في ظل حياة الإنسان اليومية يجد نفسه يمر بالعديد من ألوان الأحداث أو الموافق منها المفرح و منها السيئ و منها الحزين ، حتى لا يكاد حياة أياً منا من المصائب و الكروب و الأفراح و لكن يبقى أقصى ما فيها و أصعب ما تمر به خلالها هو الكرب و الذي يرتبط داخلنا بكل ما هو مرير ومؤلم و محزن ، و الكرب هو من تلك المفردات التي تترك واقعاً شديد السلبية و الألم في أذان من سمعها ، حيث أن كلمة حزن هي الواقع السلبي المعنوي المؤلم ، ولذلك فإن تعريف كلمة كرب هو ذلك التعريف الذي يعني الهموم و الألم و الحزن و المصيبة في نفس الإنسان ومن ناحية معنوياته الداخلية ولذلك فإننا عندما نقوم بوصف مكروب فإننا نقول هذا الذي أصابه الكرب أي الإنسان ومن ضمن تعريفات مصطلح الكرب لدى البعض فهو مفهوم يعني الحبل الذي يتم شده من ناحيتان ، حيث مقدار الضغط الهائل الذي يتعرض له جسم ذلك الحبل وهذا هو الشعور المحزن أو المؤلم الذي يراهم الإنسان حين يصيبه كرب فإنه داخلياً يشعر أنه يتمزق بقوة و يتألم بشدة ، ويعاني من الحزن معاناة هائلة و للكروب العديد من الأنواع فهناك الكروب التي تصيب الإنسان في حياته الاجتماعية الشخصية كمشاكل عائلته وأقاربه و جيرانه و تلك الكروب المادية أي من ناحية الماديات أي الناحية الاقتصادية له وهي الخاصة بمصروفاته أو دخله المادي أو ديون أو أسعار أسهم في البورصة أو أرباح أعماله أو ممتلكاته و غيرها أو الكروب الجسدية أي أن يصيب الإنسان المصيبة أو المرض في صحته كأن يصاب بمرض خطير نسب العلاج له ضعيفة أو أن يفقد حاسة من حواسه الجسدية ، أو أن يكتشف أنه عقيم لا يستطيع الإنجاب و غيرها من أنواع الكروب الجسدية أو الكروب المجتمعية أي أن تمر دولته أو أمته بمحن و هزائم واقعها السيئ على جميع أفراد و جماعات أفراد و جماعات أمته أو مجتمعه .

كيفية معاجلة ومحاربة أعراض الكروب :- حيث لابد للإنسان أن يقاوم و لا يستسلم مهما كانت شدة الكروب أو الابتلاءات فلابد له من الصمود بوجهها و العمل على دفع أعراضها السلبية عنه و عن مجتمعه و التقليل من الأمها و أوجاعها النفسية عليه ، حيث يجب أن يتحلى الإنسان بالصبر و الحكمة و الثبات في مواجهة الكرب أو البلاء الذي وقع عليه أو على مجتمعه  أو على عائلته و ما إلى غير ذلك من أنواع الكروب المتعددة لأنه إذا لم بفعل الإنسان ذلك فإنه سوف يكون معرضاً بشكل كبير إلى تراكم الأحزان داخله مما يدفعه إلى الاكتئاب أو الانكسار و لعل ما نراه في مجتمعنا حالياً لهو خير دليل على ذلك إذا زادت نسبة الإصابة بالأمراض النفسية و أمراض الاكتئاب و أنواعه المختلفة مما ينتج عنه ضعف مناعة الجسن و هجوم الأمراض المختلفة عليه و سيطر الآخرين على نفسه و تصبح وقتها الحياة ما هي إلا أوقات يقضيها كي ينام فقط و يتجرع مرارتها ، حيث قد أثبتت الأبحاث العلمية على تأثير الحالة النفسية على الإنسان بشكل كبير في وظائف الجسم المختلفة و على مدى إصابته بالأمراض المختلفة ، لذا يجب عليه أن يطرد الأفكار و الأحزان من داخله في البداية وأن يبدأ بإدخال السعادة إلى نفسه مما  سيعطيه القوة و الإرادة على المقاومة و الصمود و البدء في التجاوز لكل تلك الكروب والنجاح ، حيث أن النجاح هو يجلب السعادة ، ويجب على الإنسان أن يكون دائماً مستعد  قوياً و صامداً على مقاومة الأحزان و الكروب بشتى صورها و أشكالها و أن يعمل على تعلم أن يتقبلها و يدرك أن أتى لكي يذهب ولم يأتي ليبقى و أن  من تلك الأحزان و الكروب سعادته و يخرج بعد أن يتجاوزها أقوى مما كان عليه و ليطبق قول المولى عز وجل ( أستعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين ) إذاً فسلاحه سيكون الصبر و التجاور و الرجاء من الله و الرضا بما قسمه الله و ليس الاستسلام و الركوع للأحزان و التحطم في مواجهتها مما سيزيد من ألامها و أثارها السلبية على نفسه وروحه فتصبح مريضة ضعيفة مفتته لا تقدر على فغل شيء أو مقاومة أي شيء يواجهها في الحياة .