الطلاق من الظواهر الاجتماعية التي تسبب القلق والتوتر، لأنها تؤدي إلى تفكك الأسرة وتشتت أفرادها، ووجدنا في الآونة الأخيرة أن نسب الطلاق قد ارتفعت بشكل كبير في معظم المجتمعات، مما ترتب عليه العديد من الآثار السلبية والمشاكل النفسية التي أصابت المجتمع والعائلة والأبناء.
معنى الطلاق
– الطلاق هو كلمة مشتقةٌ من الفعل الثلاثي طلق، ومعناها حرر أو فك قيده.
– هو فسخ عقد الزواج بين الزوج وزوجته باستخدام اللفظ المباشر، أو ما يدل عليه أو قد يتم بشكل غير مباشر عن طريق القاضي الشرعي بعد اتفاق الزوج والزوجة.
– كما ورد في التشريع الإسلامي الّذي يتضمن القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وبإجماع العلماء، وفقهاء الإسلام، فإن الطلاق جائز شرعاً.
الطلاق الرجعي
– سمي هذا الطلاق رجعياً لأن الزوج يستطيع فيه أن يقوم بإرجاع زوجته له، لذلك ؛ ولا يتم فيه فسخ عقد الزواج.
– تسمى الفترة التي تقضيها الزوجة بعد الطلاق بالعدة، وعند انتهائها ولم يرجع الزوج لزوجته، فيصبح الطلاق عندها بائناً بينونة صغرى.
– إذا أراد الزوج أن يعيد زوجته، فيجب أن يخبرها بنيته وبأنه يريد ارجاعها، مع شرط أن يتقيد بالمدة المحددة للعدة.
الطلاق البائن
هو الطلاق الذي يتجاوز مدة العدة، أو الذي يستكمل الثلاث طلقات
طلاق البائن بينونة صغرى
وهو الأقل من ثلاث طلقات، ويحق فيه للزوج أن بقوم بإعادة زوجته بعقد جديد ومهر جديد.
طلاق البائن بينونة كبرى
– هو أن يتم الثلاث طلقات، وعندها لا يستطيع الزوج أن يقوم بإرجاع زوجته إلا بعد زواجها من رجل آخر، دون اتفاق بينهما على الطلاق، بمعنى أن لا يقوم الزوج المطلق بالاتفاق مع الرجل الذي يريد الزواج بزوجته بأن يتزوجها، وبعدها يقوم بتطلقها، حتى يتمكن من الزواج بها مجدداً.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو المحلل، لعن الله المحلل والمحلل له”. رواه ابن ماجه.
الطلاق القضائي
وهو الطلاق الذي يحدث بأمر من القضاء، لأن في حالات كثيرة يكون فيها اللجوء إلى القضاء هو سيد الموقف، فيصدر فيه القضاء أمر الطلاق بين الزوجين
أسباب إصدار قرار بالطلاق القضائي
– عندما يخل الزوج بشرط واحد من شروط عقد الزواج.
– عندما يصبح الزوج عاجز وغير قادر عن الإنفاق ولا يوجد سبيل ليستمر الزواج.
– في حالة غياب الزوج عن زوجته مدة طويلةً، وقد تخشى الزوجة فيها الضرر والوقوع في الإثم.
– إذا وجد عيب إما في الزوج وإما في الزوجة، أو أن تكون المرأة غير عفيفة، أو أن يكون الزوج سيئ الخلق.
– عدم قدرة أحد الزوجين على الإنجاب أو بسبب الإيلاء وهو أن يحلف على عدم معاشرة الزوجة أو هجرها في الفراش.
أسباب الطلاق
– وجود مشكلات في الحياة الزوجية، والأسرية والتي لا تسمح باستمرارها.
– استخدام الزوج للعنف مع زوجته وأن يسوء معاملتها.
– أن يتزوج الزوج على زوجته دون رضاها وموافقتها.
– أن يكون ممن لديهم العديد من الزوجات، فلا يستطيع على العدل بينهن.
– إذا كان الزوج مصاب، أو تكون الزوجة بمرض خطير جداً، أو عدم قدرة أحدهما على الإنجاب.
– في حالة غياب الزوج عن زوجته، أي هجرها لمدة زمنية طويلة.
– أن يكن الزوج صاحب خلق سيء.
– أن يغيب دور الزوج في تحمل مسؤولية العائلة.
البعد عن الله والدين فالمتدين يعامل زوجته بالمعروف وبالخلق الحسن والمودة والاحترام.
آثار الطلاق على المجتمع
– تصبح الأسرة مفككة ويتم انهيارها بمجرد انفصال الطرفين.
– أن يصبح الأبناء غير مهتمين بأداء واجباتهم المدرسية.
– الشعور بالانعزال والوحدة عن الناس وقطع العلاقات الاجتماعية.
– يتسبب في إصابة الأطفال بالأمراض النفسية، وتصبح سلوكياتهم تميل إلى العدوانية.
– نظرة المجتمع للمرأة المطلقة والتي تكون مجحفة وظالمة بحق المرأة.
– تصبح سلوكيات الأبناء غير سوية وسيئة، فتجدهم يرافقون أصحاب السوء مما قد يؤدي لتناولهم للمخدرات والخمر وغيرهما.
آثار التوتر النفسي للأبناء بسبب الطلاق
– يقوم الجسم بزيادة إفراز هرمون الضغط العصبي، وهو الذي يؤثر على بعض أجزاء المخ، وخاصة الذاكرة.
– تنخفض نسبة إفراز هرمون النمو في الجسم، مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة في الجسم.