الإسلام دين المحبة ،و الرحمة ،و قد وضع لنا الكثير من المبادئ التي ساهمت في استقرار الأمة الإسلامة ،و توطيد العلاقات الطيبة بين أبنائها ،و من أبرز المبادئ التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية ،و حرصت على غرسها هي مبادئ الأخوة ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على مفهوم الأخوة في الإسلام ،و أسباب الإهتمام بها فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة .
أولاً ما هو مفهوم الأخوة في الإسلام ..؟ الأخوة تعني المحبة ،و الترابط ،و ذلك من أجل التعاون على فعل الخير من أجل تحقيق مصلحة أو هدف معين ،و قد أوضح لنا المولى سبحانه و تعالى ذلك في كتابه العزيز ،و هنا نتذكر قول الله عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) صدق الله العظيم .. ،و من أبرز مظاهر الأخوة في الإسلام ما يلي :-
* التكافل بين أبناء الأمة الإسلامية ،و حرص المسلم على الوقوف بجانب أخاه المسلم في الكثير من المواقف و الظروف .
* محاولة المسلم لإبعاد الكرب ،و الهم عن أخاه المسلم ،و إن كانت بحاجة إلى مساعدة ماليه للخروج من ضائقة أو أزمة لا يبخل المسلم على أخاه بذلك ،و جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على الثواب ،و الأجر العظيم الذي سيجنيه المسلم إذا فعل ذلك .. و نذكر منها هذا الحديث الشريف .. ( عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) صدق رسول الله صلى الله عليه
* دفع الظلم ،و مساعدته في تحقيق النصر ،و عدم الإستهزاء به أو التقليل من شأنه ،و يتضح ذلك من خلال هذا الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ، ولا يحقِرُهُ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* محافظة المسلم على شرف ،و عرض أخاه المسلم ،و الدفاع عنه .
* المسلم يحب الخير لأخوه المسلم ،و لا يتعامل معه بأنانية بل في كثير من الأحيان قد يفضل مصلحة أخوه المسلم على مصلحته الشخصية بعيداً عن التباغض .
أقرأ : 20 فائدة من سورة يوسف عليه السلام
ثانياً ما هي أهمية الأخوة بين المسلمين ..؟ للأخوة أهمية كبيرة في الإسلام ،و تتجلي هذه الأهمية في النقاط التالية :-
* الأخوة تجعل المسلمين أمة واحدة متماسكة ،و مترابطة يسعون لتحقيق أهداف مشتركة ،و هي الدفاع عن دين الله ،و نشره ،و الفوز برضى الله سبحانه و تعالى ،و محبته ،و قد أوضح القرآن الكريمة ضرورة الإعتصمام ،و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) صدق الله العظيم . و الإعتصام يزيد قوة المسلمين و يعزز هيبتهم ،و مكانتهم ،و يعتبر أيضاً سبب أساسي للنصر في الكثير من المعارك ،و الحروب عكس الفرقة التي تؤدي إلى انتشار الكراهية ،و التباغض ،و الضعف .
* الأخوة سبب في نشر المحبة ،و الرحمة ،و التكافل ،و التعاون على فعل الخير ،و المعروف ،و دفع الضرر ،و هذا ما يسهم في القضاء على الكثير من الآفات ،و المشكلات التي قد تؤثر بالسلب على مصلحة المجتمع الإسلامي .