يعرف العمل بأنه نشاطٍ جسديٍ يبذل من خلاله مجهودا، أو أداء مهمة مقابل أجر، ويهدف إلى تحقيق إنجاز أو إنتاج شيئا ما، واتفق الفقهاء على تعريف العمل في الدين الإسلامي مجهود يبذله الشخص في مجال بغرض تحقيقِ مصلحة شخصيّة، وإنتاج منتجٍ يأتي ثمرةٍ لذلك الجهد الذي بذل، وتحقق من خلاله النفع للناس.
وقد عظم الإسلام من قيمة العمل وفق قاعدة أساسية تري أنه بحسب قدر العمل يكون الجزاء، وسير الأنبياء أفضل وأعظم خلق الله كلهم تزخر بالإشارات والدلائل على أنهم كانوا يعملون ويأكلون مما تنتجه أيديهم، ولأهمية العمل في بناء أي مجتمع حث الإسلام عليه كونه دينا يراعى فطرة البشر وضروريات حياتهم، فلم يضيق في كسب الرزق من أي عمل مادام ملتزما بشروط العمل الحلال.
مفهوم العمل في الإسلام
عرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة العمل اللائق، بأنه ذلك العمل الذي يحترم حقوق الفرد الأساسية كونه إنسان، ويحترم حقوق العاملين في إطار قواعد الأمان، وأجور مُجزية وفق معايير محددة، مع ضرورة مراعاة السلامة الجسدية والعقلية للعامل أثناء تأدية الوظيفة.
ومن التعريف السابق للعمل اللائق، والذي يكاد يتطابق مع المفهوم الذي صاغه فقهاء الدين الإسلامي واستخلصوه من المعنى العام وفهم الإسلام الخاص للعمل، نكتشف مدى عظمة هذا الدين الحنيف الذي لم يترك حق من الحقوق الإنسانية إلا وأفاض فيها، وخاطب الناس بضرورة مراعاتها حتى يستقيم أمر الحياة.
فقد عرف الإسلام العمل بأنه كل جهد لا يتعارض أو يتنافى مع الشرع، بهدف الحصول على منفعة مشروعة، للحصول على رزق يسد حاجته ويغنيه عن السؤال وتحقيق كرامته، ويمكنه من القيام بواجباته، ومساهمته في بناء المجتمع الذي يعيش فيه، ويعمل من أجل عمرانه كأحد مقاصد الشرع، وقسم الإسلام هذا الجهد إلى جهد بدني جسمي، وفكري ومعنوي، ومن اهتمام الإسلام بالعمل، وأطر الإسلام كل ذلك، بحقوق للعامل ولصاحب العمل، ووضع هذا الفهم في إطار عام من عدم التعارض مع شريعة الدين الإسلامي.
أهمية العمل في الإسلام
وضع الإسلام العمل في مكانة عالية تقارب العبادة، كونه سببا من أسباب القضاء على الفساد والانحلال، وأداة ووسيلة لتعمير الكون، وقد حث الإسلام على العمل، وهناك العديد من الآيات الكريمة في كتاب الله، والتي تبين فضل وأهمية العمل والسعي في طلب الرزق، كما اهتمت السنة النبوية المشرفة بالعمل، ويوجد العديد من الأحاديث التي توضح قيمة العمل وأهميته للمسلم في الدنيا والآخرة، وضرورة الكسب الحلال الذي يضمن حياة كريمة، وحذّر من التّقاعس والتكاسل عن العمل، كما حذر من الاتكال على الغير في تأمين القوتِ.
فوائد العمل في حياة الفرد
وللعمل أهمية كبرى وفوائد كثيرة في حياة الفرد تتحقق له، بالتزامن مع تحقيق الأهمية للمجتمع، ومن هذه الفوائد
1 – تنمية القدرات والمهارات وبناء الشخصية.
2- توفير مصدر للرزق الحلال، وبناء حياة كريمة.
3- يعتبر العمل أحد المصادر الكبرى التي تحقق السعادة للفرد، كونه يشبع حاجاته النفسية والاجتماعية.
4- تلبية حاجات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية.
5- تحقيق التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.
6- المساهمة في تقدم المجتمع وتطوره.
أخلاقيات العمل في الإسلام
اهتم الأسلام بالعمل ووضعَ أُسُساً أخلاقيّة يقوم ويبني عليها، ومن أهم هذه الأخلاقيات، ما يلي:
1 – الاهتمام بحقوق العُمّال، من حيث إعطاء أجر مناسب للعمل والجهد الذي يبذله العامل.
2- إعطاء الأجر بعد انتهاء العمل، وعدم المُماطلة في دفعه للعامل أو الأجير.
3- مناسبة العمل للعامل من حيث قواه البدنية وعمره.
4- الصّدق والاتقان في العمل.
5- الأمانة والشعور الدائم برقابة المولى عز وجل.