كلنا على موعد مع العيد عيد الأضحى المبارك ، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات ، بالتأكيد فينا الكثير من هم في فرحة بقدوم هذا العيد ، ويوجد فيما بيننا من هو مغموم وهو يستقبل العيد ، فهذه هي الدنيا أناس في راحة وآخرون في كبد وغم ومتاعب ، ولكن في النهاية الكل يستقبل العيد ، والكل يحاول قدر الإمكان الفرحة في العيد فانه عيد المسلمين ولابد من أن نشعر بروحانياته في جو من المرح والسعادة مهما كانت الظروف ، وهكذا كان حال الشعراء في كل العصور في استقبالهم للعيد ولذلك فنحن بصدد أن نقوم الآن بنشر ما قاله الشعراء العرب في العيد احتفالا و ابتهاجا به حتى وان كان منهم من كانت الدنيا قاسية عليه إلا انه بالفعل كان يكتب ويقول ما يريد من أشعار لاستقبال العيد
الشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد»
بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر
وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظر
ياليلة العيد كم في العيد من عبر *** لمن أراد رشاد العقل والبشر
الشاعر محمد الأسمر يقول في العيد
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
وقد قال المتنبي
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا
ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
وقال المتنبي أيضا
عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ *** بما مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ
أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــم *** فليـت دونـك بيـداً دونهـم بيـدُ
وقال الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين
يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ *** تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبـا
يا عيدُ عُدنْـا أعِدْنا للذي فرِحَتْ *** به الصغيراتُ من أحلامنا فخبـا
مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا *** مَنْ فَـرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا
لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ *** لنا يـداهُ ومـا أعطى وما وَهَبـا
من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها *** فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبـا
يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَـذَتْ *** منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا
وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُـم *** يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا
هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمـسِ تملؤُهُ *** بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا
وقال الشاعر محمد المشعان عن العيد
ماذا تقول لهذا العيد يا شاعر؟ *** أقول: يا عيد ألق الرحل أو غادر
ما أنت يا عيد والأتراح جاثمـة *** إلا سؤال سخيف مرَّ بالخاطـر
ما أنت يا عيد والعربان قد ثكلوا *** جمالهم والمراعي وانتهى الماطر ؟
ما أنت يا عيد في قوم يمر بهـم ** ركب الشعوب وهم في دهشة الحائر
وقال الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي وهو في حزنه وألمه وهو يستقبل العيد
أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة *** على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة *** وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان؟