يحتاج البناء الخاص بالشخصية الإسلامية في الأساس إلى عدة عناصر ، و مقومات متعددة ، و ذلك من أجل التحديد الخاص بالمعالم الشخصية له ، حيث أنه ، و من المعروف أن عناصر الشخصية هي المسئولة عن تحديد الهوية ، و طبيعة السلوك بل ، و طريقة تعامل ، و تعاطي الشخصية مع الشئون ، و الأمور الحياتية المختلفة ، هذا إضافةً إلى تأثيرها العالي عليها في المواقف ، و النشاطات المختلفة المختلفة لها ، حيث تؤثر التربية ، و من الأساس ، و بشكل كبير في ذلك البناء الخاص بشخصية الأطفال بل ، و في قدرتهم فيما بعد على التعامل مع الأمور المتعددة في حياتهم ، و الشخصية الإسلامية هي تلك الشخصية التي يكون لها عدداً من الصفات ، و العلامات المميزة لها بل ، و المحددة للإطار الخاص بها مثل الإيمان بالمولى جل شأنه علاوة على الالتزام بأوامره مع الابتعاد ، و الاجتناب عن نواهيه ، و لذلك فإن الشخصية الإسلامية تحديداً تتميز عن غيرها من أنواع الشخصيات بوجود العديد من العناصر الخاصة بها ، و التي تنفرد هي بها ، و التي تكون وظيفتها الأساسية هي العمل على تمييزها عن غيرها من الشخصيات هذا علاوة إلى تفاعل كل تلك المقومات ، و العناصر الخاصة بالشخصية الإسلامية مع بعضها البعض من أجل إعطاء الصورة الشديدة التميز في النهاية للشخصية الإسلامية .
العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية :- يوجد عدد من العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية ، و هي :-
أولاً :- الفكر :- و هو المقصود به تلك القاعدة التي سوف تبنى عليها العناصر الأخرى ، و لذلك فإن الفكر من أهم العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية ، حيث يوجد العديد من الأمور التي تؤثر على بناء الفكر ، و بالتالي تؤثر في شخصية الفرد المسلم ، و تجعله قوياً متمكناً من مواجهة أي فكر غير صحيح أو سليم ، حيث أن أسلوب التفكير ما هو إلا تلك الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع الأحداث ، و النشاطات المختلفة ، حيث أنه في حالة تمييز الفكر الخاص بالفرد المسلم بالعقلانية فذلك معناه أنه قد تحرر من سيطرة المادة ، و أصبح لدى الفرد المسلم القدرة العالية على إدراك المعاني ، و القيم الروحية .
ثانياً :- العقيدة :- و هي لها دوراً غير محدود في بناء الشخصية الإسلامية ، و ذلك يرجع إلى تفسيرها للعديد من الأمور الحياتية الخاصة بالفرد المسلم ، و هي تعد الأساس لكل المواقف ، و السلوكيات ، و العلاقات الاجتماعية ، و التي يصدر الفرد المسلم الحكم على الأشياء بناءا على أحكامها ، حيث أن الفرد المسلم يبني رؤيته الحياتية للأشياء على أساس الإيمان بالله جل شأنه ، و الالتزام بأوامره ، و التقرب إليه مع الابتعاد عن نواهيه .
ثالثاً :- الثقافة :- للثقافة دور شديد الأهمية للفرد المسلم ، و ذلك لما تعنيه إليه من معرفة بالعديد من الأمور الخاصة بالحياة بل أنها تقوم بدفعه إلى الارتقاء بسلوكه ، و الثقافة الإسلامية في الأساس هي ثقافة مرتبطة بالعقيدة ، و بطريقة التفكير ، حيث أنها تعني للفرد المسلم قاعدة فهم الأمور الحياتية بل ، و كيفية التعامل السليم ، و الصحيح معها .
رابعاً :- العاطفة :- وهي المقصود بها تلك العلاقة التي تكون فيما بين العبد المسلم ، و ربه جل شأنه إضافة إلى الناس ، و الأشياء المحيطة به ، و العواطف الإسلامية هي عبارة عن تلك العواطف السامية ، و النقية ، و البعيدة كل الابتعاد عن العدوانية أو الانحراف أو التعصب ، و ذلك يرجع إلى ارتباطها في الأساس بفكرة التوحيد ، و الإيمان بالمولى عز وجل ، حيث يبني المسلم عاطفته في الأساس على أساس حبه لله جل شأنه مع الالتزام بتعاليم ، و أحكام الدين الإسلامي السمحة ، و الراقية ، حيث أن مفهوم العاطفة في الإسلام يتميز باعتماده على سلامة العقل ، و ضبط المشاعر الخاصة بالفرد المسلم ، و انفعالاته علاوة على ارتباطها المباشرة بالعقيدة .
خامساً :- الإرادة :- تعد الإرادة من أحد العناصر الهامة ، و التي يتمكن الفرد المسلم من خلالها السيطرة على الشخصية الخاصة به ، و ذلك وفقاً لمنهجاً سليماً ، و صحيحاً يجعله شديد المنعة عن فعل المحرمات أو المعاصي بل ، ويوفر له القوة التي يحتاجها من أجل أن يتحمل المصاعب أو المحن بل ، و تجعله ذلك الفرد القادر على تحمل المصاعب أو المحن بل تجعله ذلك الفرد القادر علة تحمل مسئوليته ، ومهامه الموكلة إليه مهما كانت ثقيلة ، و صعبة .
سادساً :- المقياس الإيماني للسلوك :- تعد الشخصية الإسلامية في الأساس هي تلك الشخصية ذات المقياس السلوكي الواضح ، حيث لا يقدم الفرد المؤمن على أي عمل يؤدي به إلى غضب المولى عز وجل ، و ذلك يرجع إلى قيامه بقياس أفعاله أو تصرفاته المختلفة بميزان الشريعة ، و لذلك فهو لا يؤذي الأخرين بل يصبح ذلك الفرد الإيجابي في تعامله مع من حوله نظراً لأن مخافة المولى جل شأنه لديه فوق أي اعتبار أخر .