العروة الوثقى هي قول لا اله إلا الله ، هي الإسلام  ، هي كلمة التقوى ، هي الإيمان ، هي القرآن العظيم ، فلها أسماء كثيرة ومعاني كثيرة ، ولكن كلها تؤدي إلى حب الله ، وإلى التمسك بما يرضي الله بكل أعمال هذه المعاني ، التي تؤدي إلى دخول الجنة ، إذا  نستطيع  أن نقول أن العروة الوثقى هي الكفر بأولياء الشيطان ، والتمسك بكل ما جاء من تعاليم القرآن الكريم ، وإتباع الإيمان.

تعريف العروة الوثقى

العروة الوثقى جاء ذكرها في القرآن الكريم في موضعين اثنين هما:

– في سورة البقرة ، الآية (256) في قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم)

– وفي سورة لقمان ، الآية (22) في قوله تعالى:) وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)

– كما جاء في السنة النبوية ذكر العروة الوثقى في حديث أخرجه البخاري (3813) ومسلم (2484)عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ  قال: (كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ  ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ  ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ  ، فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ ، فَتَحَدَّثْنَا  ، فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ : إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ قَالَ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا. قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ ، رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ ، رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ – ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا – وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ ، فَقِيلَ لِي : ارْقَهْ . فَقُلْتُ لَهُ : لَا أَسْتَطِيعُ . فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ – قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَالْمِنْصَفُ الْخَادِمُ – فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي  ، وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ  ، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى الْعَمُودِ ، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ ، فَقِيلَ لِيَ : اسْتَمْسِكْ . فَلَقَدْ اسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي . فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ  ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ  ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ . قَالَ : وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَام)ٍ

ما هي  شروط العروة الوثقى

تقوم العروة الوثقى  ( لا إله إلا الله)  على شرطين أساسين  لابد منهما ، ولا يمكن أن يقوم شرط دون الآخر  ، ونستطيع أن نوضحهما هنا.

1- أولهما النفي القاطع بأن لا معبود ولا إله ، ولا رب غير الله ، تقدم له العبادة ، سبحانه وتعالى.

2- الثاني إثبات أن الله سبحانه وتعالى لإله غيره المستحق للعبادة لا شريك له.

ما معنى العروة الوثقى عند السلف الصالح

أوضحها السلف الصالح بأسماء كثيرة ولكنها تدل على معنى وهدف واحد:

– فقال ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك : يعني لا إله إلا الله .

– وقال أنس بن مالك : القرآن .

– وقال مجاهد: الإيمان .

– وقال السدي : هو الإسلام .

– وعن سالم بن أبي الجعد : هو الحب في الله والبغض في الله .

وقد أوضح الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة أية(256) إنه لا يجوز إجبار أحد على الدخول في الدين الإسلامي  ، فالدين كل أموره واضحة لا يحتاج  إلى براهين  ، فمن أراد الله أن يهدي أحد فيشرح صدره للإسلام ، وينير له طريق الهداية ، وينير له بصيرته ، فيدخل الإسلام وهو على بينة من أمور دينه ، ولكن والعياذ بالله من ختم الله على قلبه وأعمى بصيرته فلا يفيده الإجبار ولا الدخول في دين الله بالإكراه.

وجاءت العروة الوثقى هنا لتوضيح إن من كفر بالطاغوت  أي أبتعد عن الأوثان والشياطين وعن كل ما يعبد من دون الله وتمسك بعبادة الله  وحده وشهد أن لا إله إلا الله وتمسك بالإيمان وثبت على الصراط المستقيم فذلك الذي أستمسك بالعروة الوثقى.

الوسوم
تفسير الايات