تعد الصلاة أحد أهم أركان الإسلام الخمس ، وهي عماد الدين وأساسه ومن تركها عمدًا فهو كافر بإجماع جميع الفقهاء .
تعريف الصلاة
الصلاة في اللغة بمعنى الدعاء بالخير قال الله تعالى وصلِّ عليهم أي أدعو لهم ، وأنزل رحمتك عليهم ، ومعنى الصلاة الاصطلاحي عند الفقهاء هي الأقوال والأفعال المفتتحة بالتكبير والمختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة وهذا التعريف يشمل كل صلاة مفتتحة بالتكبيرة الإحرام ومختتمة بالسلام ويخرج عنه سجود التلاوة وهو سجدة واحدة عند سماع آية من القرآن الكريم المشتملة على ما يترتب عليه ذلك السجود من غير تكبير أو سلام وهذا السجود لا يُقال عنه صلاة عند المذهب الخنفي والشافعي .
المالكية والحنابلة : عرفوا الصلاة بأنها قربة فعلية ، ذات إحرام وسلام أو سجود فقط والمراد بالقربة ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى والمراد بقولهم فعلية ما يشمل أفعال الجوارح من ركوع وسجود وفعل اللسان من قراءة وتسبيح وعمل القلب من خشوع وخضوع ولم يختلف مهم الخنفية والشافعية في المعنى إنما الخلاف كان في السجود فقط صلاة شرعية .
أنواع الصلاة
للصلاة أنواع مبينة في المذاهب :
-الخنفية : قالوا الصلاة أربع أنواع الأول الصلاة المفروضة فرض العين كالصلوات الخمس ، والثاني الصلاة المفروضة فرض كفاية كصلاة الجنازة والثالث الصلاة الواجبة وهي : صلاة الوتر : وقضاء النوافل التي فسدت بعد الشروع فيها ، وصلاة العيدين ، والرابع الصلاة النافلة سواء كانت مسنونة أو مندوبة أما سجدة التلاوة فليست بصلاة عند الحنفية .
-المالكية : قسموا الصلاة لخمس أقسام ، وهذا لأنها إما أن تكون مشتملة على ركوع وسجود وقراءة وإحرام وسلام أولًا والقسم الثاني تحته ثلاثة أقسام الأول الصلوات الخمس المفروضة ، والثاني السنن والنوافل ، والثالث الرغيبة وهي صلاة ركعتي الفجر والقسم الثاني تحته قسمان أحدهما ما اشتمل على سجود فقط وهو سجود التلاوة ثانيهما ما اشتمل على تكبير وسلام ، وليس فيه ركوع وهو صلاة الجنازة .
-الشافعية : قسموا الصلاة لنوعين أحدهما الصلاة المشتملة على ركوع وسجود وقراءة وتحت هذا قسمان الصلوات الخمس المفروضة والصلاة النافلة وثانيهما الصلاة الخالية من الركوع والسجود ولكنها مشتملة على التكبير والقراءة والسلام ، وهي صلاة الجنازة وليس عند الشافعية صلاة واجبة ولا صلاة رقيبة ولا يسمون سجود التلاوة صلاة .
-الحنابلة : قالوا تنقسم الصلاة لأربع أقسام الصلاة المشتملة على الركوع والسجود والإحرام والسلام وتحت هذا قسمان الصلوات الخمس المفروضة والصلوات المسنونة والقسم الثالث الصلاة المشتملة على تكبير وسلام وقراءة ، وليس فيها ركوع وسجود وهي صلاة الجنازة ، والقسم الرابع الصلاة المشتملة على السجود فقط ، وهي سجود التلاوة فإنه صلاة عند الحنابلة كما يقول المالكية .
المحافظة على الصلاة
قال الله تعالى في كتابة الكريم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} سورة المؤمنون ، فالصلاة سببًا للفلاح في الدنيا والآخرة فالمحافظة على الصلاة من صفات عباد الله المتقين الذين يحرصون على المداومة على الصلاة وإقامتها في وقتها المحدد لها وتقديم الصلاة على البيع والتجارة ومشاغل الحياة وأيضًا أداة الصلاة وفقًا للسنة النبوية الشريفة وتعاليم الرسول صلّ الله عليه وسلم .
-شبه الرسول صلّ الله عليه وسلم الصلاة بنهر نغتسل فيه كل يوم خمس مرات في اليوم والليلة وهو تشبيه في غاية البلاغة والقوة لأن الصلاة تغسل المسلم من كل الهموم والذنوب والزلات فهي تشبه النهر الذي يحتوي على الماء الصافي النقي المطهر للأبدان فهي تكفر عن المسلمين الذنوب والخطايا .
-كما أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي هي حصن المسلم المتين والقوي ضد ما تميل إليه نفسه من شهوات وفتن في الدنيا حيث أن المسلم دائم التعرض في حياته للفتن والإغراء باستمرار ولكن الصلاة توثق صلة العبد بربه وتقوي إيمانه وتجعله يقاوم مغريات الحياة .
-تقوي الصلاة الصلة بين العبد وربه وتجعله دائم الصلة معه حتى يستشعر بلذة القرب وطعم الوصل تجد المسلم المنقطع عن الصلاة تائه بعيدًا عن ربه وحفظه له ، كما أن الملائكة تجتمع في الصلوات وخاصة العصر والفجر وتنزل السكينة على قلوب المسلمين وتتغشاهم بالرحمة .
-الصلاة تزيد من بركة العمر والمال والولد ولا يكون من هم في عهد الله وأمانه وحفظه إلا من يقيم الصلاة .