الطلاق هو أبغض الحلال عند الله عز وجل، والذي يعني فشل الحياة الزوجية واستحالة استقامتها، فيوميا تزيد نسب الطلاق بشكل كبير للغاية ولا أحد يعرف لهذه المشكلة من حل، لأنها مشكلة كبيرة جدا وآثرها سئ في كل الأحوال، لأن الطلاق يعني نهاية أسرة، فالأسرة التي تتكون من عدد من الأفراد سواء الأطفال أو الكبار فإنهم عرضة للآثار النفسية السيئة التي تترسب بداخلهم وتؤدي بلا شك إلى فشل حياتهم هم أيضا من جوانب معينة، فنسبة الطلاق في المملكة مخيفة جدا وقد تزايدت في السنوات الأخيرة وهذا يعني أنها مشكلة كبيرة وتحتاج إلى رصد حلول ، فمشكلة الطلاق هي مشكلة معقدة ولابد وأن يكون لها محل دراسة حتى يمكن الوقوف على الأسباب ومن ثم حلها لإنقاذ حياة الآلاف من الأسر .

إحصائيات نسب الطلاق
أظهرت الإحصائيات التي أصدرتها وزارة العدل على موقعها الالكتروني في عام 2014 أن هناك ٣٣٩٥٤ حالة طلاق خلال العام  2014 ، فيما بلغت حالات الخلع على مستوى جميع المناطق ٤٣٤ إثبات خلع، بينما دخل القفص الذهبي ١١٨١٧ عن الفترة الزمنية نفسها. كما أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الحالي زادت بأكثر من ٨٣٧١ حالة طلاق عن العام الماضي. وتصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق السعودية الأكثر إصداراً لصكوك الطلاق بإجمالي بلغ ٩٩٥٤ إثبات طلاق، بينما جاءت مدينة جدة على رأس قائمة أكثر المدن السعودية كافة إصداراً لإثباتات الطلاق بواقع ٥٣٠٦ إثباتات، تلتها العاصمة المقدسة بواقع ٢٣٢٦ إثبات طلاق، و١٤٥٩ إثبات طلاق في الطائف، بينما توزعت بقية حالات الطلاق البالغة ٨٦٣ حالة على بقية مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.

وفي عام 2015 قال المتحدث الرسمي لوزارة العدل السعودية، الشيخ منصور القفاري إن عدد قضايا الطلاق في محاكم الأحوال الشخصية ودوائر الأحوال الشخصية في المحاكم للعام الماضي 2015، بلغ 35.268 ألفا في حين تم توثيق 133.687 عقد نكاح (زواج) في العام نفسه وأن نسبة الطلاق للعام 2015 وصلت إلى 26.3%. في حديث سابق لموقع العربية.نت

اسباب الطلاق في مجتمعنا
1- غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بين الأزواج خاصة الزوجين الحديثين.
2- الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي والتعليمي، وطالما وجد هذا الاختلاف فمن الصعب التكيف في الحياة الزوجية ويبقى الطلاق هو الحل المناسب.
3- الخيانة الزوجية من أهم الأسباب التي تزيد من نسب الطلاق بداخل مجتمعنا لأن وجود أي شرخ في الثقة بين الزوجين قادر بإنهاء الحياة الزوجية.
4- عدم التحاور والتواصل بين الزوجين فلا توجد أي لغة حوار مما يجعل حياتهما أشبه بالعزلة مما تؤدي إلى خلافات ومشكلات لا نهاية لها.
5- تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج على وجه الخصوص، أو حتى تحمل المسؤولية في المنزل، أو عدم مراعاة الظروف والإمكانيات المتاحة لحياتهما.
6- سيطرة الأهل وتدخل الأقارب خاصة الأم في الحياة الزوجية، حتى لو كانت تلك التدخلات بسيطة فمن الممكن أن تخرق العلاقة بين الزوجين وتؤدي إلى الطلاق.
7- الاختلاف في وجهات النظر والطموحات بين الزوجين والذي ينتهي عدم الوصول إلى نقطة التقاء واحدة والتي بدورها تؤدي إلى انتهاء الحياة الزوجية.
8- ازدادت بين الشباب ظاهرة خطيرة هي ظاهرة الإدمان وتناول المخدرات وما يعقبها من عواقب سيئة تؤدي بطبيعة الحال إلى الطلاق.
9- من أكثر الظواهر السيئة التي تساعد على تفشي الطلاق هي ذكورية المجتمع، فالنظر إلى الرجل كونه هو الرجل الذي يتحكم في كل شئ حتى في قرار الطلاق يجعله يقوم بالطلاق طالما أنه لم يبحث عن حل آخر لكثير من المشاكل البسيطة التي تعوق حياته الزوجية والذي في الأغلب يحمل السبب على الزوجة لتكن هي شماعة الاتهامات في كل حياة زوجية فاشلة.
10- من أخطر أسباب الطلاق حاليا هو الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، والتي قد سببت الكثير من المشاكل للأزواج وجعلت هناك حالة من الاتهام والشك والربية بين الزوجين.

