البخل صفة حمقاء ، ومن يكون طبعه وصفته البخل يكرهه الناس، ولا يحبه المقربون منه، وهذا المرض أو هذه الصفة قد تصيب الإنسان خلال حياته ، فربما يكون كريما ويصيبه لعنة البخل، هذا حقيقي فبعد أن يكثر المال في يد بعض الأشخاص يتحول هذا المال للشخص من مال ينفق أو وسيلة تعين على الحياة، إلى حالة عشق وحب لا يمكن التفريط فيه مهما كان الغرض أو الظروف، وهناك من يخلق وفيه هذه الصفة أو جينات في الأجداد والآباء، تتعدد الأسباب ولكن في النهاية نجد شخصيات بخيلة تعيش في حياتنا ، ولا تستطيع تغيرهم أو تغيير صفاتهم، اليوم اخترنا أفضل الأبيات والأشعار التي قيلت في البخل لكثير من الشعراء العرب، وهذا ما سوف نقوم بعرضه خلال السطور التالية .

قال أحمد شوقي عن البخل

ولولا البخلُ لم يهلكْ فريقٌ . . . . على الأقدارِ تلقاهم غِضابا
تعبت بأهله لوماً وقبلي . . . . دُعاةُ البِرِّ قد سَئموا الخِطايا

قال أبو الأنواء في البخل قائلا

قومٌ إِذا أكلُوا أَخْفَوا كَلامَهُمْ . . . . واستوثقوا من رِتاجِ البابِ والدارِ

لا يقبسُ الجارُ منهم فَضْلَ نارِهمُ . . . . ولا تَكِفُّ يدٌ عن حُرْمةِ الجارِ

كما قال ابن خاتمة الأندلسي

يا من غدا ينفقُ العمرَ الثمينُ بلا . . . . جدوى سوى جمعِ مالٍ خِيفةَ العَدَمِ

ارجعْ لنفسِكَ وانظرْ في تخلِصها . . . . فقدْ قذفتَ بها في لجة العَدَم

وقال أبو العلاء المعري أيضا عن البخل

لا تَخْبأنْ لغدٍ رزقاً وبعد غدٍ . . . . فكل يومٍ يوافي رزقَه مَعَه

واذخَرْ جميلاً لأدنى القوتِ تدركه . . . . وللقيامة تعرف ذاكَ أجمعهْ

وقال في البخل أيضا دعبل الخزاعي

رأيتُ أَبا عمران يبذلُ عِرْضهُ . . . . وخُبْزُ أبي عمران في أحرز الحرزِ

يحنُّ إِلى جاراتِهِ بعد شبعهِ . . . . وجاراتهُ غرثى تحنُّ إِلى الخُبْزِ

كما قال بشار بن برد

أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ وكذاك من يعطيك من كَدَرِه
أما الكريمُ يحُتُّ نائلُهُ كالغيث يسقي الناس من مطره
تبعث عطاياه مواهبهُ كالسيل متبعاً قفا مطره

وقال أبو العتاهية

إِن البخيلَ وإِن أفادَ غِنىً . . . . لترى عليه مَخايلَ الفقرِ

وقال بن الزقاق

لا يُحمدُ البخلُ أن دانَ الأنامُ به . . . . وحامِدُ البخلِ مذمومُ ومدحورُ

قال النابغة الشيباني

وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ . . . . ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السَّخاءُ
وما أخَّرتَ مِنْ دُنياك نقصٌ . . . . وإنْ قَدَّمْتَ كانَ لكَ الذكاء

وقال المقنع الكندي

إِني أحرضُ أهلَ البخلِ كلهمُ . . . . لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي
ما قلَّ مالي إِلا زادني كرماً . . . . حتى يكونَ برزقِ اللّه تعويضي
والمالُ يرفعُ من لولا دراهمُهُ . . . . أمس يُقَلِّبُ فينا طرفَ مَخْفوضِ
لن تَخْرُجَ البيضُ عفواً من أكفهمُ . . . . إِلا على وَجَعٍ منهم وتمريضِ
كأنها من جلودِ الباخلين بها . . . . عند النوائبِ تحذي بالمقاريضِ

وقال إسحق الموصلي

وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري . . . . فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى . . . . بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه . . . . إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ
فإِني رأيتُ البخلَ يزري بأهِله . . . . فأكرمْتُ نفسي إن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجملاً . . . . ومالي كما قد تعليمنَ قليلُ

وقال أبو نواس في بخيل اسمه الفضل
رأيت الفضل مكتئبا
يناغي الخبز والسمكا
تجهم حين أبصرني
ونكس رأسه وبكى
فلما أن حلفت له
بأني صائم ضحكا

وقال أبو نواس في بخل أبو نوح
أبو نوح دخلت عليه يوما
فغذانا برائحة الطعام
وقدم بيننا لحما سمينا
أكلناه على طبق الكلام
فكان كمن سقى الظمآن آلا
وكنت كمن تغذى في المنام

 

وقال البرمكي
تبرم إذ جئته للسلام وأبدى
لي الكره لما دخلت
فقلت له لا يرعك الدخول
فوالله ماجئت حتى أكلت