الأنانية من اهم الأمور التي تشغل علماء النفس وذلك لما لها من انعكاس كبير على شخصية الإنسان ، فتنعكس على أفعاله وردود أفعاله وتصرفاته خلال حياته اليومية ، تعتبر الأنانية من النظريات النفسية التي قد تكون دافع وراء سعي الإنسان للبحث عن مصالحه النفسية على حساب الآخرين .
وتظهر الانانية حتى في المواقف ذات طابع انساني وتتطلب من الشخص العطاء ، فالشخص الأناني يبحث عن العوائد التي ستعود عليه في حال تقديم هذا العطاء وقد يحدث هذا الأمر بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ، فمن خلال الدراسات والبحوث التي اجريت على مجموعة من الأشخاص في سبيل معرفة كيفية سلوك الشخص الأناني اتضح الأتي :-
صفات الشخص الأناني :-
1- لا يرغب في أن يرى احد افضل منه :- ان الشخص الأناني لا يرغب في أن يرى أشخاصا افضل منه في نفس المكان ، فالإنسان الأناني لا يتحمل وجود أحد أعلى منه قدرا أو منزلة عند الناس ، وقد يرجع هذا نتيجة لضعف في شخصية الشخص الأناني ، وفي سبيل اخفاء ضعفه يعمل على انتقاد الأشخاص الآخرين ويعمل على اظهار نقاط ضعفهم وسلبياتهم بهدف تشويه صورهم أمام الآخرين .
2- العمل على تشويه صورة الآخرين :- من الأمور التي يلجأ إليها الشخص الأناني هي العمل على تشويه الشخص الأفضل منه خاصة في حال عدم قدرة الشخص الأناني في الوصول إلى ما وصل إليه الشخص الآخر ، هنا يقوم الشخص الأناني بنشر إشاعات وسلبيات وتوجيه انتقادات بهدف تشويه صورة الشخص الآخر وتبرير عدم قدرته على الحصول على نفس المكانة .
3- لا يهتم بمشاعر الآخرين :- الشخص الأناني اخر ما يشغل باله ما يشعر به الشخص الأخر ، فلا يهم مشاعر الناس مادام يحصل على منافعه الشخصية.
4- أول أولوياته هي راحته الذاتية :- الشخص الأناني لا يشغل باله بمشاكل الآخرين بل يكون سعيد بوقعهم في المشاكل ، وكل ما يهمه بالدرجة الأولي هو تحقيقه لراحته الشخصية حتى وان كانت على حساب الآخرين.
5- يتفاخر بعطائه :- في حال وان حدث وقد عطاء ذات مره يقوم الشخص الأناني بالتفاخر الدائم بهذا العطاء متجاهلنا شعور الأشخاص الذين وجه لهم العطاء.
6- يعطي بمقابل :- الشخص الأناني لا يمكن ان يعطي أحد دون ان يكون لهذا العطاء مقابل أو قضاء مصلحة خاصة .
الشخص الأناني هو الأكثر سعادة
وهنا يظهر تساؤل هلى الشخص الأناني شخص يتمتع سوي ويتخلى بالأخلاق ؟؟ وهل يشعل الشخص الأناني بأنه سعيد في حياته ؟؟
الإجابة عن هذا التساؤل يجب ان نتطرق لبعض الامور وأهمها هل الأنانية سلوك أخلاقي ام لا ؟؟ فالأخلاق يمكن أن تتمثل في كونها مجموعة من المبادئ والقواعد التي تحكم سلوك الإنسان وتقومه ، وهي من أخر المبادئ الت ينادى بها الإسلام وانه من الضروري الالتزام بالأخلاق الحميدة التي تصب في مصلحة الشخص ومصلحة الغير .
والأخلاق تنادي بأن تقدم مصلحة الغير وان تعطيها نفس الأهمية المساوية للمصلحة الذاتية ، فإذا كانت مصلحة الشخص الذاتية قد تجلب الضرر للآخرين من الأخلاق ان يتم التنازل عن هذه المصلحة حتى لا يتضرر احد ، وهذا الأمر يتنافى تماما مع السلوك الأناني فالشخص الأناني يقدم مصالحة الشخصية على مصالح الآخرين ولا يعنيه ان كانت ستسبب لهم الضرر ام لا .
وبالتالي الشخص الأناني يبحث دائما على تحقيق مصالحهم الشخصية حتى وان كان ذلك على حساب الغير ، وحتى ان تتطلب الأمر تشويه صورة الآخرين ونشر عيوبهم وسلبياتهم ، وبالتالي بالتأكيد فالسلوك الأناني ليس سلوك أخلاقي ومن يقوم به شخص غير سوى ، كما ان الشخص الأناني لا يمكن أن يكون سعيد في حياته فالشخص الذي يظل يراقب عيوب وأخطاء الآخرين وينشغل بها دون ان يبصر عيوبه وأخطأه لا يمكن ان ينعم بالسعادة فمن راقب الناس مات هما.