هل عمل الزوجة أحد مسببات الطلاق؟
في الأيام القليلة الماضية تناثرت الكثير من الأقاويل حول عمل المرأة كونه أحد مسببات الطلاق في المملكة، فإن ارتفاع طلاق الموظفات هو جرس انذار يمكن النظر فيه باعتباره ظاهرة فردية سببها واضح، وقد علق عن ذلك المستشار النفسي عبده الأسمري لصحيفة الرياض يقول “علينا أن نعلم أن وظيفة المرأة تتعلق بعدة أمور: المال المتمثل براتب الزوجة، والخلافات التي قد تنشأ بسببه بينها وزوجها، إلى جانب أوقات عملها التي قد تتناقض مع وفائها بالتزاماتها الزوجية، بالإضافة إلى تدخل أسرة أحد الزوجين في الخلافات إذا ما خرجت من أسوار الأسرة”. وأضاف “من الجميل والمميز أن تدعمه لمواجهة مصاريف الحياة دون ضغط وإصرار منه، وأن يكون هناك وضوح في التعامل تحديداً من فترة الخطوبة فيما يخص عمل الزوجة وارتباطات الزواج، ويعملا على إيجاد حلول بديل لمواجهة أي مستجدات تتعلق بالعمل والمصروفات، ولا مانع أن يسعيا للاشتراك في دورات تأهيلية احترافية في الإرشاد الأسري قبل الزواج”.

الحلول المقترحة لمواجهة ظاهرة الطلاق
أضاف المستشار النفسي عبده الأسمري بعض الحلول فقاله في حديثه لصحيفة الرياض ” أرى أن الحلول تكمن في بداية الزواج بتفهم وضع عمل الزوجة، وأن تقوم هي بدورها ومسؤولياتها كاملة، وتوزع ذلك بين العمل والمنزل، وألا تهمل في ذلك، وأن يتم أيضاً التعاون المالي والتشارك وفق ما حدده الشرع، فالزوج مطالب بالصرف والزوجة من الجميل والمميز أن تدعمه لمواجهة مصاريف الحياة دون ضغط على طرف، وأشار إلى أهمية إيجاد حلول بديلة بين الزوجين لمواجهة أي مستجدات تواجههما فيما يتعلق بالعمل والمصروف وخلافها.

وطالب الأسمري بتكثيف دورات تأهيلية احترافية غير التقليدية يقوم عليها استشاريون واستشاريات في الإرشاد الأسري للمقبلين على الزواج، وعقد ورش عمل ومؤتمرات متخصصة احترافية لرصد ظاهرة الطلاق شريطة.

فعمل المرأة أمر لا يعد بهذه الصعوبة التي نراها في مجتمعنا، فالمرأة كيان ناجح تستطيع أن تنجح في عملها في وظيفتها، وعملها بصفتها ربة منزل، ومن الصعب أن نجد امرأة تفشل في هذه المعادلة، لذلك أرجو منك عزيزي الزائر أن توضح رأيك في أسباب تزايد نسب الطلاق في مجتمعنا، لعلنا نستطيع حل المشكلة من معرفة الأسباب للتوقف عنها.

الوسوم
الطلاق