القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المُنزل على رسولنا محمد صلّ الله عليه وسلم، ويمتاز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بأنه محفوظ من التحريف، حفظه الله سبحانه وتعالى في صدور عباده، وهو آخر الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء والرسل، وخالِ من الأخطاء، ويعتبر القرآن الكريم من أكثر الكتب رقيًا من حيث القيمة اللغوية والدينية، فهو يجمع بين سطوره آيات تمتاز بالبيان والفصاحة والبلاغة، ويضم بين صفحاته ثلاثين جزءًا، تحتوي على 114 سورة مُصنفة إلى مكية ومدنية.
خصائص القرآن الكريم
استمر نزول القرآن الكريم على رسولنا محمد صلّ الله عليه وسلم على فترات خلال ثلاث وعشرين سنة، وهو كتاب الإعجاز والبيان، محفوظ في الصدور والسطور، يُعرف بأنه الكتاب المُتعبد بقراءته، ويتميز بالفصاحة والبيان والبلاغة، وأخذت اللغة العربية سجعها وعذوبتها من آيات القرآن الكريم.
تمتاز آيات القرآن الكريم بأنها محكمة ومُفصلة، ومواكبة لكافة الظروف والأزمنة، حيث يخاطب القرآن كافة الأجيال، وله أهمية كبرى حيث أنه :
ـ مصدر لمعرفة الأحكام الشرعية جميعها.
ـ يحظى بقدسية خاصة في نفوس المسلمين لأنه كلام الله سبحانه وتعالى.
ـ له الفضل في توحيد اللغة العربية وتطويرها، ويعتبر المؤسس الأول لها.
ـ يتخذه المسلم وسيلة لبث الطمأنينة والأمن في نفسه.
ـ يعتبر القرآن دستورًا للحياة خالدًا إلى يوم القيامة.
ـ وسيلة لهداية المسلم، وإرشاده إلى الطريق الصحيح.
ـ وسيلة لتعليم المسلمين بكافة العبادات.
ـ يرشد المسلم إلى كل ما يتعلق بالمعاملات والأخلاق.
ـ يعتبر مصدرًا لأحكام العقائد كالصوم والعبادات والحج وغيرها.
ـ يعتبر كتابًا شاملًا لكل ما جاء في الكتب السماوية السابقة له.
نصائح تساعد على حفظ القرآن الكريم
ـ لابد من اختيار الطريقة الصحيحة للحفظ والتي يفضلها الفرد وتقسيم الآيات على أيام وعمل أوقات للمراجعة.
ـ اختيار الوقت المناسب للحفظ، سواء كان بعد صلاة الفجر أو قبله أو بعد صلاة العصر، ويفضل أن يكون بعد فترة القيلولة، حيث أن الحفظ بعد اليقظة من النوم يكون أسرع وأقوى، لأنه يوافق صفاء الذهن دون الإنشغال في الأعمال اليومية.
ـ اختيار المكان المناسب للحفظ، ولابد أن يكون هذا المكان قليل المشتتات، حيث أن الحفظ في المسجد أفضل بكثير من الحفظ في بستان ممتلئ بالزهور والمناظر الرائعة.
ـ مراعاة التفرغ من كافة الأشياء التي تشغل العقل ليصبح الذهن متفرغًا فقط للحفظ.
ـ من الأفضل تناول بعض السكريات أثناء أو قبل الحفظ، حيث أن المكلف بالحفظ هو العقل، والعقل يتغذى على السكريات، كالتمر والزبيب.
ـ يجب ألا يكون الفرد عند بدء الحفظ شديد الجوع أو شديد التعب، لكنه يجب أن يكون في حالة طبيعية أو متوسطة، لأنه لا يجتمع بطن جائع مع عقل مستوعب في وقت واحد، فأفضل الأوقات هي أن يكون الذهن صافي ولا يفكر في أي شيء حتى الطعام.
طريقة حفظ القرآن الكريم
يمكن للفرد أن يحفظ القرآن الكريم بعمل جدول يومي للحفظ يختلف من فرد إلى آخر من الممكن أن يبدأ بحفظ آية واحدة وصولًا إلى حفظ صفحة أو صفحتين، ولكن لابد من مراعاة ألا يزيد الفرد على نفسه حتى لا يشعر بالإجهاد والملل، وتكون طريقة الحفظ الصحيحة كالتالي :
سماع القرآن الكريم والجزء المطلوب حفظه، بعد أن يقرر الفرد عدد الآيات التي يريد حفظها في كل يوم، عليه أن يستمع إلى تلك الآيات للعديد من المرات قبل البدء في حفظها بواسطة الشيخ المفضل، فمن الممكن وضع تطبيق على الجوال أو اللاب توب يحمل القرآن الكريم، ويقوم بتشغيل الآيات كثيرا، وذلك من أجل توثيق وضبط الألفاظ الخاصة بالحفظ وتهيئة الذهن لحفظها.
البدء في حفظ الجزء المختار، ويكون ذلك عن طريق :
ـ تقسم الآيات المطلوب حفظها يوميًا إلى أقسام أيضًا كل قسم لا يزيد عن سطر أو سطرين.
ـ تقرأ تلك الأسطر بالعين من 5 إلى 10 مرات دون أن يغيب نظر الفرد عن المصحف حتى وإن حفظها من أول مرة، فالهدف ليس الحفظ فقط، ولكن تثبيت الآيات في الذهن لغرض القدرة على استرجاعها بعد ذلك.
ـ حفظ الأسطر المختارة وإعادة الحفظ أكثر من مرة.
ـ إذا أخطأ الفرد في التسميع أثناء الحفظ لا يعيد الأسطر جميعها ولكن يعيد الكلمة أو السطر الذي أخطأ فيه أكثر من مرة، ليروض اللسان على الحفظ.
ـ يُسمع الفرد ما حفظه من الآيات لينتقل إلى الجزء الثاني ويكرر ما قام بفعله.
النسخ لما تم حفظه، بعد القراءة والحفظ، لابد أن يقوم الفرد بنسخ آيات القرآن التي حفظها في دفتر صغير لديه دون أن ينظر في المصحف، وبعدها يبدأ في المقارنة بين ما حفظه وما وجد في المصحف لتفادي أي أخطاء بعد ذلك، لأن تلك الخطوة لها دور كبير في زيادة تأكيد الحفظ لدى الفرد.
التكرار، بعد حفظ الجزء المطلوب حفظه من اليوم كاملًا على الفرد أن يقوم بإعادة التسميع لنفسه والقراءة لهذا الجزء أكبر عدد ممكن من المرات، لأن التكرار يساعد على تثبيت الشيء أكثر وأكثر، ومحاولة قراءته في كل يوم قبل البدء في الجزء الجديد.
المراجعة، تُعد من أهم النقط في حفظ القرآن الكريم، سواء كان بمراجعة الجزء القديم الذي تم حفظه أو مراجعة الجزء الجديد، فالمراجعة للجزء القديم لابد أن تكون بصورة أسبوعية، يعطي فيها الفرد لنفسه إجازة من الحفظ الجديد ويراجع ما تم حفظه، ويكون بالقراءة السريعة للجزء القديم أولًا ثم البدء في مراجعته بالتسميع للتعرف على الأخطاء وتجنب النسيان.