بشكل سليم، وليس حفظ قوالب لغوية، حيث هناك عيوب لخطيب الورقة:
1ـ يكون صوته رتيب وممل يدعو للفتور.
2ـ انه ينشغل بالورقة اكثر من الخطبة واهدافها.
3ـ انه يتعثر وخاصة اذا خرج عن الورقة واراد العودة.
4ـ انه يكون ذات هيئة متجمدة لا تتغير.
5ـ ان المستمعين يشعرون بانه يلقي تجربة.
ـ عدم القاء افكار معلبة بل يجب اعادة صياغتها بأسلوب الخطيب.
مرحلة أثناء الخطبة
حيث ان الكلمة تتكون من عناصر وهي ما تسمى بقطار الافكار، حيث ان بارو يقول( ان المقصود هو محاولة ربط أفكار الكلمة بشيء مألوف نتذكرها به).
اولا: المقدمة
يجب ان تكون المقدمة، جاذبة للانتباه، وتربط الموضوع بمتطلبات المستمعين، وكذلك يجب ذكر الفكرة المحورية وتلخيص نقاطها الرئيسية، كم انها تشمل على الاقوال المأثورة وطرح الأسئلة، مع امكانية الاستغناء عنها حيث لا يؤثر في الخطبة وصحتها.
ثانيا: الموضوع
وهو العرض الذي لا يمكن الاستغناء عنه نهائيا، ويجب ان يكون الموضوع مترابط الأفكار، ذو مركز لا يخرج عن الموضوع، كما يجب ان يكون الانتقال هادئ بين الافكار، وان يعرض من المهم للأهم، ومن العام للخاص.
ثالثا: الخاتمة
يجب ان تكون الخاتمة مجمعة لأفكار الكلمة، كما يجبان تعيد التركيز على الفكرة المحورية، لكي تترك شيء يتعلق بذهن المستمعين، فهي تلخيص أهم ما تضمنه الخطبة، وان تكون شاملة على عبارات قوية تهز مشاعر المستمعين، حتى يكون عندهم الرغبة في الاستزادة.
خصائص الخطابة
ـ ان يكون الاقناع بالدليل ، وكذلك استخدام الحجة الواضحة، مع الموعظة الحسنة.
ـ الميل للوضوح الذي يبين ويوضح قصد الخطيب من خطبته.
ـ ان تكون بعيدة عن التضليل والعبارات الغامضة.
ـ ان يكون محتوى الخطبة واضح وسهل.
ـ ان يستخدم في نقل رسالة الخطبة للجمهور المجاز.
ـ ان لا يكون هناك تكلف وتصنع في الخطبة قدر الامكان.
ـ ان يكون هناك وسطية بين الايجاز والاطناب، فلا تكون طويلة تؤدي للملل ولا قصيرة لا تعطي جوانب الحدث.
ـ ان يكون هناك صيغ متنوعة مستخدمة في الخطبة.
ـ يستخدم في الخطبة القصص القرآنية والتاريخية.